المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالدار البيضاء.. مشاريع تنموية للقرب تلبي حاجيات الساكنة في مختلف المجالات

الدار البيضاء – تكريسا لدورها الأصيل ، الذي رسمه لها جلالة الملك ، والمتمثل ، على الخصوص ، في النهوض بالعنصر البشري وتحسين ظروف عيشه وتعزيز إسهامه في التنمية المحلية، تواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مسلسل إحداث المشاريع التنموية القائمة على سياسة القرب والرامية إلى تلبية حاجيات الساكنة في مختلف المجالات.

وفي هذا الإطار، تأتي المشاريع التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أو أعطى انطلاقة أشغال إنجازها، اليوم الجمعة بالدار البيضاء، لتساهم في تعزيز الدينامية التي تشهدها المدينة، وخاصة من خلال تحسين مستوى عيش ساكنتها، وضمان ولوجها إلى الخدمات الصحية، ودعم شباب المدينة وإدماجهم عن طريق النهوض بالأنشطة الرياضية والثقافية، إضافة إلى صيانة الذاكرة الوطنية.

وتتمثل المشاريع التي أعطيت انطلاقة إنجازها اليوم ، في مسبح شبه أولمبي مغطى، ومركز للتكوين في فنون الدراما، ومركز ثقافي ومتحفي لقدماء المقاومين، ومركز لتشخيص داء السل والأمراض الصدرية بحي الرحمة 2 بالجماعة الحضرية لدار بوعزة. أما المشروع الذي تم تدشينه فيتمثل في منتزه “الشباب” بابن مسيك.

فمن خلال المسبح شبه الأولمبي المغطى، تواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مراكمة منجزاتها لفائدة شريحة الشباب في المجال الرياضي، وذلك بما يتماشى ومضامين الرسالة التي وجهها جلالة الملك إلى المشاركين في المناظرة الوطنية للرياضة بالصخيرات يوم 24 مارس 2008، والتي أكد فيها جلالته “الحاجة الملحة لقطاع الرياضة إلى تعزيز بنياته التحتية”، مضيفا أنه “في هذا الصدد، يندرج حرصنا على إيلاء تشييد بنيات رياضية محلية، مكانة الأسبقية في مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكذا البرامج التي تساهم فيها مؤسسة محمد الخامس للتضامن”.

وهكذا يعكس هذا المسبح، إضافة إلى مركز التكوين في فنون الدراما، الاهتمام الموصول الذي يوليه جلالة الملك لفئة الشباب التي يراهن عليها المغرب للدفع بالعملية التنموية، وذلك بدءا بتوفير الأرضية والبنيات التحتية الملائمة لتكوينه وصقل مواهبه وإبرازها في مختلف المجالات بما فيها المجالان الرياضي والفني اللذان يكتسيان أهمية بالغة في صياغة الشخصية المتوازنة والفاعلة في محيطها.

أما المركز الثقافي والمتحفي لقدماء المقاومين، فسيمكن من دعم استراتيجية المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الرامية إلى نهج سياسة القرب الهادفة إلى صيانة الذاكرة الوطنية المرتبطة بتاريخ الكفاح الوطني والمقاومة وجيش التحرير والتعريف بملاحمها جهويا وإقليميا ومحليا.

أما مركز تشخيص داء السل والأمراض الصدرية، فسيساهم في تطوير أداء المنظومة الصحية وتحسين مردوديتها على مستوى المدينة في أفق الرفع من جودة الخدمات الصحية وتعميمها وتحسين ولوج الفئات المعوزة إليها.

وتجدر الإشارة إلى أن مختلف هذه المشاريع، التي تعكس الحرص الملكي السامي على التتبع الميداني لمنجزات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تتكامل بشكل تام مع المشاريع المبرمجة في إطار مخطط تنمية جهة الدار البيضاء الكبرى (2015- 2020)، الذي ترأس جلالة الملك حفل إطلاقه خلال الاسبوع المنصرم، وخاصة في محوره المرتبط بتحسين ظروف عيش الساكنة.

ويتعلق هذا المحور بالاهتمام بالفئات الهشة وذوي الاحتياجات الخاصة وتشجيع الاندماج الاجتماعي ومحاربة الفقر، وتعزيز مراكز ومنشآت القرب الخاصة بالمرأة والطفل والاشخاص المسنين، ومواكبة القطاع غير المهيكل لإدماجه في النسيج الاقتصادي المنظم، وتعميم التعليم الأولي وتحسين جودته وتكوين الكفاءات الضرورية لتنميته، وتعزيز وتأهيل البنيات الصحية في جميع التخصصات الطبية، وخلق مركز لتدبير التدخلات الاستعجالية وعمليات الإغاثة.