المؤتمر العالمي الأول ل”التاريخ الشفوي” ببيروت.. باحثون مغاربة يضيئون جانبا من الذاكرة الشفوية المغربية

المؤتمر العالمي الأول ل”التاريخ الشفوي” ببيروت.. باحثون مغاربة يضيئون جانبا من الذاكرة الشفوية المغربية

الإثنين, 24 فبراير, 2014 - 12:37

(مراسل الوكالة ببيروت عبد الله البشواري)

بيروت – أضاء باحثون وأساتذة جامعيون مغاربة جزءا من الذاكرة الشفوية المغربية بمداخلاتهم خلال المؤتمر العالمي الأول المتخصص حول “التاريخ الشفوي: المفهوم والمنهج وحقول البحث في المجال العربي” الذي اختتم أشغاله يوم الأحد ببيروت.

وتطرق المختصون المغاربة الذين شاركوا في هذا المؤتمر، الذي نظمه المركز العربي للأبحاث والدراسات (فرع لبنان) والذي انطلق الجمعة الماضي بمشاركة مختصين عرب وأجانب، لإشكالية “التاريخ الشفوي” من زوايا متعددة؛ منها المتعلقة بشهادات جلسات هيئة الإنصاف والمصالحة، ونقاط القوة والضعف فيها، ودور الشهادات الشفهية في كتابة تاريخ المغرب الراهن، خاصة شهادات المهاجرين المغاربة، وكذا الذاكرة الشفوية في التعبير الديني والفني.

وفي مداخلة، تحت عنوان “مواطن القوة والضعف في الشهادات الشفوية: دراسة تطبيقية في تاريخ المغرب الراهن”، فحص أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس إبراهيم بوتشيش، مجموعة من الشهادات الشفهية التي ألقيت في جلسات الاستماع العمومية المنعقدة تحت إشراف هيئة الإنصاف والمصالحة خلال سنتي (2004 – 2005 )، معتبرا أن الهدف من إثارة هذه الشهادات هو “استجلاء مواطن القوة والضعف فيها، وتسطير بعض الضوابط المنهجية في التعامل معها، علما بأن تلك الشهادات تخص مرحلة حساسة من تاريخ المغرب الراهن تمتد من السبعينات إلى أواخر التسعينات من القرن الماضي”.

وأضاف الباحث أن عناصر قوة هذه الشهادات الشفهية تتجلى في ما “توفره من نصوص تاريخية جديدة، وتتيح قراءة التاريخ من الأسفل، وتسمح بالوقوف على الطابوهات المحرمة وبروز الأصوات النسائية”، وأن من مواطن ضعفها تكمن في “قصر المدة الزمنية للشهادات، وعدم ذكر أسماء المسؤولين عن الانتهاكات، هذا فضلا عن آفة النسيان الذي اعترى بعض الشهادات وعدم ضبط التواريخ عند بعض الشهود”.

وتحت عنوان “التاريخ الشفوي وحفظ الذاكرة الجماعية: تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة بالمغرب نموذجا”، وصف أستاذ العلوم السياسية وحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني بجامعة محمد الأول بوجدة، محمد سعدي، شهادات جلسات الإنصاف والمصالحة ب”التجربة الفريدة من نوعها ” التي جسدت بداية الانتقال من “ذاكرة الصمت” الى “ذاكرة البوح”، ومن “سلطة المكتوب” إلى “سلطة الشفوي”.

وقال إن هذه الشهادات “كانت فرصة نادرة لإعادة الاعتبار للرواية الشفهية كوسيلة فعالة لبعث أسئلة فعلية حول الذاكرة الجماعية والمصالحة مع الذات التاريخية والثقافية وحفظ الذاكرة الشفوية”، خاصة وأن “الانفتاح السياسي الذي دشنه المغرب منذ نهاية القرن العشرين شجع على البدء في كسر الطابوهات التاريخية وعلى إقبال الباحثين والصحافة على تناول ملفات تاريخية حساسة لم يكن بالإمكان التطرق إليها من قبل”.

