المخرج الأمريكي جيمس غراي: أحاول حماية استقلاليتي من هيمنة السينما التجارية

المخرج الأمريكي جيمس غراي: أحاول حماية استقلاليتي من هيمنة السينما التجارية

الثلاثاء, 3 ديسمبر, 2013 - 12:09

(نزار الفراوي)

مراكش- بتواضع مثير ومصداقية لافتة في الخطاب، قدم المخرج الامريكي المتميز جيمس غراي درسا في السينما، شكل في حقيقته درسا في الوفاء للقيم الفنية الأصيلة، ولو أن الثمن قد يكون غاليا، كما هو شأن المخرج الذي يحاول حماية القيمة الفنية للفيلم من هيمنة البعد التجاري.

أمام جمهور احتشدت به قاعة السفراء بقصر المؤتمرات بمراكش، ضم بالأساس مئات من طلبة مدارس السينما، تحدث جيمس غراي، مساء يوم الاثنين، بقلب مفتوح عن مساره المهني الصعب الذي نحت عبره اسمه بقوة في طليعة المخرجين الموهوبين بهوليود، دون أن يحقق له ذلك مردودا ماديا وافرا يتيح له تبديل مسكنه ذي الغرفتين في نيويورك.

يعترف مخرج “أوديسا صغيرة” أنه يحاول مع ذلك التوفيق بين تحقيق مطامحه الفنية الشخصية وتلبية أذواق الشريحة المفترضة الاوسع من الجمهور، لكنه يؤكد من وحي تجربته أنه “من غير الممكن توقع رد فعل الجمهور، إيجابا أو سلبا”. وأضاف أن من يريد تحقيق الثروة في السينما، فعليه أن يستثمر جهده في السينما التجارية، “أما أنا فأحاول حماية استقلاليتي، لأن المهم بالنسبة لي أن أخرج فيلما شخصيا، وان استمتع بالعملية الفنية ذاتها”.

خلال هذا اللقاء الذي يندرج ضمن سلسلة الماستر كلاس في الدورة 13 من مهرجان مراكش، حظي فن إدارة الممثل باهتمام خاص من قبل المحاضر الذي اعتبر أنه “سيئ للغاية في إدارة الممثلين، التي تقتضي حسا تواصليا عاليا، يبدو أنني لا أتوفر عليه”. في المقابل، يعمل جيمس غراي على مساعدة الممثلين على إيجاد مرجعيات شخصية في حياتهم يستلهمونها في التعبير عن مواقف معينة.

تلك خاصية تطبع فن الإخراج كما يمارسه هذا الفنان الأمريكي الذي يعيش تجربة الكتابة الثانية في موقع التصوير. وهو يبحث عن ممثلين ينتجون أكبر قدر من المشاعر ووجوه شديدة التعبير أمام الكاميرا، بعبارة أخرى يبحث غراي عن “ممثل يجيد فن الكذب”. أما حلمه فيتمثل في إنجاز افلام تستحق الصمود في سجل السينما لثلاثين أو أربعين سنة. وهو هدف لا يتحقق الا بجهد كبير على مستوى الابتكار والتجديد.

من “أوديسا صغيرة” إلى “المهاجر” مرورا عبر “الساحات”، مكن الماستر كلاس من الإحاطة بجوانب هامة من تجربة جيمس غراي الذي يرى توازن العمل السينمائي في التوفيق بين الشكل والمضمون، بين الصورة والأداء التمثيلي والإخراج. وقد عكست أفلامه اهتماما خاصا بطبيعة العلاقات الاجتماعية داخل الطبقة المتوسطة.

حين يعود جيمس غراي الى الوراء يكتشف كم كان محظوظا بالعيش في حي يعج بالقاعات السينمائية، التي كان دائم التردد عليها، مما أغنى سجل مشاهداته وألهمه الكثير من مخيلته، قبل أن يلتحق بمدرسة للسينما في كاليفورنيا. وقد استفاد من تاريخ سينمائي قوي جسده الكبير فرنسيس فورد كوبولا، خصوصا في فيلم “العراب”.

ازداد جيمس غراي بنيويورك سنة 1969 و استهل مسيرته في الإخراج عن سن 25 سنة بفيلم “أوديسا صغيرة” الذي لقي نقدا واسعا و حاز من خلاله على جائزة النقد بمهرجان السينما الأمريكية بدوفيل و كذا جائزة الأسد الفضي بالبندقية. و في 2000 قام بكتابة و إخراج فيلمه الثاني “الساحات” بمشاركة الممثلين مارك وولبيرغ و شارليز ثيرون و جيمس كان، حيث تم ترشيحه للمنافسة بمهرجان كان كما سجل بداية تعاون بينه و بين الممثل جواكين فينيكس الذي أصبح بطله في الافلام الموالية.

ويتذكر عشاق السينما بخاصة فيلمه “الليل لنا” الذي يتناول موضوع العائلة و عالم المافيا الروسية، حيث حقق نجاحا واسعا باختياره للمنافسة في مهرجان كان سنة 2007 ليصبح بذلك جيمس غراي أمل السينما الشبابية الأمريكية. كما حقق فيلم “عشيقان” ، الذي استغرق أقل من أربعين يوما في إخراجه، المفاجأة بترشيحه للمنافسة بمهرجان كان.

اقرأ أيضا

السياحة المغربية.. إطار تحفيزي وإشارات قوية للمستثمرين (وزارة)

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 15:58

أفادت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بأن المغرب وضع عدة تدابير تحفيزية جذابة للرفع من جاذبية الاستثمار في الإيواء والترفيه السياحيين، مما يوفر فرصا استثمارية لا مثيل لها.

مجلس النواب يختتم الدورة الثانية من السنة التشريعية 2023-2024

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 14:45

اختتم مجلس النواب، اليوم الخميس، الدورة الثانية من السنة التشريعية 2023-2024 للولاية التشريعية الحادية عشرة (2021-2026).

التغيرات المناخية.. المغرب قادر على تقديم أجوبة مبتكرة (السيدة بنعلي)

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 14:40

أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، اليوم الخميس بالرباط، أن المغرب قادر على تقديم أجوبة مبتكرة في إطار الجهود العالمية لمواجهة التحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية.