المجموعة العربية تعمل من أجل أن تؤخد مصالحها بالاعتبار في المفاوضات الخاصة بتغير المناخ (مسؤول مصري)

أجرى الحديث : نور الدين الزويني

مراكش – أكد السفير وائل أبو المجد، مساعد وزير الخارجية المصري المكلف بشؤون البيئة والتنمية المستدامة، أن مؤتمر الأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول المناخ ” كوب 22″ الذي تتواصل أشغاله حاليا بمدينة مراكش يمثل أهمية كبرى ويكتسي مكانة بالنسبة لمصر والبلدان العربية، مؤكدا أن هذه الاخيرة تعمل من أجل أن تؤخد مصالحها بالاعتبار في المفاوضات الخاصة بتغير المناخ.

وأضاف أن المؤتمر له أهمية خاصة بالنسبة لمصر على وجه التحديد، لكونها ترأس المجموعة الإفريقية في المفاوضات الخاصة بالتغير المناخي، كما ترأس مجلس وزراء البيئة الأفارقة.

وتابع أن مصر كبلد عربي تربطه علاقة شديدة الخصوصية مع المغرب يهمها نجاح هذه التظاهرة الدولية التي تنعقد على أرض عربية إفريقية هي أرض المغرب.

وبخصوص مدى مراهنة البلدان العربية على مؤتمر “كوب22″، قال نائب مساعد وزير الخاجية المصري” بكل تأكيد هذه مفاوضات شاقة والمصالح متفاوتة بطبيعة الحال بالنسبة للبلدان المشاركة فيه، والبالغ عدد ما يقارب 200 دولة “، مبرزا أن” “كوب 22 ” هو مؤتمر التنفيذ للاتفاق الذي تم التوصل إليه في ” كوب “21 بباريس وتعبئة الوسائل والإمكانيات اللازمة لتننفيذ هذا الاتفاق .

وأضاف قائلا إن “المصالح والأهداف تتفاوت بين الدول المتقدمة والدول النامية ونحن هنا للدفاع عن أولويات ومصالح الدول النامية والتأكد من قدراتنا على الاسهام في مكافحة تغير المناخ وأيضا من أن جهودنا لتحقيق التنمية المستدامة لا تتأثر ولا تتعثر بسبب اهتمامنا بمكافحة تغير المناخ ” .

وبخصوص موقف المجموعة العربية في المفاوضات الخاصة بتغير المناخ ،أكد مساعد وزير الخارجية المصري المكلف بشؤون البيئة والتنمية المستدامة، إن البلدان العربية تنسق مواقفها بشكل جيد وأن المجموعة التي تترأسها المملكة العربية السعودية تعمل بشكل مستمر من أجل التأكد من أن مصالحها ممثلة وتؤخد بالاعتبار في هذا المؤتمر، وقال إن “هناك بطبيعة الحال تشابها في المواقف مع البلدان النامية لكننا نحرص على صيانة مصالحنا كدول عربية وتمكيننا من المساهمة في تغير المناخ دون المساس بحقنا كشعوب وكدول في تحقيق التنمية المستدامة “.

وأكد أن الدول العربية تندرج ضمن خانة الدول الأقل مساهمة في انبعاثات الغازات المؤدية إلى ارتفاع درجات الحراة في الأرض والأكثر تضررا من هذه الانبعاثات، وأنها على غرار الدول النامية الأخرى “لم تكن في مرحلة التنمية المتقدمة على مدى القرن أو القرنين الماضيين ،على عكس الدول المتقدمة التي بنت تقدمها وصناعتها على الإضرار بكوكب الأرض، وبالتالي لا يستقيم ألا نكون قد ساهمنا حتى ولو بقدر ضئيل في الأذى الذي لحق بهذا الكوكب وبالتالي نطالب بتقديم جهد مواز قد تكون له تبعاث على جهودتنا في التنمية ” .

وقال إن هناك مسؤوليات جماعية مشتركة لكن هذه المسؤوليات متفاوتة، ويجب مراعاة ذلك، مؤكدا أن هذا الأمر ينطبق بطبيعة الحال على الدول العربية التي بدأت جهودها التنموية مؤخرا من حيث الصناعة والزراعات الكبيرة والطاقة والنقل وغير ذلك من المجالات الأخرى، ولم تسهم بتاتا في المساس بكوكب الأرض .

وأضاف في نفس السياق أن هناك مسؤوليات للدول العربية تجاه نفسها في ما يخص الحفاظ على البيئة ومكافحة تغير المناخ ،وقال ” بكل تأكيد الأمور لا يجب أن تنفصل. فنحن هنا في مؤتمر نناقش إطارا قانونيا للعمل الجمماعي ، ولكن هذا لا يجب أن ينسينا أن لنا مصالح حقيقة وإجراءات واجبة الاتخاذ للحفاظ على بيئتنا، وبالتالي فإنه بالصرف النظر عن مسؤوليتنا الدولية يجب أن نعمل للحفاظ على بيئتنا اقتناعا وإيمانا منا بأن مصلحتنا تكمن في توافر بيئة صحية لمجتمعاتنا “.

وقال من جهة أخرى، إن المؤتمر سيعرف إسماع صوت إفرقيا التي تنتظر العدل من المؤتمر والأطراف الأخرى فيه باعتبار أنها أقل القارات التي أثرت في تغير المناخ وأكثرها تأثر به ، ولهذا فهي تنتظر تعاونا لمساعدتها على التكيف مع التغيرات المناخية ونقل التكنولوجيا وتوفير التمويل وبناء القدرات ، وأكد أن هناك تنسيقا مغربيا مصريا لا ينقطع في ما يخص قضايا البيئة في إفريقيا ، مشيرا إلى أن بلاده سعت منذ البداية من أجل أن ينجح هذا المؤتمر الذي يحتضنه المغرب.