آخر الأخبار
“الكنافة ” عروس المائدة الرمضانية في مصر

“الكنافة ” عروس المائدة الرمضانية في مصر

الخميس, 16 يونيو, 2016 - 12:13

 نورالدين الزويني

القاهرة- يسمونها عروس الموائد الرمضانية في مصر لأنه لا يحلو الإفطار في شهر مضان ولا السهر في لياليه إلا بها. إنها ” الكنافة ” التي تعتلي عرش الحلويات في البلد.

 فعلى غرار مجموعة من الأكلات التي تحفل بها المائدة الرمضانية في مصر ، ل” الكنافة ” حكايات غريبة، ومعظمها طريفة ، خاصة ما ارتبط منها بأصلها وأول ظهورها ومعنى اسمها وصاحب السبق في إبداع صنعها.

ومعنى اسم “الكنافة ” في المعاجم العربية لا علاقة له بهذه الحلوى الشعبية الرمضانية. فالكنافة اسم مشتق من كلمة ” كنف “.. الظل ، والصون ،والحفظ ، والستر ، والحضن ، والرحمة .

واختلف المؤرخون في الشخصية التي تنسب إليها حلوى ” الكنافة “، حيث ذكرت روايات أن أول من تناولها هو معاوية بن أبي سفيان (15ه/ 602م – 70ه / 680 م ) الذي صنعها له طهاته أثناء فترة إمارته للشام ليتناولها في سحور رمضان .

وتقول رواية أخرى، إن “الكنافة ” حلوى مصرية عرفها المصريون قبل الشوام وقدموها إلى المعز لدين الله الفاطمي عنذ قدومه إلى مصر في القرن الثالث الهجري، احتفالا وترحيبا به كاول خليفة فاطمي قدم إلى مصر.

وقد اشتهرت الكنافة بأنها “زينة موائد الملوك ” لوجودها على الدوام ضمن مأكولاتهم .ومن أطرف ما قيل عنها ، أن من أكلها خف ظله، وعذب منطقه، وكثر بهاؤه، وربا لحمه، وصفا شحمه، وزال سقمه .

وهناك أكلات أخرى لا تخلو منها مائد الإفطار في مصر تحمل أسماء شخصيات تاريخية أو تحيل على أحداث في تاريخ مصر، ومنها حلوى ” القطايف ” ، و ” أم علي ” ، و” الملوخية “، وهي أكلات لها تاريخ لا يخلو من طرافة.

 فحلوى ” القطايف” ، التي تعتبر بمثابة شقيقة ل” الكنافة ” في مصر، والتي يرجع المؤرخون أصل تسميتها إلى تشابه ملمسها مع ملمس قماش القطيفة ، قليلة هي الروايات بخصوصها ، حيث تكاد تكون مجهولة الهوية لا أحد يجزم بمكان ظهورها ولازمان اكتشافها.

كما أنها لا تحظى في عالم الأضواء بنفس الشهرة التي عليها حلوى ” الكنافة ” ، ولا تتمتع على الموائد الرمضانية بنفس المكانة وإن ارتبط تناولها بشهر رمضان الفضيل .

وقيل أن ” القطايف ” قدمت إبان العصر المملوكي على أطباق كفطيرة محشوة بالمكسرات ليقطفها الضيوف فلقبت ب” فطيرة القطف”، ثم تحول اسمها في العامية المصرية إلى ” قطايف ” .

ويختلف الرواة حول زمان ظهورها، ويقال إن المصريين عرفوها في عهد الفاطميين، كما يقال إنها تعود إلى العهد الأموي وأول العهد العباسي .

ومن جهتها ترتبط أكلة ” أم علي ” في ذهن المصريين بحادث في التاريخ السياسي لمصر وقع في القرن الثالث عشر الميلادي، ويتعلق بواقعة انتقام للملكة الشهيرة ” شجرة الدر ” زوجة السلطان نجم الدين أيوب (1205م / 603 هـ – 1249م / 647 هـ) من ضرتها ، حيث عمدت شجرة الدر عقب وفاة زوجها إلى الزواج بالسلطان المملوكي عزالدين أيبك الذي كان من قبل قائدا لجيوش السلطان نجم الدين أيوب ،وكان متزوجا وله ابن اسمه علي.

