آخر الأخبار
الفن السابع جسر مبدد للمسافات بين شعوب العالم (مخرجان سينمائيان)

الفن السابع جسر مبدد للمسافات بين شعوب العالم (مخرجان سينمائيان)

الأربعاء, 25 يناير, 2017 - 19:22

   بوينوس أيريس – اعتبر المخرجان السينمائيان، الأرجنتيني خيرونيمو توبيس، والمغربية مجيدة بن كيران، أن الفن عموما، والسينما على وجه التحديد، يعد جسرا مبددا للمسافات ولغة كونية لا تعترف بحدود الجغرافيا بين شعوب العالم.

    وأجمع المخرجان والممثلان، اللذان حلا مساء أمس الثلاثاء ضيفين على اللقاء الشهري الذي ينظمه قطب وكالة المغرب العربي للأنباء بأمريكا الجنوبية بمقره ببوينوس أيريس، على أنه “ليس هناك أدنى شك في كون الثقافة والفنون بمختلف تجلياتها تشكل خيطا ناظما في العلاقات بين المجتمعات والشعوب ولغة وجدان لا تحتاج إلى ترجمان”.

   وقال توبيس، المخرج والمنتج وكاتب سيناريو العديد من الأفلام الطويلة والقصيرة، “بكل تأكيد التعبير الفني بمقدوره أن يختزل المسافات بين الشعوب على اعتبار أن الفن لغة الوجدان التي تخاطب الأحاسيس ويفهمها الجميع مهما اختلفت ألسنتهم”.

   وأبرز الأهمية التي تكتسيها الأعمال السينمائية المشتركة، معربا عن أمله في أن يتمكن من أداء دور البطولة في فيلم “إل يامادو ديل ديسييرتو” للمخرج الأرجنتيني بابلو سيزار والذي ستنتجه شركة الإنتاج المغربية “أغورا فيلم”، في إطار الاتفاقية الموقعة بين المملكة والأرجنتين في هذا المجال سنة 2000، بعد أن حظي الفيلم بدعم المركز السينمائي المغربي والمعهد الوطني الأرجنتيني للسينما والفنون السمعية البصرية.

     وأكد توبيس أن تجربته في إنجاز العديد من الأفلام رفقة المخرج بابلو سيزار في عدد من البلدان، جعلته مقتنعا بأن “الأماكن قد تتغير ولكن المشاكل التي تواجه الإنسان هي نفسها، والحلول قد تكون ذاتها في غالب الأحيان”، مسجلا أنه “تبين أن حل النزاعات عبر المواجهة والعنف ليس مجديا، ومن هنا يأتي دور الفن والثقافة في تقريب الشعوب”.

   وأضاف أن “السينما تساهم في تبديد المخاوف بخصوص الآخر والتعرف عليه أكثر، بعيدا عن الأحكام المسبقة، وبالتالي يحصل التقارب والالتقاء حول العناصر الموحدة والقواسم المشتركة .. وهذا هو الطريق نحو التفاهم المتبادل”.

   وبخصوص آفاق التعاون التي يفتحها الإنتاج السينمائي المشترك بين المغرب والأرجنتين، اعتبر توتبيس، الذي أشرف سنة 2016 على إنتاج “إل سييلو إسكونديدو” (السماء المستترة) أن “هناك الكثير من الجوانب في الثقافة المغربية لا زالت تغيب عنا كأرجنتينيين”، مشيرا إلى أنه من خلال المشاريع المرتبطة بالصناعة السينمائية يمكن تحقيق الكثير من التقارب خاصة وأن المجتمع الأرجنتيني يعتبر بوتقة تنصهر فيها الكثير من الأعراق والجنسيات، ومن بينها الجاليات العربية التي هاجرت إلى هذا البلد الجنوب أمريكي.

   وقال، في سياق متصل، إنه تعرف على العالم العربي بطريقته الخاصة وليس من خلال ما يقدم في وسائل الاعلام أو من خلال استوديوهات هوليود، مبرزا أنه تأثر برواية “سمرقند” للكاتب أمين معلوف، حيث وجد نفسه منجذبا للفيلسوف والشاعر عمر الخيام وكبر اهتمامه بالشعر العربي المترجم إلى الاسبانية.

