المخرجون الشباب مدعوون إلى إنتاج أعمال سينمائية تقترب من المعيش اليومي (ندوة)

                                             (مبعوث الوكالة .. عبد الحق يحيى)

   وارزازات –  أكد مشاركون في ندوة فكرية، نظمت مساء أمس الجمعة بوارزازات، حول “جماليات سينما الشباب”، أن المخرجين الشباب أصبحوا مدعوين، أكثر من أي وقت مضى، إلى العمل على إنتاج أعمال سينمائية تكون قريبة من المعيش اليومي وتعبر عن واقع اجتماعي يتفاعل معه الجمهور.

   وأبرزوا، خلال هذا اللقاء المنظم على هامش فعاليات النسخة الثالثة لملتقى الفيلم القصير من 27 إلى 29 أكتوبر الجاري، أن سينما الشباب تواجه جملة من التحديات ترتبط أساسا، بالظروف المحيطة بالعمل السينمائي، وتكوين المخرج وقدراته الإبداعية.

   وأضافوا أن التحدي الأكبر، الذي يواجه هذا النوع من السينما، هو إرساء علاقة وثيقة بين الفيلم والمشاهد، مشددين على أن مواجهة هذه الإشكالية، تعترضها مجموعة من العقبات بحكم العلاقة الراسخة بين المشاهد المغربي والأفلام الأجنبية، والتي نجمت عن التعود على مشاهدتها طيلة السنوات الماضية.

   وفي هذا الإطار، أكد الأستاذ والناقد السينمائي، عبد العالي معزوز، أن السينما الشبابية يجب أن تتطرق إلى معالجة القضايا المرتبطة بالمعيش اليومي، وإبرازها في إنتاجات سينمائية يتفاعل معها جمهور عريض لتجاوز “مستويات العزوف المسجلة عن الانتاجات الوطنية”.

   ودعا المخرجين الشباب إلى التوجه نحو الفيلم القصير من أجل اكتساب مهارات تقنية وفنية في الميدان السينمائي، موضحا أن هذا النوع من الانتاجات يتميز بتكلفته المادية المنخفضة، وأسلوبه التصويري المنزاح عن المعايير التصويرية المتداولة عالميا.

    من جانبه، أبرز الناقد السينمائي مبارك حسني، أن السينما تتطلب وجود موهبة، وقدرا من الإلهام، وتراكما نوعيا من المشاهدة السينمائية، مشيرا إلى أن ولوج المخرجين الشباب إلى الفيلم القصير يعد العتبة الأولى لجعل مخرج المستقبل قادرا على تجسيد صوري لأحلام ورؤى سينمائية وترجمتها إلى أعمال تعرض على الشاشة.

    وأضاف أن الفيلم القصير يتميز بالحرية والإبداع، ولايخضع لمتطلبات الإنتاج الضخم والتوزيع، إلا ما هو فني خالص، الشيء الذي يترك الباب مفتوحا أمام التجديد والابتكار والتجريب.

    أما الناقد بوبكر حيحي فأكد أن المخرجين الشباب محتاجون اليوم، إلى دعم مكثف من لدن الجهات الوصية على القطاع السينمائي، ولا سيما أولئك الذين أبانوا عن مهنية واحترافية عالية، وذلك عبر تكليفهم بإخراج أفلام تلفزية على غرار ما قامت به قنوات فرنسية عندما انتهجت سياسة دعم السينما الشابة الفرنسية مطلع تستعينيات القرن الماضي.

    وإلى جانب هذه الندوة، سيتم، اليوم السبت، تنظيم ورشات تكوينية حول تقنيات المونتاج والمكياج والرسم السريع، ودرس سينمائي تحت إشراف الناقد السينمائي محمد شويكة والمخرج هشام العسري.

   وسيتم تنظيم مقهى سينمائي يشمل توقيع مجموعة من الإصدارات الأدبية السينمائية، ويتعلق الأمر بكتاب “التفكير في السينما ..التفكير بالسينما” للناقد محمد شويكة، وكتاب “السينما المغربية أسئلة التأويل وبناء المعنى” لمحمد البوعيادي.