وعاد السلطان عز الدين أيبك ،بعد فترة افتتان بشجرة الدر ، إلى كنف زوجته الأولى وأخذ يفكر في إعلانها سيدة مصر الأولى بدلا من شجرة الدر التي قررت بدافع الغيرة الانتقام لنفسها باستئجار من قتل أيبك من أجل أن تستأثر بالحكم .

وعمدت زوجة السلطان القتيل بدورها إلى الثأر لنفسها ولزوجها بأن دخلت برفقة جواريها على شجرة الدر إلى الحمام وأوسعنها ضربا ب” القبايب ” الخشبية إلى أن لفظت أنفاسها، ثم أعدت كميات كبيرة من الحلوى صنعتها من الرقاق والحليب المحلى بالسكر ووزعتها على العامة من الناس الذين لم يكن لهم عهد بهذه الحلوى فسموها ” أم علي “.

   ويعد طبق ” الملوخية ” كذلك واحدا من الأكلات التي يقل أن تخلو منها مائدة رمضان في مصر ،حيث تفنن المصريون في طبخها وأخذت عنهم في ذلك شعوب أخرى . والملوخية جنس من النباتات الزهرية يضم من 40 إلى 100 صنف، تزرع من أجل أوراقها، وتؤكل في كثير من الدول العربية التي انتقلت إليها من مصر. وهي جزء أصيل من الموروث الشعبي المصري، ولها حكايات ضاربة في القدم.

  ومن هذه الحكايات ما يرتبط بتسمية “ملوخية” ، ومفادها أن الفراعنة كانوا يعتقدون أنها نبات سام يسمونه “خية”، ومع غزو الهكسوس لمصر، تم إجبارهم على أكلها، بالقول ” ملو – خية” ، بمعنى كلو خية، فاكتشف المصريون أنها ليس نباتا ساما قاتلا ، وأنها صالحة للأكل، فأطلقوا  عليها اسم “ملوخية”.

   وترتبط الملوخية كذلك في تاريخ مصر بقرار اتخذه الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله (985 – 1021م) الذي وصف بأنه كان غريب الأطوار، متسلطا في أحكامه وقراراته منذ توليه حكم مصر في عام 383 هجرية ، وعلى مدى 11 سنة كانت هي مدة حكمه ، حيث كان من أغرب القرارات التي اتخذها ، منعه أكل “الملوخية ” أو بيعها، بل وأمر بقتل الذين قاموا ببيعها دون أن يعرف أي أحد سبب هذا المنع .

   وتقول روايات شعبية أن ” لعنة الملوخية” طاردت الحاكم بأمر الله طوال حياته إلى أن لقي حتفه واختفى بشكل غامض لم يكشف عنه التاريخ ، حيث قال البعض إنه تم ذبحه في الصحراء من قبل أعدائه وتقطيع جثته ، بينما قال آخرون أنه ألقي به من أعلى ” جبل المقطم ” في أطراف القاهرة بسبب سطوته وسوء  سلوكه.

   وأصبحت الملوخية جزءاً من قاموس الأمثال الشعبية المصرية،حيث  يقول المصريون: “مصيرك يا ملوخية  تيجي تحت المخرطة “، للتعبير عن أنه سيأتي وقت للانتقام من شخص ما صدرت عنه إساءة.

اقرأ أيضا

كأس العرش للغولف 2024 .. انطلاق منافسات الدورة التاسعة عشرة بالرباط

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 12:38

انطلقت، صباح اليوم الثلاثاء بمسالك النادي الملكي للغولف دار السلام بالرباط، منافسات الدورة التاسعة عشرة لكأس العرش للغولف للموسم الرياضي 2024، التي تستمر إلى غاية 27 يوليوز الجاري.

المملكة المتحدة.. حضور قوي للمغرب في معرض فارنبورو للطيران

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 11:27

يبصم المغرب على حضور قوي في معرض فارنبورو الدولي للطيران، الذي يقام بجنوب غرب لندن من 22 إلى 26 يوليوز الجاري، بهدف إبراز المؤهلات التي يزخر بها المغرب من حيث فرص الاستثمار وتوفير الموارد في قطاع الطيران.‏

بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء سلبي

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 10:58

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها، اليوم الثلاثاء، على وقع الانخفاض، حيث سجل مؤشرها الرئيسي “مازي” تراجعا بنسبة 0,04 في المائة ليستقر عند 13.603,37 نقطة.