المراسلون الأجانب في الصين يكتشفون مفاتن مقاطعة جيانغشي

جيانغشي-في إطار فعالية “جيانغشي في عيون المراسلين الأجانب 2015″، اكتشف أزيد من 40 صحفيا أجنبيا يعملون في الصين، ما تزخر به المقاطعة الواقعة بجنوب شرق البلاد من مفاتن وإمكانات سياحية هائلة.

وشارك في هذه التظاهرة، التي تنظم كل سنة تحت رعاية شبكة (الشعب) الإعلامية بتعاون مع قسم الدعاية للجنة جيانغشي التابعة للحزب الشيوعي الصيني ولجنة التنمية السياحية للمقاطعة، مراسلون أجانب من القارات الخمس ومن مختلف وسائل الإعلام المعتمدة في الصين.

وركزت الفعالية، التي شملت زيارة أشهر الوجهات السياحية بالمقاطعة، طيلة أسبوع، على التعريف بالإمكانات الثقافية والتاريخية والإيكولوجية التي تتوفر عليها المقاطعة وتمنحها تميزا جماليا، ينضاف لشهرتها التاريخية لكونها مهد الثورة الصينية وموئل الديانة الطاوية.

وقال مساعد رئيس شبكة الشعب، لي شين يو، في كلمة افتتح بها الرحلة التي انطلقت من مدينة نانشانغ، إن الشبكة تهدف من وراء تنظيم هذه التظاهرة إلى “التعريف بجمال الصين بجميع لغات العالم”.

وتتميز المقاطعة بطبيعتها الخلابة ونقاء هوائها (الأنقى على صعيد الصين) وحماية بيئتها، مما جعلها تستحق لقب “البيت الأخضر”، الذي يطلق عليها، وتجذب أعدادا كبيرة من عشاق الطبيعة. كما تشتهر بصناعة الخزف وبكونها من أهم روافد العقيدة الطاوية في البلاد.

وتغطي الغابات أكثر من 60 في المائة من إجمالي مساحة المقاطعة، وتحتضن “بحيرة بويانغ”، أكبر بحيرة للمياه العذبة في الصين، إذ تبلغ مساحتها 5100 كيلومتر مربع. كما تعد إحدى أغنى المناطق الزراعية بالصين (أكبر مساحة في العالم لزراعة أشجار البرتقال).

وزار الإعلاميون الأجانب وادي “يون تسي” في جنوب جبل لوهشياوشان بمدينة قانتشو، الذي يضم مختلف أنواع الفواكه البرية، المنتشرة بجنوب شرق آسيا.

وقد ارتبط الوادي باسم حارسه، تشوانغ شي فو، الذي ظل يحلم طيلة حياته بامتلاك بقعة أرضية غابوية لزراعة وحماية كل الفواكه البرية، التي يصادفها.

وتحقق لتشوانغ حلمه سنة 1995، حيث وضع وادي يون تسي تحت تصرفه، ليجعل منه “موطنا لمختلف الفواكه النادرة التي تنبت في البراري”، وكرس له حياته وظل يرعاه ويحرسه، حتى أصبح وجهة سياحية تتمتع بشهرة عالمية، يقصدها الزوار من كل مكان.

وتشتهر مقاطعة جيانغشي أيضا ب”المقبرة الكبرى” الواقعة بمدينة نانتشانغ حاضرة المقاطعة، والتي يعود تاريخها إلى عهد أسرة هان الغربية، قبل 2000 سنة، إضافة إلى المتحف المرتبط بها والذي يعرض الكنوز المكتشفة بها.

وعثر علماء الآثار على أزيد من 10 آلاف قطعة أثرية نفيسة في المقبرة، منذ بدء أعمال التنقيب عام 2011، منها مشغولات ذهبية وبرونزية وأخرى من اليشم (أحجار كريمة تتخذ للزينة وجلب الحظ وغالبا ما تكون ذات لون أخضر) وغيرها.

ومن المعالم التاريخية والثقافية المشهورة بجيانغشي، قرية يانفانغ، إحدى أجمل وأقدم قرى الصين. وتتكون القرية، التي يعود تاريخها إلى أسرتي مينغ وتشينغ الملكيتين، من 102 بناية مازالت محتفظة بكل ملامحها. كما تضم قاعات تاريخية ومدرسة قديمة وبيوت أثرية وبركة مياه ومقابر وغيرها.

ومن أبرز المحطات التي شهدتها الرحلة، حديقة لولينغ الثقافية والبيئية بمدينة جي آن، والتي تضم متحف العادات والتقاليد وبرج “ونشينغ” وقصر “وانشو” وغيرها من الوجهات السياحية المشهورة الأخرى.

كما زار الوفد معبد “جينغ جو” الذي يقع على جبل تشينغيوان بالمدينة، والذي تم تأسيسه في عهد دولة تانغ. ويعد المعبد من أجمل المعابد بالصين لأنه يتكون من مباني ذات طراز معماري فريد.

وتضم تشانغشي جبال سان تسينغ التي تعتبر أجمل الجبال الصخرية في الصين وتشتهر باحتضانها للثقافة الطاوية، بل تعد “متحفا معلقا للعمارة الطاوية في العصور الصينية القديمة”.

وتؤهل هذه المآثر والمواقع مقاطعة تشانغسي لكي تصبح أول وجهة للسياحة الإيكولوجية والثقافية في الصين. وتضع استراتيجية “تنمية تشانغسي بالسياحة”، التي تم الكشف عنها في أكتوبر العام الماضي، هذا الهدف نصب أعينها، لكونها ترمي إلى جعل الموارد السياحية إحدى الرافعات لتحسين مستوى معيشة الساكنة.

وقد زار المقاطعة، خلال العام الماضي، 38 مليون سائح، وسجل القطاع مداخيل ب36 مليار يوان (الدولار يساوي حوالي 6,2 يوان). ويتوقع أن تصل المداخيل هذه السنة إلى 41 مليار يوان.

(مبعوث الوكالة .. عبد الكريم مفكر)