المشاركون في لقاء بمراكش يدعون إلى الرفع من قدرات شركات تكرير النفط الإفريقية لمواكبة النمو الاقتصادي الكبير بالقارة

مراكش – دعا المشاركون في لقاء دولي حول صناعة التكرير الإفريقية، اليوم الثلاثاء بمراكش، إلى الرفع من قدرات المكررين الأفارقة من أجل التمكن من الاستجابة للطلب المتنامي على المنتجات النفطية بالقارة السمراء.

وأبرز المتدخلون في إطار أسبوع جمعية المكررين الأفارقة، وهو المؤتمر الدولي الوحيد المخصص لسوق النفط الإفريقية، حول موضوع ” الطاقة ..تزويد إفريقيا بمنتجات المستقبل”، أن شركات تكرير النفط الإفريقية التي تتوفر على قدرات محدودة مقارنة مع نظيراتها في قارات أخرى، لا تستطيع الآن مواكبة النمو الاقتصادي القوي الذي تشهده القارة.

وفي هذا السياق، أشار مدير معهد ” أفارقة المستقبل” أليون سال ، إلى أن قدرة شركات تكرير النفط الإفريقية لم تتجاوز عتبة 500 ألف برميل يوميا ، مضيفا أن قدرة أكبر محطة لتكرير النفط لا تتجاوز 350 ألف برميل يوميا (سكيكدة بالجزائر).

وسجل أن القارة السمراء تنتج 10 في المائة من إجمالي المحروقات بالعالم غير أنها لا تستهلك حاليا سوى 3 في المائة ، مبرزا أن الخشب والفحم يعدان المصدرين الأساسيين للطاقة بالقارة واللذين يستخدمان على نطاق واسع في الطبخ والتدفئة.

وذكر أليون سال أن قطاع النقل يبقى أكبر مستهلك للطاقة ويعتمد بشكل كبير على المنتجات النفطية ، مضيفا أن آملا عريضة تعقد على تنمية الطاقات المتجددة والمائية ومن بينها التيارات البحرية التي تعد مصدرا جد واعد للطاقات.

وبخصوص مسألة الوقود الحيوي باعتباره طاقة بديلة ، أكد سال أن تنمية هذا النوع من الطاقة لا يجب أن يكون على حساب الأمن الغذائي لساكنة المعمور.

من جانبه، ذكر الرئيس المدير العام لشركة “فيفو للطاقة” كريستيان شاماس ، أن صناعة تكرير النفط تعرف تطورا على المستوى العالمي وبوتيرة متسارعة مما سنعكس إيجابا على القطاع بإفريقيا.

وأضاف أن إفريقيا تعاني من عجز طاقي ناتج عن نمو ديموغرافي سريع رافقه طلب كبير على الطاقة، مبرزا أن القارة السمراء في حاجة إلى طاقات من أجل استغلال مواردها الطبيعية.

وسجل أن بعض البلدان الإفريقية من بينها المغرب وكينيا وجنوب إفريقيا كانت واعية مسبقا بالتحدي الطاقي مما دفعها إلى وضع مخططات طموحة وإستباقية.

من جهته، أشار الرئيس الجديد لجمعية المكررين الأفارقة بيير روتونو نديي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى بعض التحديات التي تواجه القطاع بإفريقيا من بينها التحديات الأمنية ذات الصلة بحماية مواقع الإنتاج وضرورة الاستجابة للمعايير الدولية في مجال الجودة ، والاستثمار في التجهيزات والبنيات التحتية ، إلى جانب تحديات ذات طابع سوسيو بيئي تتعلق بانخراط مكرري النفط في التقليص من التلوث.

وتم على هامش هذا اللقاء عقد الجمع العام لجمعية المكررين الأفارقة تميز بانتخاب رئيس جديد للجمعية في شخص بيير روتونو نديي وأعضاء المكتب التنفيذي للجمعية.

ويهدف هذا اللقاء، المنظم على مدى ثلاثة أيام ، إلى مناقشة سبل إنعاش الاستثمار في قطاعات التكرير والتوزيع في جميع الدول الإفريقية.

ويشارك في اللقاء أهم الفاعلين المتدخلين في مستقبل صناعة تكرير النفط إلى جانب خبراء التكرير والتجارة والتوزيع والتمويل من مختلف أنحاء العالم لمناقشة سبل تطوير وتنظيم القطاع، وذلك بعد أن بات من الواضح اليوم على أن توزيع وقود يفتقر الى الجودة قد يحد من النمو الاقتصادي السريع الذي تعرفه القارة الإفريقية.

ويناقش المشاركون في هذا المؤتمر كل هذه التحديات، مع الأخذ بعين الاعتبار، أن أنشطة قطاع تكرير النفط العالمي تسجل في هذه الآونة مستويات منخفضة

كما يشكل موضوع توفير البيئة المناسبة للاستثمارات في البنيات التحتية لتوزيع الوقود، بالإضافة إلى النمو الذي يعرفه قطاع الكهرباء بفضل العدد المتزايد من حقول الغاز في جميع أنحاء إفريقيا، أهم القضايا المطروحة للنقاش خلال أسبوع جمعية المكررين الأفارقة.

تجدر الإشارة إلى أن جمعية المكررين الأفارقة أحدثت قبل ثماني سنوات لتمثيل القارة الإفريقية في مجالات صناعة تكرير وتوزيع النفط. وتمثل الجمعية، بالإضافة إلى أعضاء صناعة التكرير الإفريقية، العديد من مستوردي المنتجات وشركات التخزين والتجار والهيئات الحكومية المنظمة للقطاع.

وتمثل جمعية المكررين الأفارقة، وهي جمعية ذات منفعة عامة مقرها بسويسرا، المكررين وشركات التخزين والتوزيع والتسويق وكذلك الهيئات المنظمة لقطاع النفط بإفريقيا.

ويعتبر مؤتمر الجمعية السنوي من أهم الملتقيات التي تعنى بمجال تكرير النفط بإفريقيا.