المهرجان الوطني لفنون أحواش علامة تميز مدينة ورزازات عن باقي المدن المغربية الأخرى

المهرجان الوطني لفنون أحواش علامة تميز مدينة ورزازات عن باقي المدن المغربية الأخرى

الثلاثاء, 12 أغسطس, 2014 - 11:44

(إعداد : عبد النبي الصيبي)

ورزازات – شكلت الدورة الثالثة للمهرجان الوطني لفنون أحواش ( 8 – 10 غشت الجاري) محطة أساسية للتأكيد على أن هذه التظاهرة أصبحت علامة أخرى تميز مدينة ورزازات على الصعيد الوطني والدولي، بالإضافة الى أنها تعتبر هوليود إفريقيا.
وأجمعت كل الفعاليات المشاركة في هذا المهرجان، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على الارتباط الوثيق لأحواش بهذه المدينة مما يجعلها معقلا لهذا الفن، ويساهم في التعريف بهذه المنطقة وبتراثها الى جانب ما تشتهر به على المستوى السياحي والسينمائي.

وساهمت الدورة الثالثة لهذا المهرجان، أيضا وبشكل كبير، في تعزيز إشعاع المدينة وإبراز الحمولة الثقافية لهذا الموروث الوطني المتمثل في فن أحواش، وتقوية الجانب المتعلق بجاذبية ورزازات السياحية، فضلا عن مساهمتها في إحياء هذا التراث اللامادي من خلال تشجيع الفرق المحلية العاملة في هذا النمط الفني الذي يعتمد كثيرا على الشعر الأمازيغي.

ولتأكيد العلاقة الوثيقة القائمة بين ساكنة هذه المنطقة بهذا التراث اللامادي، تم التركيز في إعداد الدورة الثالثة للمهرجان الوطني لفنون أحواش، على تصور فني وإبداعي يهدف إلى إبراز تنوع فنون أحواش من حيث ارتباطها بكل مناحي حياة الإنسان عبر تقديم ثلاثة عروض رئيسية بفضاء قصبة تاوريرت التاريخية التي مكنت من تشخيص الجوانب الاحتفالية لهذا الفن في مختلف المناسبات كالولادة، والختان والزواج والحصاد، وغيرها.

وكانت السهرة الأولى لهذا المهرجان مناسبة للتعريف بالطقوس المرتبطة بفن أحواش للاحتفال بالمولود الجديد حيث تعم الفرحة القبيلة بأسرها وليس فقط العائلة، إذ مباشرة بعد الولادة ترفع زغاريد الأسرة التي رزقت بمولودها لتقابلها زغاريد أخرى صادرة عن ساكنة القبيلة، كما تقوم النساء عند احتفالهن بهذا المولود بترديد أشعار تعبر كلها عن سعادة القبيلة ومباركتها لهذا الوافد الجديد.

بعد ذلك، تم سرد مجموعة من العادات التي مازال معظمها راسخا في عدد من القبائل باقليم ورزازات للتعبير عن تقاسم كافة مكونات أسر المنطقة أفراحها ومسراتها مع العائلة التي رزقت المولود الجديد، من بينها تقديم “تكضلت” (هدية الميلاد) التي تكون مرفوقة بترديد مجموعة من الأهازيج الخاصة بالمناسبة.

وتميزت سهرة اليوم الثاني من هذه التظاهرة بإبراز الطقوس المرتبطة بالحياة الفلاحية من بينها “أسكاس أماينو”( رأس السنة الأمازيغية) والحصاد، في حين تميزت السهرة الأخيرة بالعادات والتقاليد المتبعة في حفل الزواج وحفل الحناء الخاص بالعروس قبل ذهابها إلى بيت الزوج.

وفي هذا الصدد، أكد عبد الحكيم أيت تاكنيوين المسؤول عن الادارة التقنية للمهرجان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الدورة مكنت الجمهور الذي تتبع فقراتها بكثافة كبيرة، من لمس العلاقة الكائنة بين فن أحواش ومكونات القبيلة، وحضوره القوي في مراحل الدورة الزراعية والزواج وعند الولادة، مشيرا الى أن هذا التراث له علاقة وطيدة بالحياة اليومية للإنسان الأمازيغي.

