آخر الأخبار
الكاتب زايد جرو .. الحكواتي الذي نبش في كنوز التراث المحلي فأخرجها قصصا وحكايات

الكاتب زايد جرو .. الحكواتي الذي نبش في كنوز التراث المحلي فأخرجها قصصا وحكايات

الخميس, 5 فبراير, 2015 - 11:40

(بقلم : علي الحسني)

الرشيدية – بين أحضان مزكيدة احدى قصور تافيلالت التاريخية … نشأ زايد جرو الفاعل الجمعوي وكاتب القصة والإعلامي الذي نبش في كنوز التراث المحلي المادي واللامادي والمعيش اليومي فأخرجها قصصا وحكايات.مثل فرشة ألوان بدأت يومها مبكرا، فرسمت قوسا بألوان الطيف فوق كثبان الجنوب الشرقي .. تبدو كتابة ذلك المجذوب بالكتابة، المنذور للحكايات .. جمع زايد جرو النماذج الانسانية والعادات والطقوس وكل ما مر بقلبه وراوغ روحه، جمع كل ذلك في بضع كلمات حتى فاضت جوانبها من الجمال الفني والشعري، وجلس في برجه السحري ليخلق عوالم جديدة.
عوالم زايد جرو الإبداعية من الناحية الفنية تحمل بعدا فلسفيا ممزوجا بشيء من السخرية تلتقي مع الواقعية أو مع العبثية أو مع الوجودية في أحيان كثيرة يرويها حكائيا بلغة سردية بسيطة مرجعيتها التراث المحلي.
ما أكتبه عبارة عن قصص وحكايات تستمد مادتها من التراث المادي واللامادي والمعيش اليومي، الفردي الواقعي، أو الجماعي المخيلي لأجيال حاضرة أو غائبة، قد طالها النسيان بالجنوب الشرقي – كما يقول الكاتب جرو- في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، مؤكدا أن كتاباته هي نصوص فنية، “جرى التنظير لها بإمعان منذ مدة، أرّقني البحث في مستويات الخيال ودرجاته فيها، لأنه الأساس لإنشاء نص سردي نسقي رصين، فحفرت ونبشت في الوجدان، فوجدت نفسي وجها لوجه، أمام كم هائل من النصوص التراثية المكتوبة والشفهية، التي تسير في شكل متعامد، والتي ما تزال تنتظر، من يقتحم عذريتها، لكسر عنفوانها وجعلها طيعة هادئة بين يدي كل قارئ، ليطوعها بدوره، للكشف عن منظومات رمزية وحضارية معقدة ومتداخلة”.
“إيمي نيغرم ” (باب القصر) و”عجل القبيلة” و”موحا اشمور” و”الرايس علي” و”الزا باعسين” و”حدو خو” و”العربي جراد” و”صباط الباشا”، و”مدرستي شقاوتي” … كلها نصوص أبت الرحيل عن المخيال الجماعي يؤكد زايد جرو، وهي “في أمس الحاجة إلى ناقد متأمل، ناقد مشبع بالرؤى النقدية التي تسعفه على مباشرة التداخل الأدبي والأنتربولوجي والسيكولوجي والسوسيولوجي فيها، حتى لا تكون كتاباته حولها شطحات نقدية”.
الطريقة التي أكتب بها هي الطريقة التقليدية في السرد، يؤكد الباحث جرو، الذي له مجموعة من المقالات الأدبية نشرت في عدة جرائد ورقية وإلكترونية، “أتابع خيط الحدث وتناسل الوقائع والأحداث والاستطرادات مع اختيار لغة قصصية فيها من لغة الشعر الكثير، بها أضمن استمرار القارئ لدواليب ما أكتب حتى النهاية، وقد أختار لغة وصفية دقيقة كصورة فوتوغرافية ملتقطة، وهو الأمر الذي جعل هذه النصوص طيعة سهلة يمكن تحويلها إلى سيناريوهات من أجل التمثيل والتجسيد … انه اسلوب نجيب محفوظ ويوسف ادريس ويحيى حقي ومحمد شكري في الكتابة”.
الكتابة بالنسبة لجرو، كما في أولى اعماله “أوراق من تودغى” و”عروس تودغى”، “تجعلني أخرج من نفسي لألتقي بنفسي، ولألاقي نفسيات أخرى تخييلية فيها الود والصفاء، وفيها الأنا العالمة والعارفة، رغم أن كتاباتي ما تزال طرية، لكنني أحس بوقعها على نفسية المتلقي حين يقرأها، من خلال ردود فعله انشراحا أو انقباضا .. فما تمثله الكتابة لي هو بمقدار ما تمثله القراءة في مساري المعرفي، فعندما أقرأ أحس بالاختلاف ، وعندما أكتب أحس بالإمتاع ..”.
