القمة العربية الافريقية بالكويت.. موعد اقتصادي لشراكة استراتيجية بين المنطقتين

(من مبعوث الوكالة : جمال الدين بن العربي)

الكويت –  تهيمن على القمة العربية الافريقية الثالثة المنعقدة بالكويت القضايا الاقتصادية والتنموية بين العالم العربي والقارة الإفريقية لكونها تشكل نقطة تقاطع لتحقيق التعاون في عدة مجالات.
وقبيل انعقاد القمة عقد منتدى اقتصادي دعا إلى الإسراع في تعزيز مفهوم التضامن العربي الأفريقي من خلال بناء أرضية تعاون اقتصادي مشترك.
وأظهرت النقاشات حرصا مشتركا على تفعيل الشراكات الاقتصادية وعلى الخصوص في مجالات الفلاحة، وعبرت العديد من الدول العربية عن رغبتها في دعم بلدان افريقية والاستفادة من الإمكانيات المتوفرة في القارة الأفريقية التي تعد الأكبر على مستوى العالم من حيث الإنتاج الفلاحي بأراضيها الشاسعة.
وركزت النقاشات بين الخبراء والوفود على قضايا تتعلق بالتعاون في مجال الأمن الغذائي والاستثمار والطاقة المتجددة والتجارة البينية والشراكات العربية الأفريقية لا سيما تفعيل تلك التي تم إقرارها في قمة سرت سنة 2010 والتي لم تجد طريقها للتنفيذ.
وتعتبر هذه القمة البداية الحقيقية لبناء شراكة استراتيجية واقتصادية عربية وافريقية، فأكثر من 70 في المائة من إجمالي أراضي الدول العربية تقع في القارة الأفريقية وما يقارب من نصف سكان العالم العربي يقطنون في تلك الدول.
ويطمح المشاركون في هذه القمة أن تشكل موعدا استراتيجيا يلبي حاجيات المنطقتين في التكامل الاقتصادي واستثمار الإمكانيات المتاحة لإقامة اقتصاديات قوية راسخة قادرة على مواجهة التحديات التجارية الدولية وتجاوز معوقات التعاون التي تطرح مع المستجدات الاقتصادية العالمية خاصة خلال الأزمات المالية والتجارية.
كما يرغب الجميع في خلق الأجواء الملائمة للاستثمار بين المنطقتين والاهتمام بمشاريع البنيات التحتية المشتركة خاصة على مستوى قطاعي النقل والاتصالات.
وفي هذا الصدد، اعتبر رئيس اللجنة المنظمة للقمة محمد عبد الله المبارك الصباح، في تصريح للصحافة، أن  أكثر ما يمكن أن يجمع القادة ورؤساء الوفود والخبراء هو مناقشة قضايا الشراكة والاستثمار التي تعد رئيسية بالنسبة للعالم العربي وافريقيا، مشيرا إلى أنه “إذا استطعنا أن ندعمها بقرارات وإجراءات تنفيذية فإن ذلك سيحقق الرخاء.
وأكد محمد عبد الله المبارك الصباح،  وهو وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الصحة في الكويت، أن الجميع يأمل في أن تحقق هذه القمة إنجازات هامة، وتتابع ما يتم التوصل إليه من قرارات لتحقيق الازدهار لشعوب المنطقتين، متوقعا أن يخرج المؤتمر بقرارات هامة.
وكان السفير سمير حسني رئيس الدائرة الأفريقية في الجامعة العربية قد أكد في وقت سابق أن القمة ستركز على المصالح المشتركة للعرب والأفارقة، القائمة علي تبادل المنافع وتأمين المصالح المشتركة، خاصة الجوانب الاقتصادية والتنموية.
وأشار المسؤول في جامعة الدول العربية إلى أنه ستطرح ضمن جدول أعمال القمة إنشاء آلية عربية أفريقية لتمويل مشروعات البنيات الأساسية، مبرزا أنه سيصدر في ختام أعمال القمة “إعلان الكويت” الذي سيكون إعلانا اقتصاديا وتنمويا وسياسيا.
وكان المنتدى الاقتصادي العربى الأفريقي الذي عقد قبل انطلاق القمة قد أوصى بضرورة تسليط الضوء على واقع التعاون العربي الأفريقي في مجال التنمية، بناء على خبرات الجهات العربية والافريقية العاملة في هذا المجال وخصوصا في قطاعات البنية التحتية·