المنتدى رفيع المستوى حول الذكاء الاصطناعي.. السيد مثقال يؤكد ضرورة التفكير في منظومة للذكاء الاصطناعي تلائم الاحتياجات والأولويات

الرباط – أكد السفير، المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، محمد مثقال، اليوم الاثنين بالرباط، أن عالم اليوم يواجه سيل متطلبات يفرضها التطور التكنولوجي، وأن البلدان مدعوة للتفكير في منظومة تنافسية للذكاء الاصطناعي تلاءم احتياجاتها وأولوياتها.

وأوضح السيد مثقال، في مداخلة له خلال افتتاح المنتدى رفيع المستوى حول الذكاء الاصطناعي، أن اختيار موضوع “الذكاء الاصطناعي كرافعة للتنمية في إفريقيا”، يجسد التزام المملكة في هذا المجال من أجل الإسهام في إيجاد حلول مبتكرة للمجتمعات الإفريقية التي تشارك في التطور التكنولوجي للقارة.

وفي هذا الإطار، اعتبر السيد مثقال، الذي يشغل أيضا منصب رئيس شبكة الفاعلين الفرنكوفونيين للتعاون جنوب -جنوب والتعاون ثلاثي الأطراف، أن المنعطف الحاسم تمثل في عقد أول منتدى للذكاء الاصطناعي بإفريقيا، والذي نظمته جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية سنة 2018 في بنجرير، قصد رسم معالم تعاون إقليمي إفريقي، وتعزيز إمكانات هذه التكنولوجيا الجديدة على المستوى القاري.

وأضاف السيد مثقال أن المغرب كان سبّاقا إلى تنفيذ توصية اليونسكو بشأن الذكاء الاصطناعي؛ والتي تعد أول وثيقة معيارية لتنظيم هذه التكنولوجيا الجديدة، تم اعتمادها سنة 2021.

واعتبر السيد مثقال أن هذا الالتزام يمنح المملكة الريادة على المستويين العربي والإفريقي من خلال إصدار التقرير الخاص بتقييم مستوى جاهزية المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي في 17 ماي 2024 بالرباط.

وأبرز السيد مثقال أن المغرب اضطلع بدور مهم في اعتماد الجمعية العامة أول قرار أممي بشأن الذكاء الاصطناعي، بتوافق الآراء، في مارس 2024، تحت عنوان “اغتنام الفرص التي تتيحها أنظمة الذكاء الاصطناعي الآمنة والموثوقة من أجل التنمية المستدامة”، مشيرا إلى أن الريادة والدعم المستمر والبنّاء للمغرب، الذي شارك في رعاية هذا القرار، مكن من التوصل إلى نص توافقي ومتوازن.

وأفاد بأن الدمج الملائم والفعال للذكاء الاصطناعي يواجه تحديات متعددة، بما في ذلك المعلومات الزائفة والمضللة، وعدم التساوي في الولوج إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتفاقم عدم المساواة، وعدم تطوير المهارات المحلية الإفريقية في مجال الذكاء الاصطناعي، وضعف حماية الخصوصية والمعطيات الشخصية، وفقدان القيم الثقافية والأخلاقية المتصلة بالمحافظة على التراث.

وبيّن أن الأولويات بالنسبة لإفريقيا متعددة، مشيرا في هذا الإطار إلى التعليم والتكوين، وكذلك تعزيز القدرات الإفريقية في مجالات التقنيات الحديثة، وتقوية قدرات الشباب على وجه الخصوص، وتطوير بنية تحتية مناسبة للبحث والابتكار.

وأكد أن المبادرات، والبرامج، والإجراءت، بما في ذلك هذا المنتدى رفيع المستوى، تندرج في إطار الجهود التي يبذلها المغرب، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بغية تعزيز التعاون جنوب-جنوب في جميع المجالات.

وسجل أن هذه الرؤية الملكية الطموحة والاستباقية مكنت المملكة من الانخراط في أوراش تنموية كبرى، لاسيما في تسريع التحول الرقمي وتكييفه مع احتياجات السكان المحليين، مشيرا إلى أن المغرب يطمح، من خلال استراتيجية “المغرب الرقمي 2030″، إلى تعزيز استثماراته في الإمكانات المتزايدة التي يمكن أن تضطلع بها الرقمنة في تسريع التنمية البشرية.

وينظم هذا اللقاء الدولي، الذي ينعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مدى ثلاثة أيام، من قبل جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، من خلال مركزها الدولي للذكاء الاصطناعي بالمغرب “حركة الذكاء الاصطناعي”، بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، بمشاركة ممثلي أكثر من 30 دولة، منها حوالي 15 دولة إفريقية، بهدف وضع الأسس لاستراتيجية إفريقية مخصصة للذكاء الاصطناعي.