وقال إن هذه الطقوس تعتبر تأكيدا على أن فنون أحواش تندرج ضمن ثقافة الانسان بهذه المنطقة وفي حياته اليومية ومدى مكانة الشعر الامازيغي في هذه المناسبات، مما يتطلب العمل على المحافظة على الطقوس المرتبطة بهذا الفن.

من جهته، أكد المندوب الجهوي لوزارة الثقافة بأكادير ومدير المهرجان السيد المختار الفاروقي أن هذه الدورة لقيت نجاحا كبيرا بالنظر الى كونها استطاعت استقطاب مجموعة من الشركاء عكس الدورتين الأخيرتين، بالاضافة الى تجاوز النمط التقليدي في تسلسل الفرق الفلكلورية على خشبة العرض، وذلك من خلال إعداد سينوغرافية لهذه الدورة من قبل فعاليات المجتمع المدني، التي أضفت صبغة خاصة ومكنت الجمهور من معاينة فرق أحواش تؤدي عروضها كأنها توجد في بيئتها ووسطها الاجتماعي.

وقال إن الحضور القوي لوسائل الاعلام المحلية والوطنية والدولية لتغطية فقرات هذا المهرجان ساهم في التعريف بهذه التظاهرة وإبراز المؤهلات التي يزخر بها اقليم ورزازات إن على مستوى السياحة أو السينما، مبرزا أن هذا المهرجان يثمن التراث الثقافي الوطني ويعزز مكانة السياحة الثقافية بالمدينة.

وشارك في هذه الدورة، التي نظمتها وزارة الثقافة بشراكة مع عمالة ورزازات والمجلس الجهوي لسوس ماسة درعة، والمجلسين الإقليمي والبلدي لورزازات، بالإضافة إلى المجلس الإقليمي للسياحة والمكتب الوطني المغربي للسياحة، 18 فرقة ضمت حوالي 500 فنان وفنانة من مختلف المناطق المغربية التي تعنى بهذا الفن المغربي الأصيل.

وتضمن برنامج هاته الدورة تنظيم ندوة حول فنون أحواش، واحتضان فضاء المسرح الروماني بالقصبة التاريخية تاوريرت أمسية شعرية “أباراز نايت اومارك”(مبارزة بين الشعراء) التي تعتمد على الإلقاء المرتجل من طرف شعراء هذا الفن في جو من التنافس، في محاولة كل طرف إبراز تفوقه وعلو كعبه في هذا المجال، فضلا عن تكريم بعض الأسماء الممارسة والمهتمة بأحواش.

كما اشتمل برنامج هذه الدورة، بالإضافة الى معرض خاص بصور أعلام فن أحواش وأماكن ممارسته والزي والحلي الخاص به، على صبحية تربوية للأطفال ضمت عدة فقرات محورها فنون أحواش وذلك لتعريف الناشئة بأهمية هذا التراث ودوره المتأصل في حياة الإنسان بالمنطقة.

اقرأ أيضا

فيضانات إسبانيا: الحكومة تستعد لإعلان المناطق المتضررة بشدة “مناطق منكوبة”

السبت, 2 نوفمبر, 2024 في 14:10

أعلن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، اليوم السبت، أن السلطة التنفيذية تعتزم إعلان المناطق المتضررة بشدة من الفيضانات المدمرة التي ضربت جنوب شرق البلاد “مناطق منكوبة”.

وزارة العدل تعزز اللاّمركزية بتأسيس مديريات إقليمية لتحديث الإدارة القضائية

السبت, 2 نوفمبر, 2024 في 12:21

أصدر وزير العدل قرارا بإنشاء وتنظيم المصالح اللاممركزة للوزارة، متمثلة في مديريات إقليمية للعدل موزعة على مستوى الدوائر القضائية لكل محكمة استئناف.

السيد الشامي يبرز إيجابيات تعزيز حكامة المالية العمومية (مناظرة)

السبت, 2 نوفمبر, 2024 في 11:36

أكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أحمد رضا الشامي، أمس الجمعة بالرباط، أن تعزيز حكامة المالية العمومية يخلق آثار إيجابية على عدة مستويات.