المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.. جهود دؤوبة لفائدة الأطفال في وضعية صعبة بإقليم العيون

العيون – تبذل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على مستوى إقليم العيون، جهودا دؤوبة من أجل تحسين الظروف المعيشية وتعزيز قدرات الأطفال المحرومين من أسرهم، وكذا الأطفال في وضعية صعبة.

ويجسد المجمع الاجتماعي التربوي للأطفال المحرومين من أسرهم، الذي فتح أبوابه سنة 2005، كبنية سوسيو-تربوية رائدة على مستوى الإقليم، الجهود المبذولة في إطار المرحلة الثالثة من هذا المشروع الملكي، لخدمة هذه الفئة والعمل على إدماجها اجتماعيا واقتصاديا، من خلال مجموعة متكاملة من الخدمات عالية الجودة في مختلف المجالات.

ويهدف هذا المركز، الذي تسيره العصبة المغربية لحماية الطفولة، طبقا للقانون رقم 15-01 المتعلق بكفالة الأطفال المتخلى عنهم، إلى تحسين جودة الإستقبال والتكفل بالأطفال المحرومين من أسرهم، وتقديم خدمات تتناسب مع احتياجاتهم، والمساهمة في تطوير وتحسين ظروف عيش هذه الفئة.

ويستفيد هذا المركز، الذي يعد بحق فضاء للعيش والتربية، حيث يتلقى الأطفال المحرومون من أسرهم كل الاهتمام والحنان الضروريين، من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي زودته بمعدات تلبي احتياجات الفئات المستهدفة، وذلك في إطار برنامج دعم الأشخاص في وضعية هشة.

وفي هذا السياق، تم تخصيص مبلغ إجمالي قدره 700 ألف درهم سنة 2023 كمساهمة في ميزانية تسيير هذا المركز، و260 ألف درهم خلال نفس السنة، لتجهيز وتهيئة أربع قاعات للتعليم الأولي داخل المجمع السوسيو-تربوي.

ويروم هذا المركز، الذي تم تشييده على مساحة إجمالية تقدر بهكتارين وبطاقة استيعابية تصل إلى 120 سرير، مع فضاء للتعليم الأولي يمكنه استقبال 80 تلميذا وتلميذة، إلى تحسين ظروف استقبال الأطفال المتخلى عنهم، قصد تسهيل اندماجهم اجتماعيا وتربويا.

وتضم هذه المؤسسة، التي يستفيد منها حاليا 69 طفلا، من بينهم ثمانية أطفال في وضعية إعاقة، مكاتب إدارية، ووحدات للأطفال، وفضاء للاستقبال، وحضانة، ومقصفا، وفضاءات للعب، وقاعة للقراءة، وملعبا للرياضة، بالإضافة إلى مرافق أخرى.

ويعتبر مركز للا أمينة بالعيون، الذي تم بناؤه وتجهيزه بمواصفات ومعايير ذات جودة عالية، مؤسسة ذات طبيعة اجتماعية وتعليمية ونفسية وطبية، مخصصة لاستقبال وإيواء الأطفال من 0 إلى 3 سنوات (31 طفلا)، والأطفال الذين تتراوح أعمارهم مابين 4 و14 سنة (38 مستفيدا)، يتابعون دراستهم بالتعليم الأولي، وبالسلكين الابتدائي والإعدادي.

وقالت مديرة المركز، سناء هداجي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها الإخبارية (M24)، إن هذه المؤسسة ذات الطابع الاجتماعي والتربوي تهدف إلى استقبال وإيواء الأطفال في وضعية صعبة أو المحرومين من أسرهم، مشيرة بالمناسبة إلى الدعم الكبير الذي تقدمه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وعدد من شركاء المركز.

وأضافت السيدة هداجي أن هذا المركز يشرف على تسييره طاقم إداري وتربوي وتقني يعمل يوميا على تقديم العديد من الخدمات الأساسية للمستفيدين، بما في ذلك الاستقبال والتغذية والمواكبة الطبية والتعليمية.

من جهته، أكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بإقليم العيون، محمد عبده ربو، أن هذه المؤسسة، التي تتمثل مهمتها في التكفل بالأطفال المتخلى عنهم، تندرج في إطار تفعيل البرنامج المتعلق بدعم الأشخاص في وضعية هشة.

وأضاف أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تساهم في دعم ميزانية تسيير هذا المركز، وذلك بهدف توفير الحماية للأطفال المتخلى عنهم.

وتجدر الإشارة إلى أن العصبة المغربية لحماية الطفولة، هي جمعية مغربية ذات صبغة وطنية، تعمل منذ تأسيسها سنة 1954، على تحسين جودة استقبال ورعاية الأطفال في وضعية صعبة، والنهوض بأوضاعهم، وصيانة حقوقهم الأساسية.

واعتبارا لكونها منظمة غير حكومية، بدون هدف ربحي، وذات منفعة عامة، فإنها تعتبر فاعلا جمعويا نشيطا على الصعيد الوطني يهتم بقضايا الأطفال في وضعية هشاشة، لاسيما الأطفال في وضعية الإهمال والإعاقة، وكذا الأمهات في وضعية صعبة.

ويجسد المجمع السوسيو-تربوي للأطفال المحرومين من الأسرة، التابع للعصبة المغربية لحماية الطفولة، التزام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة الأشخاص في وضعية هشة، من خلال سلسلة من الإجراءات التي تروم تحسين جودة الخدمات المقدمة لهذه الفئة، وتهيئة بيئة ملائمة لعيشهم، وتحافظ على كرامتهم، وتزويدهم بالدعم والتوجيه اللازمين من أجل اندماجهم داخل المجتمع.