آخر الأخبار
المشاركون في ندوة فكرية بمدينة تعز اليمنية يدعون إلى تعميق البحث والمعرفة العلمية بالصلات التاريخية والثقافية بين المغرب واليمن

المشاركون في ندوة فكرية بمدينة تعز اليمنية يدعون إلى تعميق البحث والمعرفة العلمية بالصلات التاريخية والثقافية بين المغرب واليمن

الأربعاء, 13 نوفمبر, 2013 - 17:18

(من مبعوث الوكالة عمر الطيبي)

تعز (اليمن) – دعا المتدخلون في ندوة فكرية احتضنتها اليوم الأربعاء كلية الطب التابعة لجامعة تعز باليمن حول موضوع “التواصل الثقافي والتاريخي بين المغرب واليمن” إلى تعميق البحث والمعرفة العلمية بالصلات التاريخية والثقافية بين الشعبين المغربي واليمني وبين البلدين الشقيقين.
كما أكدوا، خلال هذه الندوة التي نظمتها “جمعية حوار الحضارات والتبادل الثقافي” التي ترأسها الناشطة في المجتمع المدني المغربية اليمنية فاطنة بيدوري، بدعم من السفارة المغربية بصنعاء وبتعاون مع وزارة الثقافة اليمنية ومحافظة تعز، على ضرورة جعل هذه المعرفة أرضية صلبة لبناء علاقات ووشائج أقوى وأرسخ على جميع المستويات، وبما يسهم في تعزيز الحوار والتبادل ويحقق التقارب بين البلدين ويخدم مصالحهما المشتركة.
واستعرض الباحثون المتدخلون، الذين تخرج أغلبهم من الجامعات المغربية، من خلال ثلاث مراحل هي التاريخ القديم، والتاريخ الوسيط (الحقبة العربية الإسلامية)، ثم خلال العقود الأخيرة، بعض المؤشرات الدالة على قدم الهجرات البشرية من اليمن إلى المغرب، معتمدين في ذلك على كتابات بعض المؤرخين القدماء، والتشابه الثابت بين اللغتين المهرية – الحضرمية (الحميرية) واللغة الامازيغية، وأيضا خط المسند الحميري اليمني وخط تيفيناغ الأمازيغي.
وتوقفوا أيضا عند تشابه الكثير من العادات والتقاليد والمظاهر الحضارية في البلدين، منها بعض أشكال العمارة القديمة والحلي التقليدية، ولاحظوا من الناحية الاجتماعية تشابه البنيات القبلية في البلدين.
كما سجلوا تشابه اليمن والمغرب من حيث موقعهما وتضاريسهما الجغرافية، فكلاهما يقع بين واجهتين بحريتين مهمتين، ويطل على مضيق من أهم مضائق العالم هما مضيق باب المندب ومضيق جبل طارق، مشيرين إلى تعرض البلدين خلال تاريخهما العريق لمحاولات متكررة للغزو والاستعمار، والى مقاومتهما معا لهذه المحاولات بقوة وصلابة.
أما بالنسبة للتاريخ العربي الإسلامي، الذي هو تاريخ يتقاسمه البلدان والشعبان في اليمن والمغرب مع كافة الشعوب العربية والإسلامية، فسجل الباحثون استمرار التدفق البشري من أرض اليمن الى أرض المغرب، كما ترمز الى ذلك تغريبة بني هلال وانتشارهم في منطقة المغرب العربي، وأيضا الحضور القوي لليمنيين في جيوش الفتح الإسلامي المتوجهة الى المغرب، مشيرين الى الدور الذي لعبه الجنود اليمنيون الى جانب إخوانهم المغاربة في فتح الاندلس بقيادة القائد المغربي طارق بن زياد وكذلك في الدفاع عنها ضد الغزو المسيحي خاصة في العهدين المرابطي والموحدي.
واستعرض المتدخلون بعض أسماء الأعلام التي طبعت التاريخ المشترك للبلدين أمثال الامام مالك بن أنس الاصبحي الذي ينحدر أصلا من مدينة تعز اليمنية والذي ينتشر مذهبه في بلاد المغرب، والعلامة المغربي عبد الرحمن بن خلدون الذي يعود نسبه الى حضرموت، ثم الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة الذي زار اليمن وكتب عن مدنها (لبيد وتعز وعدن وصنعاء).
وتطرق المتدخلون من جهة أخرى الى موضوع “المغرب كأفق للتفكير”، من خلال كتابات اثنين من كبار مفكريه هما عبد الله العروي وعبد الكريم الخطيبي، واكدوا على قوة واصالة وانفتاح هذا الفكر بحيث يقدم أداة فكرية قيمة كفيلة بمقاربة الأوضاع العربية عامة واليمنية خاصة بصورة علمية خلاقة.
وكان السيد هشام اوسي حمو مستشار الشؤون الخارجية بالسفارة المغربية بصنعاء قد أكد قبل ذلك أن العلاقات المغربية اليمنية هي علاقات متينة تسير بخطى ثابتة ووفق نهج تصاعدي يعززها التاريخ المشترك للشعبين.
وقدم الدبلوماسي المغربي في كلمة نيابة عن سفير المغرب في اليمن السيد محمد حما الخطوط العريضة للتحولات التي شهدها المغرب خلال السنوات الأخيرة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس سواء من حيث مسلسله الديموقراطي الذي عرف انطلاقة جديدة مع المصادقة على الدستور الجديد، أو على مستوى الاوراش المتعددة التي فتحها لتحقيق التنمية الشاملة للبلاد.
وخلص إلى القول إن هذه التحولات مكنت المغرب من تلافي تبعات ما بات يعرف بالربيع العربي، وتعزيز مساره في الديموقراطية وحقوق الانسان وتحصين مكتسباته التنموية.
ومن جهتها، قدمت السيدة فاطنة بيدوري نبذة عن الجمعية التي ترأسها، موضحة أن هذه الجمعية، التي تم تأسيسها سنة 2006 في المغرب وسنة 2011 في اليمن، تهدف الى تعزيز الحوار الحضاري والثقافي بين الشعوب، وجعله وسيلة لتعزيز التعاون بينها خدمة لمصالحها المشتركة، موضحة أن اختيار مدينة تعز لتنظيم هذه الندوة جاء باعتبارها العاصمة الثقافية لليمن.

