الفيلم الهندي”شغيل الحب”: تجربة سينمائية جادة تتمرد على نمطية بوليود

الفيلم الهندي”شغيل الحب”: تجربة سينمائية جادة تتمرد على نمطية بوليود

الثلاثاء, 9 ديسمبر, 2014 - 15:44

(بقلم : كوثر كريفي)

مراكش- يختلف الفيلم الهندي ”شغيل الحب” للمخرج أديتيافيكرام سينغوبتا، عما اشتهرت به سينما بوليود من أفلام للحركة والاستعراض، ليس فقط من حيث الموضوع والقصة، بل أيضا من حيث المعالجة التي تضع العمل في خانة سينما المؤلف.

يضع المخرج سينغوبتا في هذا العمل الفني الوضع المعيشي الصعب لحياة الناس في مدينة كالكوتا تحت المجهر، من خلال تناول قضايا مثل البطالة ووضعية العمال وحياتهم اليومية في قالب فني متميز.

”شغيل الحب” فيلم يجذب المشاهد منذ المشهد الأول، ويأخذه إلى عالمه، فقد حاول المخرج تسليط الضوء على واقع الحياة بكالكوتا بصدق انعكس على الشاشة جعل المشاهد يشعر أنه يعيش مع الأبطال، وأنه يزور هذه المدينة ويدخل بيوتها، ويتجول في شوارعها.

فمنذ البداية يستعين المخرج بتقرير تلفزيوني يتحدث عن انتشار البطالة ، هذه الظاهرة التي تؤرق الناس، ستبدو مظاهرها شاخصة في زوايا مختلفة.
وبعد هذا التمهيد يسلط المخرج الضوء على مشاكل الطبقة العاملة من خلال حياة زوجين يعمل كل واحد منهما في توقيت مختلف، فلا يجمعهما سوى لحظات الدخول والخروج من المنزل، ليحكي بإيقاع بطيء تفاصيل حياتهما اليومية، التي تطغى عليها الرتابة في غياب تام للحوار الذي يترك مساحة رحبة للصمت.

فالزوجة تعمل في مصنع لإنتاج الحقائب نهارا، والزوج يعمل في مطبعة للصحف ليلا، لا يلتقيان إلا في مشهد واحد هو نتيجة استحضار ذكرياتهما، حيث سيلجأ المخرج لتقنية الفلاش باك ، فلقاؤهم أصبح أشبه بحلم تحقق في الماضي وكأنه لم يعد واردا له أن يتحقق من جديد، بسبب ظروف عملهما.

وقد استطاع المخرج تصوير مظاهر هذه الحياة التي حولت الزوجين إلى شخصين غريبين قلـما يلتقيان في حياتهما تلك ببراعة، ليرصد من خلالهما معاناة العمال بكالكوتا، مستخدما الصمت بقوة كعنصر مكمل للصورة لنقل الحالة التي يعيشها شخوص هذا الشريط.

اعتمد المخرج في هذا الشريط أحيانا على اللقطات الطويلة بشكل جمالي واهتم بالتفاصيل خاصة الإضاءة، وكانت أغلب المشاهد عاكسة للحالة الاجتماعية للشخصيات وكانت أيضا بمثابة قراءة للواقع بصورة ذكية وغير مباشرة.

مشاهد هذا الفيلم جميلة التصوير، خاصة أن الكثير منها صامت وكأن الصمت يؤازر الصورة في الإفصاح عن مشاعر الشخصيات ومتاعب حياتهم اليومية.

أما الموسيقى في الفيلم فهي تعود لأغان هندية، مرت برقة خلال المشاهد كخلفية في الوقت الذي كانت فيه أصوات الفضاءات المختلفة بكالكوتا تجسيدا لصخب الحياة.

جانب آخر من فيلم ”شغيل الحب” الذي زاد من جماليته ، هو الارتكاز على شخصيتين فقط في كامل مدة عرضه تقريبا، وهذا تحد كبير لأي طاقم سينمائي. ومع ذلك، فقد تمكن المخرج سينغوبتا من خلق التنويعات الضرورية لكسر أي رتابة محتملة.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب عرض الفيلم، أعرب منتج الفيلم، سانجاي سانكوبتا، عن سعادته بمشاركة الفيلم في مسابقة مهرجان كبير من عيار مهرجان مراكش.

وأبدى المنتج، وهو شقيق المخرج، ابتهاجه بالتفاعل الجميل الذي عبر عنه جمهور التظاهرة مع “شغيل الحب”.

يشار إلى أن المخرج الشاب ديتيافيكرام سينغوبتا، قد ولد في مدينة كالكوتا عام 1983 ودرس الأدب في جامعتها قبل أن يتخصص في فنون تصاميم الغرافيكس. أنجز عددا من الأفلام القصيرة . وهو أيضا رسام تعرف الجمهور على أعماله في عدد من المعارض المحلية. ويعد ”شغيل الحب” هو عمله الروائي الطويل الأول.

وقد لعب دور البطولة في هذا العمل الفني الممثلان ريتويك تشاكرابورتي وباسابدوتا تشاترجي.

اقرأ أيضا

الجمعية العامة للأمم المتحدة.. اتفاق بشأن الإعفاء من التأشيرة بين المغرب وكازاخستان

الجمعة, 27 سبتمبر, 2024 في 8:15

وقع المغرب وكازاخستان، يوم الخميس في نيويورك، اتفاقية للإعفاء من التأشيرة.

رئيس الوزراء الفلسطيني يشيد بالجهود المتواصلة لجلالة الملك لصالح القضية الفلسطينية

الخميس, 26 سبتمبر, 2024 في 23:57

أعرب رئيس الوزراء، وزير الشؤون الخارجية لدولة فلسطين، محمد مصطفى، اليوم الخميس بنيويورك، عن شكره وامتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، على جهوده المتواصلة من أجل الشعب الفلسطيني.

المغرب يقود سياسة صناعية وطاقية طلائعية (المدير التنفيذي لـ “نكسانس”)

الخميس, 26 سبتمبر, 2024 في 23:38

أكد المدير التنفيذي لشركة “نكسانس”، كريستوفر غيرين، اليوم الخميس بالرباط، أن المغرب يضطلع بدور محوري في الكهربة المستدامة للقارة الإفريقية ويتموقع كقاطرة ورائد لسياسة صناعية وطاقية طلائعية.