المغرب- نيجيريا.. رؤية موحدة لقارة إفريقية مستدامة

   الرباط – تعكس الشراكة الإستراتيجية لتطوير صناعة الأسمدة بنيجيريا، التي أعطيت انطلاقتها بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لهذا البلد الغرب إفريقي (من فاتح إلى 3 دجنبر 2016)، العزم المشترك لقائدي البلدين على تحقيق إقلاع إفريقي مشترك، مستدام وشامل.

   وتضع الاتفاقيتان الموقعتان في هذا الإطار من طرف مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، من جهة، وكل من جمعية منتجي ومزودي الأسمدة بنيجيريا، ومجموعة “دانغوتي إنداستريز ليميتيد”، من جهة أخرى، أسس هذه الشراكة طويلة المدى التي ستساهم في تحسين الإنتاجية الفلاحية وتدعيم الأمن الغذائي والتنمية القروية.

   وفي خطاب جلالة الملك أمام القمة ال 28 للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا (31 يناير 2017)، أكد جلالته أنه “وفي إطار المشاريع التي تهدف إلى الرفع من المردودية الفلاحية وضمان الأمن الغذائي والتنمية القروية، فقد تمت إقامة وحدات لإنتاج الأسمدة بالشراكة مع كل من إثيوبيا ونيجيريا. وستعود هذه المشاريع بالنفع على القارة بأكملها”.

 وكان رئيس الجمهورية الفيدرالية لنيجيريا، قد أكد من جانبه، بتاريخ 14 دجنبر 2016، في خطاب ألقاه أمام الجمعية الوطنية النيجيرية، أن المغرب ونيجيريا وقعتا اتفاقية طموحة لإنعاش استعمال الأسمدة في الزراعات، مسجلا أن هذا البرنامج سيمكن برسم سنة 2017 من إحداث آلاف مناصب الشغل وتقليص نفقات استيراد الأسمدة من طرف الولايات الفيدرالية لنيجيريا.

   وتؤشر هذه الشراكة على الالتزام القوي لكلا البلدين من أجل تعاون جنوب- جنوب كفيل بمساعدة إفريقيا على تلبية حاجياتها الزراعية وإطعام ساكنة يزداد تعدادها يوما بعد يوم.

    وستتيح الشراكة التي تجمع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط و”دانغوت أندوستريز ليمتد”، إحداث منصة عالمية رائدة متكاملة لإنتاج الأسمدة وتوزيعها. ولهذه الغاية، هناك موردان طبيعيان متكاملان لإنتاج الأسمدة: الغاز النيجيري والفوسفاط المغربي.

    وتمكن هذه الشراكة من استكمال وتعزيز الجهود المتواصلة التي تبذلها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بمعية العديد من الشركاء النيجيريين من أجل تنمية القطاع الفلاحي عبر الرفع من المردودية وزيادة عائدات المزارعين.

    ومنذ بداية سنة 2016، تمت بلورة خارطة لخصوبة التربة بمعية معاهد البحوث الزراعية المحلية والشركاء الأكاديميين، حيث تم القيام بهذا العمل على مستوى عدد من الولايات النيجيرية، بما يتيح تطبيق صيغ جديدة للتسميد تتلاءم مع طبيعة التربة ونوعية المحاصيل، لاسيما الذرة.

    وتوفر مبادرة أخرى يطلق عليها “أغرو بوستر” حلولا لتحسين سلسلة القيم لدى المزارعين، ومن ثم الرفع من المردودية وتحسين المداخيل بكيفية نوعية.

    وتزود “أغرو بوستر” المزارعين بأسمدة ذات جودة، وبالبذور، والتسهيلات الائتمانية والتداريب. كما أنها تتيح رفع عائدات المزارعين من خلال منحهم إمكانية الوصول الموثوق للسوق.

    من جهة أخرى، يعد المختبر الدراسي للمكتب الشريف للفوسفاط الذي سيتم اعتماده بنيجيريا هذه السنة، مختبرا مدرسيا متنقلا مبتكرا يجوب المناطق النائية من البلاد، وسيعمل على تقديم دورات تدريبية حول التطبيقات الزراعية الناجعة واختبارات تتيح تزويد صغار الفلاحين بمعلومات عن طبيعة التربة، وبالتالي الرفع من مداخيلهم.

   والأكيد أن هذه الجهود ستمكن من وضع أسس شراكة إستراتيجية طويلة الأمد بين المغرب ونيجيريا، بما يجسد الرؤية المشتركة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس  وفخامة الرئيس محمدو بوهاري لقارة إفريقية مستدامة.