الفن السابع يضطلع بدور أساسي وحاسم في تكريس ثقافة حقوق الإنسان (ندوة)

الفن السابع يضطلع بدور أساسي وحاسم في تكريس ثقافة حقوق الإنسان (ندوة)

الإثنين, 31 مارس, 2014 - 17:10

(من مبعوث الوكالة: جواد التويول)

تطوان – أكد مشاركون في ندوة نظمت يوم الاثنين في إطار فعاليات الدورة ال20 لمهرجان تطوان لسينما بلدان حوض المتوسط، أن الفن السابع يضطلع بدور أساسي وحاسم في تكريس ثقافة حقوق الإنسان وتوعية المواطنين بقيم الحداثة والديمقراطية.
وأشاروا، في معرض تدخلهم خلال هذه الندوة التي أدارها رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إدريس اليزمي، وتمحورت حول موضوع “السينما وحقوق الإنسان”، إلى أن السينما الجادة التي تسائل قضايا المجتمع من كافة جوانبه، تؤدي أدوارا محورية ولا محيد عنها لتوعية الجمهور المتلقي والدفع قدما بثقافة حقوق الإنسان وتكريسها، معتبرين أن الفن السابع ببلدان المتوسط، وهو ما تجسده العديد من الأعمال السينمائية في المغرب واليونان وإسبانيا وتركيا مثلا، كان له دور فعال في النهوض بقيم الديمقراطية والحداثة والمواطنة.
وفي هذا الصدد، أكد إدريس اليزمي أن السينما لها دور محوري في إبراز قضايا حقوق الإنسان والنهوض بها والتعريف بها على عدة مستويات، لدى شرائح مجتمعية واسعة، مبرزا أن الأعمال السينمائية المغربية التي لامست قضايا حقوق الإنسان، شكلت رافعة أساسية لتملك ثقافة حقوق الإنسان وتكريسها على المستوى المجتمعي.
لكن في المقابل، يرى اليزمي أن مقاربة موضوع حقوق الإنسان سواء في المغرب أو في بلدان حوض المتوسط، وإن كانت قد قطعت مراحل نوعية مهمة، لا يجب أن تظل حبيسة مستويات التشخيص والتنديد أو كشف الانتهاكات، بل يتعين أن ترقى إلى مستوى أعمق يرتكز على التحسيس وتغيير الصور النمطية والتمثلات الذهنية التي تفرز سلوكات تتبنى حقوق الإنسان فكرا وممارسة.
أما الباحث الجامعي نور الدين أفاية، فاعتبر أن السينما امتداد لواقع ونبض المجتمع بمختلف تمظهراته وتجلياته، معتبرا أن “الاقتدار” الروائي يسهم بشكل كبير في ظهور أعمال سينمائية ذات محتوى فكري ومعرفي وجمالي، تستطيع بشكل أو بآخر أن توازي دينامية المجتمع وتنهض بقيمه في كافة جوانب الحياة.
وسجل أفاية أن الأعمال السينمائية المغربية التي ساءلت من وجهة فنية، قضايا الاعتقال السياسي وانتهاكات حقوق الإنسان في الماضي، كان لها دور كبير في التعريف لدى الجمهور المتلقي، بحقبة مهمة من تاريخ المغرب المعاصر، موازاة مع التطور الذي عرفته العدالة الانتقالية في المغرب.
وفي هذا السياق، رأى أفاية أن الدينامية الحقوقية في المغرب خلال السنين الأخيرة، موازاة مع تجاوز وازع الطابوهات، أدت إلى تنوع في المحتوى السينمائي المغربي الذي يسائل ويحاكي قضايا مجتمعية كان مسكوتا عنها في الماضي، وهو ما أدى حتما إلى إفراز تراكم سينمائي معرفي وفني وجمالي يلقى تجاوبا كبيرا مع الجمهور.
ومن جهته، اعتبر الباحث الجامعي الجزائري محمد بن صالح أن الفن السابع وسيط أساسي لتوعية المواطنين والنهوض بأوضاعه وفضح السلوكات السلبية التي تؤثر على تقدمه وتطوره.
لكن في المقابل، يقول بن صالح، مسلطا الضوء على واقع الفن السابع في بلاده، “حينما لا تؤدي الأعمال السينمائية دورها كاملا في مساءلة القضايا ذات الصلة بحقوق الإنسان وتخفي الحقيقة عنوة عن المتلقي، تصبح السينما أداة للدعاية السياسية وتكريس الواقع القائم”.
وسجل أن الأعمال السينمائية الجزائرية مثلا، تحولت في السنين الأخيرة إلى أداة للترفيه التجاري بعدما هيمنت عليها الطابوهات، بسبب تزايد وتيرة الرقابة، الشيء الذي أسهم في تراجع محتواها المعرفي والفكري والفني والجمالي.