اقرأ أيضا

لحظة تاريخية للصويرة “التي يمكن أن تتحدث أخيرا بمليارات الدراهم” (السيد أزولاي)

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 21:29

أكد أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك، في كلمة ألقاها، أمس الثلاثاء بالصويرة، بصفته الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة-موكادور، أن “مدينة الرياح تخطت عتبة تاريخية في 23 يوليوز 2024، مع يومها للمستثمر، الذي يعد محطة فارقة في المسار الطويل الذي استهله الصويريون سنة 1991”.

الرباط.. تقديم المنصة الإلكترونية لتلقي وتدبير طلبات الحصول بطاقة شخص في وضعية إعاقة

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 18:42

تم اليوم الأربعاء بالرباط، تقديم المنصة الإلكترونية لتلقي وتدبير طلبات الحصول بطاقة شخص في وضعية إعاقة.

وزارة العدل والمديرية العامة الأمن الوطني.. نحو إدارة قضائية إلكترونية مندمجة ومتكاملة

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 18:13

وقعت وزارة العدل والمديرية العامة للأمن الوطني، اليوم الأربعاء بالرباط، بروتوكول اتفاق لتأطير وتيسير التعاون بشأن التبادل الإلكتروني للبيانات يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون والشراكة لإرساء إدارة قضائية إلكترونية مندمجة ومتكاملة، تتيح الولوج المشترك للمعلومات بين الطرفين.