المعرض الدولي للنشر والكتاب .. الوساطة الثقافية رافعة لدمقرطة المعرفة والنهوض بالتراث الإفريقي (لقاء)

الرباط – دعا جامعيون وفاعلون في المجال الثقافي بالمغرب وإفريقيا، اليوم الخميس بالرباط، إلى مد جسور التعاون بين دول القارة في مجال الوساطة الثقافية من أجل تثمين التراث الإفريقي وضمان انتشاره على الصعيدين القاري والدولي.

وشدد المشاركون في مائدة مستديرة حول “الوساطة الثقافية، الرهانات والممارسات” نظمت في إطار الدورة ال28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، على أهمية الوساطة الثقافية كممارسة متعددة التخصصات من أجل تعزيز الولوج لمجتمع المعرفة والحد من ” التفاوتات الثقافية”.

وتوقف محمد أمين بنيوب ، أستاذ التنشيط الثقافي بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، عند تعريف ” الوساطة الثقافية ” ، موضحا أن الأمر يتعلق بمصطلح يشمل عدة مفاهيم مثل العمل الثقافي والتنمية الثقافية وحتى الديموقراطية الثقافية.

وأوضح أن هذه الممارسة، التي تتجاوز كل أشكال التعبير الفني والإبداعي (نشر ، مسرح ، موسيقى ، تصوير )، تهم فاعلين من مختلف الآفاق، خاصة الدولة والجماعات المحلية ومؤسسات التكوين المتخصصة والمدرسة، معتبرا أن تطوير الوساطة الثقافية يبقى رهينا بإنشاء صناعة ثقافية ملائمة.

وخلال تقديمها عرضا حول ” الوساطة الثقافية بالمكتبات في عصر شبكات التواصل الاجتماعي ” ، أبرزت منى بنسليمان، وهي أستاذة بمدرسة علوم الإعلام، أن الوساطة تعتبر جزءا من الخدمات الأساسية لأمين المكتبة الذي يعتبر بمثابة “وسيط للمعرفة”.

وأكدت السيدة بنسليمان أن ” الناس لا يذهبون للمكتبات فقط لقراءة أو استعارة الكتب، ولكن أيضا لحضور لقاءات وعروض مسرحية وموسيقية ومن هنا تكمن أهمية وظيفة التنشيط / الوساطة التي يؤمنها أمين المكتبة من أجل تسهيل الولوج إلى المعرفة بكافة أشكالها لجميع فئات الجمهور”.

وعند تطرقها لتحديات الوساطة الثقافية في عصر شبكات التواصل الاجتماعي، اعتبرت الأستاذة الجامعية، أنه ” إذا لم يذهب الشباب إلى المكتبات، فعلى هذه الأخيرة الذهاب إليهم من خلال التكيف مع سلوكهم” ، مستحضرة كمثال على ذلك كل من “BookTubeurs” و “BookTokeurs”، وهي عبارة عن مجموعات لمؤثرين يعملون من خلال قنوات موضوعاتية بيوتيوب وإنستغرام على الترويج للكتاب والقراءة في صفوف الشباب.

من جهته، أكد الكاتب والجامعي والمناضل الإفريقي الكاميروني، الأمير كوما ندومبي الثالث، على أهمية الوساطة الثقافية في إعادة تأهيل وتثمين التراث الثقافي الإفريقي الذي عانى طويلا من هيمنة النموذج الثقافي الاستعماري.

ودعا الجامعي، الذي يعد كذلك مؤسسا للمركز الثقافي الإفريقي المستقل “AfricAvenir”، إلى “مد جسور التواصل والتعاون بين مختلف الفاعلين الثقافيين في القارة بهدف المساهمة في نهضة ثقافية إفريقية واستعادة الإرث العلمي والأدبي الإفريقي لمكانته”.