آخر الأخبار
الكيبيك وشرق كندا يستقبلان سنة 2014 بعواصف ثلجية وموجة صقيع استثنائية

الكيبيك وشرق كندا يستقبلان سنة 2014 بعواصف ثلجية وموجة صقيع استثنائية

الإثنين, 6 يناير, 2014 - 8:40

بقلم حسن العمري

مونريال – بعد نهاية صاخبة لسنة 2013 تميزت إقليميا بنقاش سياسي حاد أثاره ميثاق العلمانية المثير للجدل، وفيدراليا بانعكاسات مسلسل لا نهاية له لفضيحة النفقات غير المبررة في مجلس الشيوخ أو ما بات يطلق عليه بـ (سيناغيت)، سيتذكر سكان إقليم كيبيك ومعهم سكان المناطق الشرقية في كندا طويلا الأيام الأخيرة للسنة المنتهية وبداية سنة 2014.

ليست الحياة السياسية وحدها من ستذكر الكنديين بهذه الفترة من السنة، بل لأن “الطبيعة الأم” قدمت لتشارك في احتفالات رأس السنة الجديدة بعواصف ثلجية وموجة من الصقيع الحاد تخللتها درجات حرارة جد متدنية حطمت كل الأرقام القياسية لدرجات الحرارة التي تم تسجيلها لعقود في الإقليم خلال نفس الفترة من السنة.

وهكذا، تسببت العواصف الثلجية الأولى والأمطار الجليدية التي اجتاحت هذه المناطق خلال الأيام الأخيرة من سنة 2013 في انقطاع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف من المنازل الواقعة في كيبيك وأونتاريو ونيو برونزويك والتي غرقت في ظلام دامس لأكثر من أسبوع، مما اضطرت معه عشرات الآلاف من الأسر للاحتفال بأعياد الميلاد بعيدة عن منازلها أو على ضوء الشموع.

وبالرغم من تدخل الفرق التقنية للشركات المحلية للكهرباء لإصلاح خطوط الكهرباء لتمكين زبائنها من التدفئة والإضاءة مجددا، فإن المهمة لم تكن سهلة خاصة مع انتظار وتصاعد غضب السكان نظرا لغياب أي تواصل لإبلاغهم بموعد انتهاء أشغال إعادة التيار الكهربائي.

بالإضافة إلى ذلك، عانت العديد من محطات الوقود من نقص في كمية المحروقات لعدم تمكن عدة شركات توزيع من إيصال إمدادات البنزين بسبب انقطاع الطرق خاصة في شمال البلاد.
وكان الوضع صعبا خاصة في مقاطعة أونتاريو وبعض جهات إقليم كيبيك من قبيل (أوتاوا) حيث عرفت عمليات تموين البنزين مشاكل لمدة قاربت الأسبوعين، اضطر معها مسؤولو الشركات البترولية إلى القيام بمجهودات كبيرة لإعادة الإمدادات والحد من تأثير نقص كميات البنزين على المستهلكين الذين كانوا على أهبة السفر من أجل الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة مع عائلاتهم.

من جهة أخرى، عرفت حركة الملاحة الجوية اضطرابات مهمة، إذ ألغيت المئات من الرحلات الجوية أو تأخر ميعاد إقلاع الطائرات أو نزولها خاصة في مطارات تورونتو وأوتاوا ومونريال وهاليفاكس.

وبعد هذه العواصف الثلجية، جاء دور موجة استثنائية للبرد القطبي تسبب فيها وجود مرتفع جوي حال دون وصول الهواء الدافئ من الجنوب، وأصابت موجة الصقيع إقليم كيبيك والمناطق المحيطة به في الصميم.

وعلى الرغم من أن فصل الشتاء في كيبيك يتميز ببرودة شديدة، فإن هذا الصقيع السيبيري الذي اجتاح كيبيك في بداية سنة 2014 كان استثنائيا بكل المقاييس، حيث انخفضت درجات حرارته الدنيا إلى مستويات لم تصلها المنطقة منذ عقود.

وهكذا، تراوحت درجات الحرارة الدنيا التي تم تسجيلها في إقليم كيبيك يومي الخميس والجمعة الماضيين بين ناقص 28 و42 درجة مئوية، كما شعر السكان الذين تجرؤوا على الخروج ليلا بدرجات جد متدنية بلغت بين ناقص 38 و52 درجة.

وحسب خبراء الأرصاد الجوية الكندية، فإن متوسط درجات الحرارة الدنيا التي تم تسجيلها في هذا الوقت من السنة تقل على الأقل بخمس أو ست درجات مئوية عن تلك التي تم تسجيلها في المدن الرئيسية في المقاطعة لا سيما في مدن كيبيك ومونريال وشيربروك وغاتينو ولافال وفالدور وساجوناي ولونغوي وغاسبي ودرومونفيل.

وأمام هذا المناخ “القطبي” الذي لم يمنع سائقي السيارات من التجوال، أقدمت السلطات الكيبيكية على القيام بحملة لتنبيه السائقين من المخاطر التي تشكلها بعض مقاطع الطرق بسبب الصقيع أو وجود كميات هائلة من الثلوج عليها، كما دعتهم إلى توخي المزيد من اليقظة والحذر أثناء القيادة مع التأكيد على حملهم لصندوق يضم مجموعة من المواد والأدوات قد تساعدهم في حالة وقوع عطب.

ولم تمنع تحذيرات السلطات من وقوع العديد من الحوادث والاصطدامات، إذ سجلت المصالح الأمنية خلال يوم الجمعة الماضي أكثر من 200 حادثة سير في منطقة كيبيك ومونريال بسبب وجود الجليد في بعض الطرقات من دون أن تخلف أية ضحايا.

ولمواجهة موجة البرد القطبي، أقدمت شركة إنتاج وتوزيع الكهرباء (هيدرو كيبيك) على دعوة عملائها إلى خفض استهلاك الكهرباء خصوصا خلال ساعات الذروة (من الساعة السادسة صباحا إلى التاسعة ومن الرابعة زوالا إلى الثامنة مساء) لضمان استمرارية الخدمة وتجنب حدوث انقطاع تام للتيار الكهربائي.

بالإضافة إلى ذلك، صرحت شركة (هيدرو كيبيك) أنها كانت على وشك تسجيل رقم قياسي تاريخي لاستهلاك الطاقة الكهربائية يوم الخميس الماضي ما بين الساعة الرابعة زوالا والثامنة مساء، حيث بلغ فيها الطلب 38750 ميغاواط في الساعة الخامسة و13 دقيقة.

ووفقا لمسؤولي الشركة الكيبيكية، فإن تحقيق هذا الرقم غير مستغرب إذ أنه من المتوقع أن يتجاوز الاستهلاك عتبة 38797 ميغاواط التي تم تسجيلها بتاريخ 23 يناير 2013 .
وقد أجبرت موجة الصقيع المنظمات الانسانية على بذل المزيد من الجهود لتقديم المساعدة للأشخاص بدون مأوى لتمكين هذه الطبقة الهشة من الحصول على مكان دافئ بالمؤسسات والملاجئ التي تمت تهيئتها لهذا الغرض.

وفي هذا الصدد، أكد مسؤولو الملاجئ والمؤسسات الخيرية على كفاية الأسرة المتاحة لاستقبال هؤلاء الأشخاص وحمايتهم من قساوة البرد ولو لفترة قصيرة خاصة وأن البرد القارس يعتبر السبب الرئيسي للوفيات بسبب الظروف المناخية المتقلبة بالبلاد إذ يؤدي إلى وفاة مئة شخص سنويا .

ومن نتائج موجة الصقيع التي ضربت كيبيك والأقاليم الشرقية من كندا، توقف حركة الملاحة الداخلية بالأنهار بسبب قطع الثلوج التي أدت إلى تعطل الملاحة البحرية مما حذا بكاسحات الجليد العمل ليل نهار لفتح الممرات الملاحية أمام السفن التجارية.

وقد بدأت الحياة تذب من جديد في شوارع المدن الرئيسية في كيبيك مستغلة الاستقرار النسبي لدرجات الحرارة بعد بداية فصل شتاء لم يمهل كثيرا السلطات في كيبيك ومناطق أخرى في شرق كندا، إذ أبت درجات الحرارة الارتفاع عن ناقص 12 درجة لتصل إلى متوسط درجات الحرارة الاعتيادية.

ولكن هذا الهدوء النسبي سيكون قصير الأجل، إذ من المتوقع أن تضرب المنطقة موجة أخرى من الصقيع والثلوج يوم الثلاثاء القادم مما سيؤدي إلى حدوث كثير من المشاكل للسكان الذين سوف يتحملون الظروف الجوية القاسية لبضعة أسابيع في انتظار أيام أفضل.

اقرأ أيضا

أولمبياد باريس 2024.. راكب الأمواج المغربي رمزي بوخيام يتأهل إلى الدور الثاني

الأحد, 28 يوليو, 2024 في 10:14

تأهل راكب الأمواج المغربي، رمزي بوخيام، أمس السبت بتيهوبو في تاهيتي، إلى الدور الثاني في رياضة ركوب الأمواج، ضمن الألعاب الأولمبية التي افتتحت أمس الجمعة بباريس.

أولمبياد باريس 2024/كرة القدم-رجال (الجولة الثانية).. المغرب ينهزم أمام أوكرانيا (1-2)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 18:22

انهزم المنتخب الوطني المغربي الأولمبي أمام نظيره الأوكراني بنتيجة (1-2)، في اللقاء الذي جمع بينهما، اليوم السبت على أرضية ملعب جيوفروي غيشار بمدينة سانت إتيان، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية في إطار منافسات كرة القدم (رجال) برسم الألعاب الأولمبية (باريس 2024).

أولمبياد باريس.. الوفد الرياضي المغربي عازم على تحقيق مشاركة متميزة (السيد بنموسى)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:17

أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، اليوم السبت بباريس، أن الوفد الرياضي المغربي في الألعاب الأولمبية بباريس 2024 معبأ وعازم على تحقيق مشاركة متميزة خلال الألعاب الأولمبية 2024.