المغرب أضحى بفضل السياسة الجديدة للهجرة شريكا فعالا ومناسبا لإسبانيا (مسئول إسباني)

الرباط – اعتبر كاتب الدولة الإسباني للشؤون الخارجية ، السيد غونزالو بينيتو، أن المغرب،الذي أصبح رائدا في إفريقيا في تدبير الهجرة، مع انطلاق السياسة الجديدة للهجرة، أضحى شريكا فعالا ومناسبا لإسبانيا في هذا المجال.

وأوضح السيد بينيتو ، في حديث أدلى به لجريدتي ” الصحراء المغربية” و ” لوماتان”، أن المغرب بلد رئيسي بالنسبة لإسبانيا ولكل دول الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الهجرة غير المنظمة، دون إغفال التدفقات الأخرى للهجرة، مسجلا أن إسبانيا والمغرب كانا رائدين في مجال تطبيق رؤية شمولية لمسلسل الهجرة، بإطلاق ” مسلسل الرباط ” الذي يجمع بين مكافحة الهجرة غير المنظمة وتنظيم الهجرة القانونية والتعاون في التنمية.

وقال إن السياسة الجديدة للهجرة تتطلع لتكون نموذجا في تدبير التدفقات البشرية، مبرزا أن إسبانيا تعتبر أن هذه السياسة تعد فرصة لتعزيز التعاون في مجال الهجرة مع المغرب وإعطائه مضمونا جديدا، وكذا من أجل توطيد أكثر للعلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي في كافة الميادين.

وأشار إلى أنه “لا يمكن للمغرب إلا أن يضطلع بالواقع السياسي والاقتصادي والديمغرافي الجديد، الذي بدأ يبرز في القارة، والذي يقوم بتحويل الهجرة الإفريقية الداخلية إلى تحد يظهر قريبا من التدفقات التقليدية للهجرة الاقتصادية شمال- جنوب”، وأكد أن إسبانيا، التي تبدي استعدادا لمواكبة تطوير المغرب لسياسته الجديدة، تأمل في أن تحذو دول أخرى حذوه في هذا المجال.

وسجل السيد بينيتو دعم الحكومة الإسبانية للتعاون جنوب- جنوب، وأوضح أن المغرب وإسبانيا التزما بدعم أنشطة التعاون الثلاثي في اتجاه بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، خاصة في مجال حماية البيئة والسلامة الغذائية وتحسين المردودية الفلاحية والسقي، فضلا عن التعاون من أجل التنمية، معتبرا أن الرفع من التجارة البينية بين الدول الإفريقية يوفر فرصا هائلة للنمو، ومشيرا إلى ارتفاع كلفة غياب الاندماج المغاربي.

وأضاف أن تطوير الاقتصاد بين دول الجنوب يمر أيضا عبر خلق بنيات تحتية وتنمية الصناعة، مؤكدا أن بلاده تعتبر مدافعا قويا عن ضرورة تعزيز دول الجنوب لعلاقات التعاون في ما بينها، سواء في المجال الاقتصادي أو السياسي، أو من أجل مواجهة النزاعات الجهوية.

وبخصوص الوضع الأمني الراهن في منطقة الساحل، ذكر المسئول الإسباني أن هذه المنطقة تعد منطقة رئيسية في ما يتعلق بالأمن في المغرب العربي كما في أوروبا، وبحكم القرب، يمكن للمغرب أن يساهم بشكل مهم جدا في حل مشاكل الأمن الإقليمية.

وأكد أن التحسيس بالمشكل يشكل خطوة أولى لمواجهة هذه التحديات، مضيفا أن التعاون بين إسبانيا والمغرب لمواجهة الإجرام المنظم والإرهاب تعاون جيد، ومبرزا طموح البلدين إلى تحقيق تعاون أكبر مع دول المنطقة، إذ أن تقاسم المعلومات يعد وسيلة جيدة لإيجاد الحل لكل هذه المشاكل المعقدة والمتعددة الأبعاد.

على صعيد آخر، استعرض السيد بينيتو العلاقات بين إسبانيا والمغرب التي تمر بفترة جيدة ، كثمرة للإيمان المشترك للبلدين بضرورة تعزيز الشراكة الاستراتيجية، من خلال تعزيز الروابط الثنائية، في إطار الثقة وحسن الجوار. وأضاف أن هذا الإيمان مشترك على نطاق واسع بدءا من العائلتين الملكيتين اللتين تجمعهما علاقة خاصة،وقال إن ” شراكتنا الاستراتيجية تتغذى على مجموعة من الروابط التاريخية والبشرية والاقتصادية والثقافية الكثيفة والعميقة، وهناك إرادة سياسية مشتركة واضحة وعلاقات اجتماعية واقتصادية متينة”.

واعتبر أن العلاقة بين المغرب وإسبانيا علاقة دولة وتتجاوز اللحظة السياسية في بلد أو آخر، وتجمع الطرفين في شراكة استراتيجية على نطاق واسع، مشيرا إلى أن العلاقات الاقتصادية تسجل نموا هائلا، فأكثر من 20 ألف شركة إسبانية تعمل في المغرب، إما عن طريق التبادل التجاري، أو عن طريق الاستثمار.