وتساءل الناقد السينمائي والباحث التونسي نصار الصردي، من جانبه، عن ماهية الدور الديداكتيكي والتربوي الذي يمكن أن تؤديه أعمال سينمائية جادة ذات حمولة فنية وفكرية متواضعة، في مواجهة انتهاكات حقوق الإنسان، والارتقاء بالوعي المجتمعي في ما يتصل بقضايا حرية التعبير والمساواة بين الجنسين.
وسجل الصردي أن النهوض بثقافة حقوق الإنسان سينمائيا في تونس، رغم تنامي حرية التعبير، لازال يواجه عراقيل موضوعية تتعلق بالرقابة القبلية على المضمون، مشددا على أن مسطرة الحصول على الدعم في تونس تؤثر سلبيا على الرفع من جودة الأعمال المنتجة، وهو ما يؤدي في النهاية إلى إنتاج أعمال سينمائية، رديئة وليست لها حمولة معرفية وفكرية ولا تساير قضايا المجتمع على نحو أفضل.
أما الجامعية الإسبانية أراسيلي رودريكيز ماليوس، فتحدثت في مداخلتها عن الصورة الدعائية التي كانت تسود السينما الاسبانية في الفترة الفرنكاوية، والتي كانت تسهم في أدلجة المتلقي وشحنه وحثه على اتخاذ مواقف مناصرة للنظام السائد آنذاك، معتبرة أن السينما، الفن التعبيري الجميل والأداة المثلى للنهوض بواقع المجتمع، “لا يجب أن تستغل في ممارسة البروباغاندا لتكريس هيمنة طرف سياسي على آخر”.
واعتبرت، من جهة ثانية، أن السينما لها دور ريادي في تكريس ثقافة حقوق الإنسان بسبب وصولها إلى الجمهور المتلقي على نطاق واسع، لكن إذا استغلت في ممارسة الدعاية فإنها تنحو عن مقصدها وتتحول إلى أداة سلبية تؤدي أدوارا مبتذلة.
ويشارك في مختلف مسابقات هذه الدورة التي تستمر إلى غاية 5 أبريل المقبل، 38 شريطا طويلا وقصيرا ووثائقيا تمثل مختلف دول حوض البحر الأبيض المتوسط .
وتحضر السينما المغربية في هذا الموعد السينمائي، ضمن مسابقة الأشرطة الطويلة، بشريطين هما “حمى” لهشام عيوش، و”سرير الأسرار” لجيلالي فرحاتي.
أما باقي الاشرطة المشاركة ضمن هذه المسابقة (الفيلم الطويل)، فتمثل إيطاليا بفيلمين وهما “عسل” لفاليرا غولينو، و”القاع” لحيدر رشيد، وتركيا من خلال “شتنبر” للمخرجة بيني بنايابولو، و”الصافيتان” للمخرج رامين مارتان ، إضافة إلى إسبانيا بفيلم “صلة الرحم” للمخرجة الإسبانية ليانا طوريس .
ويشارك في المسابقة ذاتها، المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي بفيلم “فلسطين ستيريو”، واللبناني محمد حجيج بفيلم “طالع نازل”، والتونسي نجيب بلقاضي بفيلم “اللقيط” ،والمخرجون المصريون نرمين سالم ومحمد زيدان ومحمد الحديدي ومي زايد وهند بكر وأحمد مجدي مرسي بفيلم وحيد “أوضة الفئران”.
وتضم لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل، التي يرأسها المخرج السوري محمد ملص، كلا من كاترينا داميكو مديرة المدرسة الوطنية للمركز التجريبي للسينما في روما، وباربارا لوري دو لا شاريير الناقدة السينمائية الألمانية، إلى جانب الممثل والمخرج الفرنسي باسكال طورو، والممثلة المغربية فاطمة خير.

اقرأ أيضا

السيدة بنعلي.. الوزارة ستواصل خلال سنة 2025 العمل على تسريع وتطوير مشاريع الطاقات المتجددة

الثلاثاء, 5 نوفمبر, 2024 في 15:05

أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلي بنعلي، اليوم الثلاثاء بمجلس النواب، أن الوزارة ستواصل العمل خلال سنة 2025 على تسريع وتطوير مشاريع الطاقات المتجددة.

موسم الشمندر السكري 2024-2025: كوسومار تروم مضاعفة المساحات المزروعة لتصل إلى 45000 هكتار

الثلاثاء, 5 نوفمبر, 2024 في 14:15

أطلقت مجموعة كوسومار الموسم السكري الجديد، مع برنامج يغطي 45000 هكتار، مقابل 23000 هكتار في العام السابق.

الأمريكيون يتوجهون إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس الـ47

الثلاثاء, 5 نوفمبر, 2024 في 14:00

في نهاية حملة انتخابية مكثفة، يتوجه ملايين الأمريكيين، اليوم الثلاثاء، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة.