المرحلة الثالثة من انتخابات كشمير.. إقبال كثيف للناخبين رغم أحداث العنف بالمنطقة

(من المراسل الدائم للوكالة بنيودلهي: سعد أبو الدهاج)

نيودلهي- شهدت المرحلة الثالثة من الانتخابات المحلية، التي جرت أمس الثلاثاء في الشطر الهندي من إقليم كشمير، إقبالا كثيفا للناخبين بالرغم من موجة جديدة من أحداث العنف التي تعيش تحت وطأتها المنطقة منذ الأسبوع المنصرم.

إذ تتزامن هذه الاستحقاقات، التي سينتخب بموجبها أعضاء المجلس التشريعي المحلي، الذي ستنبثق منه حكومة جديدة للولاية ذات الأغلبية المسلمة، مع انطلاق سلسلة من العمليات المسلحة النوعية، لعل أبرزها قيام مجموعة من المسلحين، يوم الجمعة الماضي، بتنفيذ أربع هجمات استهدفت ثكنة ومقرات للذخيرة تابعة للجيش الهندي بالإقليم.

وبالرغم من أن نسبة إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع، خلال هذه المرحلة، بلغت أزيد من 58 في المائة في إقليم كشمير، بانخفاض طفيف عن النسبة التي تحققت خلال المرحلتين الأولى والثانية، إلا أن عددا من المراقبين اعتبروا أن “نسبة المشاركة تظل عالية بالنظر إلى الظروف التي يمر منها الإقليم حاليا، كما أنها تجاوزت بكثير نسبة المشاركة في انتخابات 2008 والتي بلغت حينها 52.13 في المائة فقط”.

وفي هذا الصدد، أفادت مصادر رسمية بأن النسبة العالية لمشاركة الناخبين، خلال هذه المرحلة الثالثة، “تحققت بفضل إرادة المواطنين وعزمهم على تحدي المخططات الإرهابية، وكذا بفضل التواجد المكثف لأفراد الشرطة والقوات شبه العسكرية التي سهرت على استتباب الأمن طيلة يوم الاقتراع”.

وأبرزت المصادر ذاتها أن السلطات الهندية بادرت، على المستويين المركزي والمحلي، إلى اتخاذ عدد من الإجراءات والتدابير الاحترازية، من خلال وضع المقرات الانتخابية تحت حراسة أمنية جد مشددة وغير مسبوقة، وكذا استقدام تعزيزات أمنية من خارج الإقليم لضمان السير العادي للانتخابات في جميع أنحاء منطقة كشمير، وإحباط أي محاولة لعرقلة العملية الديمقراطية.

وبدورها، اعتبرت وسائل إعلام محلية أن “بعض الجماعات المتشددة والمناهضة للوجود الهندي في إقليم كشمير، لم تكتف بإطلاق دعوات من أجل مقاطعة هذه الاستحقاقات الانتخابية، بل عمدت إلى إحداث الفوضى والبلبلة وإرهاب الساكنة المحلية من أجل ثنيها عن المشاركة في العملية الانتخابية، التي تعرف إقبالا منقطع النظير لم تشهده منذ سنوات”، مشيرة إلى أنه “يبدو أن الساكنة المحلية أدركت أخيرا أنه من خلال مشاركتها الفعالة في التصويت واختيار ممثليها في البرلمان والحكومة المحليين، يمكنها المضي قدما نحو التقدم والرخاء والأمن والاستقرار”.

وعرفت هذه الجولة الثالثة من الاستحقاقات الانتخابية، التي لم تشمل هذه المرة منطقة جامو، مشاركة مليون و 369 ألف ناخب من أجل التصويت على 87 نائبا من بين 144 مرشحا تقدموا بترشيحاتهم، من أبرزهم عمر عبد الله الرئيس الحالي لحكومة الولاية.

وتنظم هذه الاستحقاقات الانتخابية على خمس مراحل في 87 دائرة انتخابية، حيث تختتم المرحلة الأخيرة من العملية الانتخابية في 20 دجنبر الجاري، على أن يتم الشروع في عملية فرز الأصوات بداية من 23 من نفس الشهر.

ويعرف المشهد السياسي والانتخابي في منطقة جامو وكشمير عادة تنافسا شديدا بين حزبي “المؤتمر الوطني”، الذي يقوده عمر عبد الله الرئيس الحالي لحكومة الولاية، وغريمه التاريخي حزب “الشعب الديمقراطي” الذي تقوده محبوبة مفتي، بالإضافة إلى حزب “المؤتمر الهندي”، غير أن حزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم في الهند سيحاول هذه المرة إيجاد موطئ قدم له في الإقليم.

تجدر الإشارة إلى أن التصويت في الانتخابات المحلية أو العامة يواجه، في أنحاء الشطر الهندي من إقليم جامو وكشمير، برفض من قبل جماعات انفصالية تعارض سلطة الحكومة الهندية على الإقليم، وتدعو السكان المحليين إلى مقاطعة جميع الاستحقاقات الانتخابية.

ويشهد إقليم جامو وكشمير، المتنازع عليه مع باكستان، اضطرابات دائمة ومواجهات وحرب عصابات متقطعة منذ عام 1989 ، بين القوات النظامية وجماعات مسلحة تعارض الوجود الهندي في الإقليم.