اللجوء إلى النرويج تشديد في الإجراءات وتباين في تحقيق الاندماج

اللجوء إلى النرويج تشديد في الإجراءات وتباين في تحقيق الاندماج

الثلاثاء, 29 نوفمبر, 2016 - 10:58

    (بقلم : جمال الدين بن العربي)

  أوسلو – حسن قصاص شاب سوري حل بالنرويج لكي يكمل حياته في فضاء يسمح له بممارسة حريته، ويوفر ظروف العيش الكريم، وهربا من حرب أتت على الأخضر واليابس في بلد يتطلع مواطنوه إلى التغيير الذي يحفظ كرامتهم.

  يعتبر حسن قصاص، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأباء ، نفسه واحدا من المواطنين النرويجيين، رغم أنه لم تمر سوى نحو سنتين على التحاقه بهذا البلد الاسكندنافي عن طريق مفوضية الأمم المتحدة بلبنان.

  يقول قصاص إنه لا يشعر بعقدة نقص في النرويج، والسبب، أنه استطاع بإرادته الخاصة الاندماج في مجتمع فتح له ذراعيه، مؤكدا “أشعر رغم المدة القصيرة أني استطعت الاندماج بسرعة”.

 السر في ذلك، حسب قصاص، هو الكيفية التي تعامل بها مع هذا الوضع الجديد، وعلى الخصوص الانفتاح المباشر على النرويجيين بدءا بتعلم اللغة ، ثم دراسة القيم والعادات الخاصة بهذا الشعب، مما سهل عليه الاندماج وفق منظور مشترك للتعايش ضمن المجتمع الواحد بدون شعور بالنقص أو الاختلاف القيمي.

  حسن قصاص يعد نموذجا في احترام القيم المتواجدة أو المتبناة لدى السكان المحليين، لأنه تبرز على السطح وضعية اللاجئين بالنرويج الذين لم يندمجوا بما فيه الكفاية، خاصة مع الأزمة الاقتصادية الحالية.

  فالنرويج تعرف صعوبات اقتصادية تجلت في تباطؤ النمو وارتفاع نسبة البطالة، وأدى انهيار أسعار النفط في الأسواق العالمية إلى تقليص الشركات النفطية الكبرى من استثماراتها وتسريح العديد من المستخدمين.

  ويعتمد هذا البلد الاسكندنافي على الكفاءات المؤهلة لعمل الأجانب في قطاعات إنتاجية ذات جودة عالية، وهو ما لا يتوفر لدى العديد من اللاجئين الذين يصعب عليهم الاندماج بشكل كاف لكون العمل يفتح آفاقا للتواصل وتحسين الوضعية الاجتماعية.

  ورغم ذلك، فالعديد من المهاجرين وجدوا نصيبهم في سوق الشغل، بفعل تطوير مهاراتهم وبحثهم عن معادلة شهاداتهم الجامعية في البلد الأصلي مع الشروط المفروضة في النرويج، مما أهلهم لتقلد مناصب جيدة ساعدتهم على الاندماج السريع.

  الناشطة في مجال الإغاثة الإنسانية، هيام الشريوط، تعتبر في مقاربتها أن مسألة الاندماج في المجتمع النرويجي بشكل ممنهج ودائم، تحتاج إلى تكاثف الجهود من قبل الحكومة المركزية والبلديات والمنظمات المدنية والأفراد.

  ومن أجل تسريع اندماج اللاجئين الجدد في النرويج، تقترح الشريوط إخضاعهم لدروس تعلم اللغة النرويجية منذ يوم دخولهم البلاد، والسماح للاجئين بالعمل وبالتالي تمكينهم من إثبات ذواتهم.

  ومن بين المشاكل التي تعترض اندماجا أسرع للاجئين، طول الإجراءات الإدارية المؤدية للحصول على الإقامة، والسكن لعدة سنوات في مراكز للجوء، ما يحول دون التواصل السريع مع المجتمع.

 وتقابل صعوبة الاندماج، إجراءات أخرى قد لا تسمح بذلك، من بينها طول فترة معالجة طلبات الالتحاق بالأسرة التي قد تتأخر لسنوات، مع احتمال رفضها.