“أوراق من تودغى” أو من وحي الأدب الواحي فتح من خلالها الكاتب جرو طريق الاستمتاع بالكلمة والصورة والصدق والتمويه وهي تهدف حفظ الذاكرة الفردية لمجموعة من الشخوص التي تركت بصماتها في التاريخ الشعبي بالجنوب الشرقي، والتي طالها النسيان كما انها تروم حفظ الذاكرة الجماعية التي لها علاقة بالقصور القديمة بالجنوب الشرقي.
أما الكتاب الثاني “عروس تودغى” فهو عبارة عن نصوص قصصية من الجنوب الشرقي تتضمن فضاءات وأمكنة يتنقل فيها الكاتب من مكان لآخر دون عد الزمن، وهذه الأمكنة هي “لسان حالي وحال كل من مروا قبلي أو بعدي، بغير اتساق نمطي، وهي وعي شقي باللامساواة الاجتماعية، وسخرية من حياة لم تعرف البهجة إلا لماما”.
الكتابة عند زايد جرو تستمر في تواز مع القراءة “فزمن الكتابة عندي غير محدد، فحين يزورني شيطانها ،أبدأ في تسجيل رؤوس الأقلام، وحين أخلو لنفسي وأنعزل عن مشاغل الحياة، أجد لغتي وأفكاري طيعة وتزاحمني الأسئلة اليومية ومتطلبات الحياة في الإبداع” .
وبخصوص المشهد الثقافي بمنطقة الجنوب الشرقي فيؤكد زايد جرو، الذي تفتقت قريحته الابداعية منذ مراحل التعليم الاولى، أن بروز المطابع المحلية قد اضطلع بمهمة فك العزلة والتهميش عن المبدعين وسهلت عليهم التواصل مع القراء كما انخرطت الجمعيات في دعم المنتوج الفكري وساهم الإعلام الإلكتروني بشكل كبير في بروز مبدعين كانوا الى وقت قريب يشتغلون في الظل ، لكن مشكلة التسويق والتوزيع طرحت إشكالا كبيرا حيث المبدع يتحمل عبء الكتابة والنشر والتوزيع وغالبا ما يتكبد خسائر مادية كبيرة.
وأما على مستوى الفلكلور الشعبي فانه يعرف بعض الانتعاش والاهتمام لكنه محتاج للترويج من اجل تسويق المنتوج وإلحاقه بحركية الإبداع بالوسط والشمال، غير أن المهرجانات المحلية ورغم ما تبرزه من اهتمام بتراث المنطقة تبقى دون مستوى التطلعات، وحتى إذا تم الاهتمام ببعض الأعلام فغالبا ما تكون معروفة مسبقا دون النبش في الأعلام التي طواها النسيان والتهميش فشخصية “بعوت” و”لعلى “و”عبد الكريم “”والحمري ” “و”أحيدوس نايت خباش” و”تراث ذوي منيع “وتفاعل ساكنة الجنوب مع إمديازن كلها مواضيع ما زالت لم تحظ بنصيب وافر من المهتمين الذين يسطرون برامج تلك المهرجانات.

 

اقرأ أيضا

نوال المتوكل “فخورة” بإعادة انتخابها نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية، وتأمل أن يحصد المغرب أكبر عدد من الميداليات في الأولمبياد

الجمعة, 26 يوليو, 2024 في 10:32

أعربت البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل، اليوم الجمعة، عن “فخرها” بإعادة انتخابها نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية، متمنية أن يحصد المغرب أكبر عدد من الميداليات في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية باريس 2024.

إقليم الرحامنة.. تدشين مشاريع تنموية بمناسبة تخليد الذكرى الـ25 عيد العرش المجيد

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 23:08

جرى، اليوم الخميس، تدشين عدد من المشاريع التنموية بإقليم الرحامنة، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى الـ25 لعيد العرش المجيد.

إقليم تاوريرت.. إطلاق مشاريع للتنمية الفلاحية والقروية

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 20:44

تم اليوم الخميس، على مستوى إقليم تاوريرت، إطلاق وتقديم مشاريع للتنمية الفلاحية والقروية، وذلك بمناسبة عيد العرش المجيد.