المغرب وجمهورية الكونغو الديمقراطية: تدعيم العلاقات البرلمانية يدشن تعاونا ثنائيا واعدا

من المراسل الدائم للوكالة في كينشاسا خالد بركة

كينشاسا – قطعت العلاقات البرلمانية بين المغرب وجمهورية الكونغو الديمقراطية بالتأكيد خطوة نوعية جديدة على درب توطيد علاقات التعاون بين البلدين اللذين يجمعهما تاريخ عريق من الروابط المشتركة والصداقة والأخوة.
وجاءت الزيارة التي يجريها حاليا رئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله الى كينشاسا، والتي كانت لها نتائج ملموسة نظرا للقاءات والمباحثات المثمرة والمشجعة التي أجراها مع كبار المسؤولين الكونغوليين، لتعزز من هذا الزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية.
وتعكس هذه الزيارة، التي تندرج في إطار الدينامية الجديدة التي يعرفها التعاون بين الرباط وكينشاسا، جودة العلاقات الثنائية على كافة المستويات.
وستظل الزيارة التاريخية لجلالة الملك محمد السادس في فبراير 2006 إلى كينشاسا، خالدة في ذاكرة الشعب الكونغولي إذ مكنت من تعزيز التعاون، على أكثر من صعيد، بين البلدين الافريقيين اللذين تعود علاقاتهما الديبلوماسية إلى ستينيات القرن الماضي.
كما أعطت الزيارة الملكية للعلاقات الثنائية زخما جديدا دشن أسس تعاون مندمج حقيقي تجسد من خلال التوقيع على العديد من البروتوكولات واتفاقيات التعاون الاستراتيجي في مجالات التنمية الاقتصادية والتقنية والاجتماعية والثقافية والإنسانية.
وفضلا عن ذلك، ساهم المغرب في تمويل العديد من المشاريع ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي بجمهورية الكونغو الديمقراطية همت قطاعات الصحة والماء الصالح للشرب والبنيات التحتية.
وفي تصريحات عقب مباحثاته مع رئيسي البرلمان الكونغولي، أشاد السيد بيد الله بحفاوة الاستقبال الذي حظي به من طرف رئيسي غرفتي البرلمان الكونغولي، مبرزا روابط الصداقة والأخوة التي تجمع بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس جوزيف كابيلا.
وأشار إلى وجود “العديد من القضايا ذات الطابع البرلماني قيد البحث بشكل مشترك بين الجانبين وفي مقدمتها إحداث مجموعة صداقة من أجل تعزيز روابط الصداقة بين الشعبين”، داعيا إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي.
وذكر السيد بيد الله، في أعقاب مباحثاته مع الوزير الأول الكونغولي أوغوستين ماتاتا بونيو، بالعديد من الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة بين الرباط وكينشاسا والتي يتعين أن تعطي ثمارها في المستقبل.
وفي هذا الصدد، أعرب رئيس مجلس المستشارين عن إرادة المغرب في الرقي بالعلاقات الثنائية حتى تعود بالفائدة على الجانبين وترقى إلى مستوى تطلعات قائدي البلدين.
وذكر السيد بيد الله بالعمل الذي تقوم به بعثة القبعات الزرق المغربية المنتشرة بشرق البلاد في إطار البعثة الأممية بجمهورية الكونغو الديمقراطية (مونيسكو)، إلى جانب استقبال المملكة للعديد من الطلبة الكونغوليين الذين يتابعون حاليا دراساتهم بالجامعات والمعاهد العليا المغربية.
وأوضح أن “هذه المؤهلات والعناصر تساهم في تعزيز روابط الصداقة بين الدولتين بشكل أكبر “.
ومن شأن زيارة رئيس مجلس المستشارين إلى كينشاسا، والتي تأتي في أعقاب زيارة مماثلة قام بها رجال الأعمال المغاربة إلى دول الساحل الافريقي في إطار قافلة “المغرب-تصدير”، أن تضفي على العلاقات بين الرباط وكينشاسا دينامية واعدة ستعزز حتما مبدأ التعاون جنوب-جنوب الذي ما فتئت تدعو إليه المملكة وتعتبره إحدى اولويات سياستها الخارجية.