آخر الأخبار
المسيرة الخضراء هبة شعبية أذهلت العالم بسلميتها ودفعت المستعمر الإسباني إلى الجلاء عن الصحراء المغربية (وكالة الأنباء الأرجنتينية)

المسيرة الخضراء هبة شعبية أذهلت العالم بسلميتها ودفعت المستعمر الإسباني إلى الجلاء عن الصحراء المغربية (وكالة الأنباء الأرجنتينية)

الخميس, 5 نوفمبر, 2015 - 12:06

بوينوس أيريس- اعتبرت وكالة الأنباء الأرجنتينية الرسمية (تيلام) أن المسيرة الخضراء، الذي أبدعها المغفور له الملك الحسن الثاني قبل أربعين سنة، شكلت هبة شعبية أذهلت العالم بسلميتها ونجاعتها ودفعت الاستعمار الإسباني إلى الجلاء عن الصحراء المغربية.
جاء ذلك في ملف خاص أفردته وكالة الأنباء الأرجنتينية لاحتفال المغرب يوم غد الجمعة بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء وتضمن مقالين أعدهما الصحافي هوراثيو رانيا، معززين بشريط فيديو وصور ترصد أبرز محطات المسيرة.
ففي المقال الأول، الذي تضمن مقتطفات من خطاب المغفور له الحسن الثاني وأغاني حماسية من قبيل “نداء الحسن” و”العيون عينيا”، ذكرت وكالة الأنباء الأرجنتينية بأن المغرب ومنذ بداية القرن العشرين وإلى غاية منتصف السبعينيات كان البلد الوحيد في المنطقة الذي خضع لاستعمار متعدد، موردة في هذا السياق تصريحا لسفير المغرب ببوينوس أيريس، السيد فؤاد يزوغ، أوضح فيه أن المنطقة الشمالية من المغرب كانت تحت الحماية الإسبانية ووسط البلاد كان تحت الحماية الفرنسية …ومدينة طنجة كانت تحت إدارة دولية مكونة من 12 بلدا، فيما كانت المناطق الجنوبية خاضعة للاستعمار الإسباني”.
واعتبرت “تيلام” أن ما حدث يوم السادس من نونبر سنة 1975 مكن المغرب من استرجاع أقاليمه الجنوبية التي تشكل جزءا من أراضيه، مشيرة إلى أنه بعد الحرب العالمية الثانية، أصبح حلم استقلال الشعوب المغاربية من الاستعمار مترسخا أكثر فأكثر لتتحول المظاهرات في المغرب إلى تمرد مسلح خاصة بعد نفي الملك الراحل محمد الخامس.
وأردفت الوكالة علي لسان أدالبيرتو أغوزينو، أستاذ العلوم السياسية وعضو معهد الدراسات الإفريقية بجامعة جون إف. كينيدي، أنه بعد عودة الملك محمد الخامس من منفاه قبلت فرنسا بالمفاوضات التي أفضت إلى إعلان استقلال المغرب سنة 1956″، مبرزة أن التخلص من الاستعمار الفرنسي تم دفعة واحدة.
ولاحظت الوكالة أن ذلك لم يكن حال باقي المناطق المغربية المستعمرة، مشيرة إلى أن المغرب استرجع طنجة في أبريل سنة 1956 وطرفاية سنة 1958 وأن إسبانيا استمرت في احتلال منطقة سيدي إفني حتى سنة 1969 والأقاليم الجنوبية حتى سنة 1975.
وسجلت أن إسبانيا كانت تنوي دعم إحداث “دولة مصطنعة” تحافظ من خلالها على مصالحها الاقتصادية بالمنطقة ولكن “المغرب أجهض تلك المناورة باللجوء إلى محكمة العدل الدولية التي أكدت في حكمها الصادر يوم 16 أكتوبر 1975 أن الصحراء لم تكن، لدى وصول الإسبان إليها سنة 1884، أرضا خلاء ولكن كانت تسكنها قبائل تجمعها بسلاطين المغرب روابط البيعة الشرعية”.
ودونما إضاعة للوقت، تقول الوكالة، قام الملك الحسن الثاني بتوجيه خطاب إلى الشعب المغربي معلنا أن المغرب سيسترجع أقاليمه الجنوبية “بطريقة سلمية من خلال مسيرة سلمية يشارك فيها 350 ألف متطوع مسلحين بالقرآن الكريم ليس إلا”.

وتوقفت الوكالة عند خطاب جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، عندما خاطب شعبه بالقول “غدا إن شاء الله ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة، غدا إن شاء الله ستطؤون أرضا من أراضيكم، وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون أرضا من وطنكم العزيز”.
وأشارت الوكالة إلى أن وصف هذه المسيرة ب”الخضراء” يستمد تفسيره في كون اللون الأخضر يعتبر رمزا للإسلام والسلام الذي دعا إليه القرآن الكريم، معتبرة أن الملك الراحل طلب من مئات الآلاف من المتطوعين أن يتسلحوا بالقرآن الكريم كرمز، لا لبس فيه، لسلمية هذه المسيرة الرامية إلى تحرير الأقاليم الصحراوية من الاستعمار.
وهكذا، ومن دون مقاومة ولا احتجاج من إسبانيا، تقول “تيلام” تمكن المغرب من استرجاع أراضيه الجنوبية حيث أعلنت إسبانيا، بعد يومين في أعقاب النجاح الكبير الذي حققته المسيرة، عن تقديم ضمانات بتسليم كامل، مضيفة أن الملك الحسن الثاني أعلن في التاسع من نونبر أن الأهداف المسطرة تم تحقيقها وعلى المتطوعين العودة إلى ديارهم.
أما المقال الثاني الذي خصصته “تيلام” لذكرى المسيرة الخضراء فقد ضمنته شهادات لثلاثة إعلاميين مغاربة عايشوا هذا الحدث التاريخي، مشيرة إلى أنه بعد مرور 40 سنة على تلك المسيرة المدهشة التي أرغم فيها المغرب المستعمر على الخروج من أراضيه، يصعب أن تسقط من ذاكرة المشاركين الذكريات والوقائع التي ظلت راسخة في الأذهان رغم مرور السنين.
وفي هذا الصدد، كتبت “تيلام”، نقلا عن الصحافي وحاح أحمد الهيبة، الذي كان يشتغل حينها في الإذاعة والتلفزة المغربية بالرباط وانتدب مبعوثا لتغطية هذا الحدث”، قوله “إن الناس بإمكانها أن تتحدث وتكتب عن المسيرة الخضراء ولكن لا أحد يمكن أن يشعر بما شعر به من شارك فيها لن أنسى أبدا تلك اللحظات وأشكر الله تعالى لأنني مغربي”.
أما سعيد الجديدي الذي كان حينها يدير إذاعة طرفاية، “صوت التحرير والوحدة”، فيقول إن “حماسا وشعورا لا يوصفان ميزا ذلك اليوم”، مشيرا إلى انه كان يشعر، بحس الصحافي، “أن شيئا ما يتحرك وعلى وشك الوقوع”، خاصة وأن المسيرة الخضراء “ظلت وإلى حين انطلاقها لغزا بعد أن أحيطت فكرتها ومفهومها وتنفيذها بجدار السرية”.
وفي هذا السياق، أوردت الوكالة شهادة للطبيب العسكري الإسباني، فيليكس بيلتران، الذي قال إن “تنظيم المسيرة الخضراء كان واحدا من أكثر الأسرار تكتما في تاريخ المغرب”، مؤكدا أن “غالبية القوات العسكرية والموظفين الإسبان الذين كانوا متواجدين في الصحراء لم يطلعوا على الخبر إلا من خلال الصحف اليومية”.
كما توقفت الوكالة عند شهادات سابقة للصحافي الراحل محمد الغربي، الذي كان يشتغل في إذاعة طنجة وتم إيفاده إلى لتغطية المسيرة الخضراء،ونقلت عنه قوله لدى وصوله إلى طرفاية : “لقد وجدت نفسي بين حشود يغمرها الحماس والشعور بالوطنية للمشاركة في هذا الحدث التاريخي وانطلاقا من هذه اللحظة اعتبرت نفسي واحدا من المتطوعين وبدأت من خلال آلة التسجيل ووسائل الاشتغال التي كانت متوفرة في تلك المرحلة بأخذ ارتسامات المشاركين وإجراء حوارات قمت لاحقا باستغلالها من أجل إعداد برامج خاصة بإذاعة طنجة”.
وأجمعت الشهادات المستقاة من قبل الوكالة على أن المسيرة الخضراء تعد حدثا فريدا من نوعه في العالم، مسجلة أن المتطوعين المتسلحين فقط بالإيمان والحاملين لكتاب الله بين أيديهم أرغموا المستعمر على الرحيل.

اقرأ أيضا

كرة القدم داخل القاعة.. حفل استقبال لبعثة المنتخب الوطني بعد عودتها من أوزبكستان

الأربعاء, 2 أكتوبر, 2024 في 12:03

أقامت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، اليوم الثلاثاء بسلا، حفل استقبال على شرف المنتخب الوطني داخل القاعة، الذي بلغ دور ربع نهائي كأس العالم، المنظم بأوزبكستان إلى غاية 6 أكتوبر الجاري.

بورصة الدار البيضاء.. تداولات الافتتاح على وقع الانخفاض

الأربعاء, 2 أكتوبر, 2024 في 11:21

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها، اليوم الأربعاء، على وقع الانخفاض، حيث سجل المؤشر الرئيسي “مازي” تراجعا بنسبة 1,3 في المائة ليستقر عند 14.017,24 نقطة.

“إل بايس” تسلط الضوء على مؤهلات الصويرة السياحية

الأربعاء, 2 أكتوبر, 2024 في 10:39

سلطت اليومية الإسبانية “إل بايس”، أمس الثلاثاء، الضوء على سحر وجاذبية الصويرة، المدينة التي تتجاوز كونها مجرد وجهة سياحية لتجسد نمط حياة حقيقي يجذب كل من عشاق التاريخ ومحبي الطبيعة.