أما الباحث في مجال التاريخ وعلوم التربية (جامعة محمد الخامس)، عبد الرحيم الحسناوي، فقارب “رهانات كتابات التاريخ المغربي المعاصر وعلاقته بالذاكرة والمصادر الشفوية”، وذلك في إطار الجدل الدائر حول “الذاكرة” وحول استخدام الشهادات الشفوية وأهميتها في إعادة بناء التاريخ.

وذكر بأن هذا الجدل “هو ما حفز في المغرب فكرة الاهتمام غير المسبوق بقضية الذاكرة وعلاقتها بالتاريخ وذلك في سياق مناخ الانفتاح السياسي الذي عرفه المغرب منذ أواخر تسعينات القرن الفارط”.

وقارب قاسم الحادك من كلية الآداب فاس- سايس التاريخ الشفوي من زاوية أخرى، وذلك بتركيزه على “الشعر الشفوي والمقاومة النسائية في المغرب: معركة بوغافر”، وتأكيده على “دور الشعر الشفوي في إضاءة مناطق الظل وسد الفراغ الذي يعرفه البحث التاريخي المغربي في موضوع المقاومة النسائية من خلال استقراء مجموعة من النصوص الشعرية الشفوية المحلية لعدد من الشعراء والشاعرات”، الذين عايشوا فترة الاستعمار الفرنسي للمغرب، والتي “تطرقت إلى مشاركة المرأة المغربية المقاومة في المعارك التي خاضتها حركات المقاومة المغربية ضد الاستعمار وخاصة معركة بوغافر”.

وفي السياق ذاته، تناول عز الدين جسوس أستاذ باحث بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، جوانب من “حركة المقاومة غير المكتوبة للاستعمار الفرنسي بالمغرب” باعتماده على المصادر الشفوية التي ما يزال أصحابها على قيد الحياة، أو التي أخذت من أفراد عايشوا المقاومين الذين قضوا نحبهم.

ووصف الباحث هؤلاء ب”المؤرخين المقاومين الذين وقفوا في وجه الاستعمار وشكلوا جانبا غير مدون من تاريخ المقاومة (…)، وأضحت لهم مكانة خاصة في المتخيل الجماعي”.

ومن جهته، درس الباحث بمركز جاك بيرك بالرباط، عبد الكبير أبو اللوز، “سوسيولوجيا النّظم الديني الأمازيغي الشفوي” ليكتشف “غلبة الغرض التعليمي”، على هذا النظم (القول الشعري)، أي أنه “نظم من أجل تلقين الفرائض والعبادات”، فيما ركز الباحث والأكاديمي عطوف الكبير من جامعة ابن زهر (أكادير) على تاريخ المهاجرين المغاربة بفرنسا، مشيرا إلى أن هذا التاريخ “ظل ولمدة طويلة مهمشا سواء بالجامعة المغربية أو الجامعة الفرنسية على حد السواء”.

اقرأ أيضا

مدينة سلا تعيش على إيقاع الدورة 16 للمهرجان الدولي لأطفال السلام

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 20:40

تحتضن مدينة سلا حاليا فعاليات الدورة 16 للمهرجان الدولي لأطفال السلام الذي تنظمه جمعية أبي رقراق إلى غاية 30 يوليوز الجاري تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم.

إقليم تازة.. حريق بغابة بورد بدائرة أكنول يأتي على حوالي 30 هكتار

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 19:23

أتى حريق اندلع مساء أمس الأربعاء بغابة بورد بمنطقة الشرشارة بجماعة بورد بدائرة أكنول بإقليم تازة على 30 هكتار من الغطاء الغابوي.

السيد أخنوش يشارك في قمة باريس حول “الرياضة والتنمية المستدامة”

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 18:30

شارك رئيس الحكومة، السيد عزيز أخنوش، اليوم الخميس بباريس، في قمة “الرياضة والتنمية المستدامة”، التي تنعقد على هامش افتتاح الألعاب الأولمبية، حيث يمثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذا الحدث الرياضي العالمي.