الممثل حسن باديدة : نجحت في ”هم الكلاب” لأني عايشت السياق السياسي لعقد السبعينيات

(أجرى الحديث : نزار الفراوي)

طنجة- يعتبر الممثل المغربي المتميز حسن باديدة، بطل فيلم “هم الكلاب” لهشام العسري، أن نجاحه في أداء دور المعتقل السياسي الذي يغادر السجن بعد ثلاثين عاما، يعود إلى معايشته عن قرب لأجواء السياق السياسي الذي عاشه المغرب في سبعينيات القرن الماضي.

وفي حديثه لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال باديدة، المتوج عن دوره في الفيلم بجائزة أحسن ممثل في مهرجان دبي، إنه عايش أجواء الفيلم التي تتناول أحداث 1981 في الدار البيضاء، حيث كان يبلغ من العمر 20 عاما، كما تمثل المواجهة بين السلطة واليسار آنذاك، من خلال علاقته بوالده.

“كان أبي شرطيا وكنت أنتمي إلى الشبيبة الاتحادية، وتعرفت من خلال العلاقة بيننا على نظرة كل طرف إلى الآخر”، يقول حسن باديدة الذي أبهر جمهور مهرجان طنجة بمصداقية أدائه، الذي يمزج التلقائية بحرفية التشخيص. لكن باديدة يصر على أنه مدين للمخرج هشام العسري بالهدية التي منحه إياه، حين خوله البطولة لأول مرة في مساره، بينما ظل، زمنا طويلا، محصورا في أدوار ثانوية.

يذكر أن الممثل يلعب دور معتقل يغادر السجن بعد ثلاثين عاما من الاعتقال، ليعيش ضياع البحث عن اسمه الذي نسيه (ولم ينس رقم الاعتقال) وعن أسرته، وحياته التي باتت وراء ظهره.

عن سر نجاح فيلم “هم الكلاب”، يقول باديدة إن المخرج جعل منه ورشة كتابة تتبلور في إطار جماعي. “الإدارة الفنية للمخرج بدأت حتى قبل بدء التصوير. وساهمنا جميعا في الكتابة، الأمر الذي أنضج قدرتنا جميعا على الأداء، على نحو أمثل”.

قبل “هم الكلاب”، كان حسن باديدة أثار الانتباه بدوره الصغير في فيلم “أندرومان .. من دم وفحم” لعز العرب العلوي، وعمل في جميع أعمال هشام العسري الذي رصد موهبته في مشروع نبيل عيوش للفيلم الصناعي بأكادير.

يقول حسن باديدة إنه سيواصل مساره رفقة العسري في الفيلم الجديد الذي يوجد قيد المونتاج بعنوان “البحر من ورائكم”.

أما عن الأضواء التي بدأت تسلط على حياته البسيطة، فيعلق باديدة قائلا “النجوم هم أولئك الأمريكان الذين شاهدتهم عن قرب في مهرجان دبي. لهم مقومات النجوم ونمط حياتهم وإمكانياتهم. أنا أفضل الظل”.