المغرب وبريطانيا يخلدان ذكرى مرور 800 سنة من الصداقة والتاريخ المشترك
لندن-(بقلم : فوزي عزام) – يخلد المغرب وبريطانيا، وهما المملكتان اللتان تتقاسمان قيم السلم والديمقراطية والتضامن والتسامح نفسها، خلال السنة الجارية ذكرى مرور 800 سنة على إقامة علاقات دبلوماسية بينهما.وفي سياق الاحتفال بهذه المناسبة، ينتظر أن تحتضن العاصمة البريطانية حفلا كبيرا تنظمه سفارة المملكة المغربية بلندن بحضور شخصيات مغربية بريطانية وازنة، تعكس المستوى المتميز للعلاقات بين البلدين الصديقين.
ويعد الاحتفال بذكرى مرور ثمانية قرون حدثا مفصليا في تاريخ العلاقات المغربية البريطانية القائمة، منذ انطلاقها سنة 1213، على أساس من الود والتفاهم والاحترام المتبادل.
ويؤكد عدد من المسؤولين المغاربة والبريطانيين أن تخليد هذه الذكرى يشكل مناسبة للبلدين، قيادة وحكومة وشعبا، للوقوف على المنجزات المشتركة التي حققتها المملكتان الصديقتان والشريكتان في عدد من المجالات.
ويشكل هذا الحدث مناسبة لتسليط الضوء على المكتسبات والمنجزات التي تراكمت طيلة قرون من العلاقات المتجذرة والراسخة بين البلدين اللذين يجمعهما تاريخ غني ومشترك.
وقد شهدت هذه العلاقات المتميزة، التي يطبعها الاحترام المتبادل والثقة الكاملة، دفعت قوية في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس وعاهلة بريطانيا صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية.
وتستمد علاقات الصداقة والتعاون الاستثنائية القائمة بين البلدين قوتها من الروابط الوثيقة التي تجمع العائلتين الملكيتين، واللتين تواصلان العزم على العمل من أجل الارتقاء بهذه الصلات وتوسيعها لتشمل مختلف المجالات لما فيه خير وصالح الشعبين الصديقين.
وشكلت الزيارة التي قامت بها عاهلة بريطانيا صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية، للمغرب في أكتوبر 1980 إحدى اللحظات القوية في التاريخ الحديث للصداقة المغربية البريطانية، حيث ما يزال البريطانيون يتذكرون مظاهر الاستقبال الشعبي والحماسي الذي خصص لجلالتها. وقد أبت الملكة إليزابيث الثانية من جانبها إلا أن تخصص استقبالا استثنائيا منقطع النظير على شرف جلالة المغفور له الحسن الثاني إبان زيارته للندن سنة 1987.
من جانبه، يولي صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز، أمير بلاد الغال وولي عهد المملكة المتحدة، عناية خاصة للمغرب، حيث زار في هذا السياق المملكة المغربية عدة مرات، كان آخرها الزيارة التي قام بها للمغرب في أبريل 2011 رفقة حرمه كاميليا باركز بولز دوقة كورنويلس.
وفي مايو 2012، مثلت صاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في احتفالات اليوبيل الماسي لعاهلة بريطانيا صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية. وشكلت مشاركة سموها في هذا الحدث التاريخي مناسبة أخرى لإبراز طبيعة العلاقات الخاصة والمتميزة القائمة بين الأسرتين الملكيتين.
وبحسب المؤرخين يعود تاريخ أولى الاتصالات بين المغرب والمملكة المتحدة إلى سنة 2013، حين كانت المملكة المغربية تعد حينئذ قوة عسكرية مهابة الجانب في وقت كان الأمر يتعلق بانجلترا أي قبل تحولها إلى مملكة متحدة.
وتشير الوثائق التاريخية والمراسلات الدبلوماسية والأعمال الأدبية وسجلات الملاحة البحرية، إلى أن السلطان الموحدي محمد الناصر استقبل في سنة 2013 مبعوثا من الملك جون يطلب فيها إقامة تحالف وعون عسكري لمواجهة خصومه الأوروبيين.
وشكلت البعثة البريطانية نقطة انطلاقة تاريخ متميز وحافل من علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين والشعبين.
وبحسب المؤرخين فإن أوائل السفراء والدبلوماسيين المغاربة الذي توجهوا إلى بريطانيا تركوا انطباعا جيدا لدى المجتمع المحلي، حيث أثروا بشكل كبير في ملوك المملكة المتحدة وطبقتها السياسية والاقتصادية والفنية.
وبالرغم من السنوات والقرون المتعاقبة، فقد حافظت العلاقات المغربية البريطانية على زخمها وقوتها ومتانتها، ويشكل الحفل الكبير الذي ستحتضنه، يوم غد الأربعاء، المكتبة البريطانية، التي تعد جوهرة معمارية تعكس فخامة الهندسة البريطانية خلال القرن السادس عشر، والتي تعد من أكبر المكتبات العالمية، مناسبة جديدة للتأكيد على قوة ومتانة الأواصر التي تربط المملكتين العريقتين.
وينتظر أن تعرف هذه التظاهرة الكبيرة مشاركة شخصيات وازنة تمثل حكومتي البلدين إلى جانب برلمانيين بريطانيين نافذين ومؤثرين في عملية صنع القرار السياسي بالمملكة المتحدة، ونخبة من رجال الأعمال والدبلوماسيين والمفكرين والفاعلين الجمعويين وشخصيات من عالم الفن والثقافة.
اقرأ أيضا
وزير الصحة والحماية الاجتماعية يستعرض بمجلس النواب الخطوط العريضة لبرنامج عمل القطاع لسنة 2025
استعرض وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، اليوم الثلاثاء بمجلس النواب، الخطوط العريضة لبرنامج عمل القطاع لسنة 2025.
قضية الصحراء المغربية تحقق مكاسب نوعية بفضل الدبلوماسية الاستباقية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك (ندوة)
أكد المتدخلون خلال ندوة نظمت، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن مسلسل الدفاع عن قضية الصحراء المغربية بات يحقق خلال مكاسب نوعية بفضل الدبلوماسية الاستباقية والجبهة الداخلية الموحدة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
الكويت تحتضن المؤتمر الرفيع المستوى الرابع حول تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود بمشاركة المغرب
احتضنت دولة الكويت يومي 4 و 5 نونبر الجاري المؤتمر الرفيع المستوى الرابع حول ” تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود – مرحلة الكويت من عملية دوشانبيه”، بمشاركة وفود عدة بلدان من بينها المغرب.
أخبار آخر الساعة
-
وزير الصحة والحماية الاجتماعية يستعرض بمجلس النواب الخطوط العريضة لبرنامج عمل القطاع لسنة 2025
-
قضية الصحراء المغربية تحقق مكاسب نوعية بفضل الدبلوماسية الاستباقية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك (ندوة)
-
الكويت تحتضن المؤتمر الرفيع المستوى الرابع حول تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود بمشاركة المغرب
-
الولايات المتحدة.. معطيات لفهم النظام الانتخابي
-
التحول الرقمي.. المغرب قطع أشواطا كبيرة في ظل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك (السيدة الفلاح السغروشني)
-
المغرب، محرك للنمو في إفريقيا بفضل التكامل الإقليمي (الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية)
-
المغرب يعمل بشكل حثيث على تحقيق أهداف منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (السيد حجيرة)
-
السيدة بنعلي.. الوزارة ستواصل خلال سنة 2025 العمل على تسريع وتطوير مشاريع الطاقات المتجددة