  كما أن هناك تشديدا لإجراءات الهجرة، خاصة مع وصول وزيرة جديدة للهجرة والاندماج، سلفي ليستوغ، المنتمية لحزب التقدم المعروف بمواقفه المتشددة اتجاه الأجانب بالبلاد.

  وبفعل استقبال النرويج لأكثر من 31 ألف لاجئ خلال السنة الماضية، وهو رقم قياسي يفوق بأكثر من ثلاث مرات عدد اللاجئين برسم سنة 2014، اتخذت الحكومة إجراءات جديدة همت تشديد الترتيبات الخاصة بالتجمع العائلي، وإعادة اللاجئين الذين تم رفض طلباتهم إلى بلدانهم أو إلى بلد ثالث آمن، والتقليص من المساعدات الاجتماعية المخصصة للاجئين لتماثل تلك المعتمدة في البلدان المجاورة.

  ومما قد يصعب عملية الاندماج السريع، دخول الأحزاب السياسية الرئيسية، سواء في المعارضة أو الحكومة، على الخط، إذ توصلت، خلال السنة الجارية، إلى اتفاق يشمل الحد من فرص الحصول على تراخيص الإقامة الدائمة، مع الدعوة إلى توفير المواد المالية اللازمة لإدارة الهجرة والشرطة لتنفيذ عمليات الترحيل التي يتم الانتهاء منها، وكذا إعادة جميع طالبي اللجوء الذين يقدمون معلومات خاطئة لإدارة الهجرة إلى وطنهم الأصلي أو المكان الذي قدموا منه إلى النرويج.

   وعامل صعوبة الاندماج، حسب المتتبعين، لا يقتصر على السوريين بل يسري كذلك على اللاجئين من جنسيات أخرى، مثل الأفغان والعراقيين والألبان، والباكستانيين، والصوماليين، والارتيريين.

  ولدور المرأة في تسهيل الاندماج، تدعو هيام الشريوط إلى التركيز على النساء اللاجئات ومساعدتهن على التعلم والعمل، عبر الخضوع لدورات تحسيسية حول دورهن في بناء المجتمع النرويجي، وتنظيم دورات أخرى حول حقوق النساء والأطفال.

  وينبغي الاستفادة من خبرة المهاجرين السابقين ذوي التجربة في الاندماج الواعي، تقول الشريوط، من خلال المساهمة في مساعدة القادمين الجدد ونقل بعض خبرتهم إليهم.

  ولكن واقع الحال يؤكد أن عامل تسريع الإجراءات غير ميسر بالطريقة التي تراها هيام، حيث هناك مراحل للحصول على الإقامة تبدأ بالتسجيل والإرسال إلى مركز استقبال (مخيمات أو فنادق أو منازل) في انتظار المقابلة مع شرطة الهجرة، ثم الخضوع للفحص الطبي، وإجراء المقابلات التمهيدية ثم انتظار الرد بالإيجاب أو السلم بخصوص تصريح الإقامة.

اقرأ أيضا

أولمبياد باريس 2024.. راكب الأمواج المغربي رمزي بوخيام يتأهل إلى الدور الثاني

الأحد, 28 يوليو, 2024 في 10:14

تأهل راكب الأمواج المغربي، رمزي بوخيام، أمس السبت بتيهوبو في تاهيتي، إلى الدور الثاني في رياضة ركوب الأمواج، ضمن الألعاب الأولمبية التي افتتحت أمس الجمعة بباريس.

أولمبياد باريس 2024/كرة القدم-رجال (الجولة الثانية).. المغرب ينهزم أمام أوكرانيا (1-2)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 18:22

انهزم المنتخب الوطني المغربي الأولمبي أمام نظيره الأوكراني بنتيجة (1-2)، في اللقاء الذي جمع بينهما، اليوم السبت على أرضية ملعب جيوفروي غيشار بمدينة سانت إتيان، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية في إطار منافسات كرة القدم (رجال) برسم الألعاب الأولمبية (باريس 2024).

أولمبياد باريس.. الوفد الرياضي المغربي عازم على تحقيق مشاركة متميزة (السيد بنموسى)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:17

أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، اليوم السبت بباريس، أن الوفد الرياضي المغربي في الألعاب الأولمبية بباريس 2024 معبأ وعازم على تحقيق مشاركة متميزة خلال الألعاب الأولمبية 2024.