المؤتمر العالمي لليونيسكو حول التربية من أجل التنمية المستدامة.. محطة أساسية لتقديم حصيلة عقد التربية من أجل التنمية المستدامة

(المبعوث الخاص للوكالة: عمر الروش)

ناغويا (اليابان) – يشكل المؤتمر العالمي الذي تنظمه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) حول التربية والتنمية المستدامة من 10 إلى 12 نونبر الجاري، محطة أساسية لتقديم حصيلة معمقة لتنفيذ عقد الأمم المتحدة للتربية من أجل التنمية المستدامة.
فبعد عشر سنوات من إعلان عقد الأمم المتحدة للتربية من أجل التنمية المستدامة (2005-2014) وإسناد مسؤولية تنفيذه لمنظمة اليونسكو، حان الوقت لتقييم هذه الحصيلة.
وسيركز المؤتمر العالمي لليونسكو، الذي تشارك فيه صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، على تحديد المنجزات، والمبادرات والشبكات والتزام الفاعلين، وبحث آثارها في ضوء المعطيات المعلن عنها من طرف الجهات المعنية، والتي تم جمعها من طرف اليونسكو.
وبخصوص برنامج العمل لما بعد سنة 2015، سيسلط المؤتمر الضوء على النجاح الذي حققه عقد الأمم المتحدة للتربية من أجل التنمية المستدامة، وتحليل العوائق التي واجهته، والدروس المستخلصة منه. فنماذج الممارسات الفضلى التي تم تسجيلها في مختلف أنحاء العالم ستمكن من فهم أفضل للمقاربات الفعالة في عقد الأمم المتحدة للتربية من أجل التنمية المستدامة، وستساعد على تحديد المجالات الأساسية التي يجب الاشتغال عليها في المستقبل.
فبناء على إعلان بون لسنة 2009، حيث تمت الإشارة إلى أن التربية من أجل التنمية المستدامة تشكل توجها جديدا في التعليم والتعلم للجميع، سيعمل المؤتمر العالمي على إدماج التربية من أجل التنمية المستدامة باعتبارها جزءا لا يتجزأ من مقومات جودة التعليم في القرن الحادي والعشرين.
وسيقود تقديم حصيلة تنفيذ عقد الأمم المتحدة للتربية من أجل التنمية المستدامة إلى بلورة استراتيجيات تهم أنشطة الأمم المتحدة لما بعد سنة 2015.
وسيبرز هذا المؤتمر العالمي، الذي يأتي قبيل الموعد النهائي لتحقيق أهداف الألفية للتنمية لسنة 2015، وأهداف التعليم للجميع، وبعد عامين من مؤتمر “ريو زائد 20″، الدور الحاسم للتربية من أجل التنمية المستدامة في تحقيق سلسلة من الأهداف العالمية في مجال التعليم والتنمية التي يتعين تبنيها بعد ذلك.
ومن جهة أخرى، سيقدم المشاركون مساهمات ملموسة لأجندة الأمم المتحدة لما بعد سنة 2015 في مجالي التربية والتنمية المستدامة، وسيساعد المؤتمر في الدفع في اتجاه استمرار التربية من أجل التنمية المستدامة لما بعد 2014.
فالتربية من أجل التنمية المستدامة تتيح اكتساب القيم والمهارات والخبرات والمعارف الضرورية لبناء مستقبل تحت شعار التنمية المستدامة.
وتتضمن التربية من أجل التنمية المستدامة إدماج محتوى مرتبط بالتنمية المستدامة في البرامج التعليمية وتطبيق طرق تعليم وتدريس تساعد المتلقين على تطوير مهارات، من قبيل القدرة على التفكير النقدي ودفعهم إلى العمل من أجل بناء مستقبل أفضل.
إن الحلول التي تتيحها التكنولوجيا والرافعات السياسية والآليات التمويلية لا تكفي لإرساء التنمية المستدامة، لأن إرساءها يتطلب تغييرا راديكاليا للعقليات يترجم إلى تحول في الممارسات.
فالوعي بالترابط بين البيئة والاقتصاد والمجتمع والتربية من أجل التنمية المستدامة، يمكن أن يساعد على خلق التغيير.
وفضلا عن تسليط المؤتمر الضوء على دور التربية من أجل التنمية المستدامة في الانتقال نحو اقتصادات ومجتمعات خضراء، سيبرز المؤتمر دورها كمحفز للتخطيط وتنفيذ برامج عبر-قطاعية في مجالات من قبيل التغيرات المناخية والتنوع البيولوجي وتقليص أخطار الكوارث.
وسينصب التفكير في المؤتمر على السبل التي يمكن للتربية من أجل التنمية المستدامة المساهمة بها لدفع السياسات والإجراءات الموجهة لصالح التنمية المستدامة بغية الاستجابة لمختلف الحاجيات على المستويات العالمية والجهوية والوطنية والمحلية.