   ومن ناحية أخرى، اعتبر السينمائي الأرجنتيني أن “المجتمع الذي يعيش فيه ربما يعاني اليوم من ازدواجية في الشخصية، فمن ناحية هناك ارتباط كبير بالإبداع في مختلف المجالات الفنية التعبيرية، غير أنه في المقابل يثبت الواقع ان المجتمع بات متأثرا بالأزمات الاقتصادية والسياسية المتكررة التي ضربت الارجنتين والتي غيرت قواعد اللعبة وخلقت نوعا من الصدامات والمواجهات بين أفراد المجتمع والتي طالت أيضا الجوانب الثقافية”.

   من جهتها، أكدت الكاتبة والمخرجة المغربية، مجيدة بن كيران أن الفن بمختلف تمظهراته سواء أكان رسما أو موسيقى أو شعرا أو سينما يظل دائما هو الأقدر على تحقيق التواصل والتقارب بين الشعوب، مسلطة الضوء على أهمية الانتاجات المشتركة في تحقيق هذا التقارب إنسانيا ووجدانيا.

   وتابعت الكاتبة، التي أصدرت مؤخرا مؤلفا جديدا يحمل عنوان “صداق العيساويات”، أن العالم أصبح اليوم قرية صغيرة. وعلى الرغم من أن لكل واحد خصوصياته، فهناك بحث وسعي دائمان للوصول إلى ما يشغل بال الانسان وهمومه المشتركة، حيث أنه “بصرف النظر عن الاختلافات، يظل الانسان الساكن فينا يوحدنا ويتجاوز بنا الحدود الجغرافية الضيقة نحو فضاءات أرحب”.

   فالفن في نهاية المطاف، تضيف بن كيران، لغة كونية تدافع عن القيم الإنسانية المشتركة ولا تعترف بحواجز الانتماء ولا الحساسيات الضيقة، فكل ذلك يتبدد من خلال التجارب الفنية المشتركة بين البلدان، مشيرة إلى أن أعمالا من هذا القبيل تساهم بالضرورة في حفظ الذاكرة والتاريخ لاسيما في مجال الصورة والسينما.

   وعن العلاقة القائمة بين الأرجنتينيين والفن، لاحظت بن كيران أن زيارتها إلى بوينوس أيريس مكنتها من الاطلاع على البنية التحتية المخصصة للشأن الثقافي والفني في هذا البلد، مشيرة إلى أن “الثقافة في الأرجنتين كالخبز اليومي ..فأنت تتجول في الشوارع فلابد أن تستوقفك المسارح المنتشرة في كل مكان بشكل مبهر ناهيك عن المتاحف والمقاهي الأدبية كطورطوني ولابيلا وغيرها من الفضاءات التي ما أن تلجها حتى ينتابك إحساس بأنك تسافر من جديد سفرا داخل السفر”.

   كما أبرزت أن بوينوس أيريس مدينة تعشق الثقافة، ووفرت للإبداع كل شروط النجاح، فالمكتبات التي تظل مفتوحة حتى ساعات متأخرة من الليل أمر ملفت للانتباه، خاصة مكتبة “إل أطينيو” التي تعد من أجمل المكتبات في العالم، وتشكل فضاء “تتماهى فيه الأجناس التعبيرية وتأخذ فيه وظيفة المكان أبعادا أخرى،حيث يمكن لروادها الجلوس على خشبة المسرح والانغماس في قراءة أحد المؤلفات والاستمتاع بارتشاف فنجان قهوة”.

   وفي السياق ذاته، أبرزت أيضا أهمية العمل السينمائي المشترك التي سيتم إنجازه بين المغرب والأرجنتين على اعتبار أن ذلك سيمكن برأيها من تمتين الروابط الثقافية بين بلدين يتقاسمات كثيرا من القيم المشتركة والغنى الثقافي والحضاري.

   وأعربت عن أملها في ان يتم تقاسم مختلف التجارب الإبداعية بين المغرب والأرجنتين إن على المستويات المهنية كما الإنسانية.

   ويندرج هذا الموعد في إطار اللقاءات الشهرية التي أطلقها قطب الوكالة بأمريكا الجنوبية من أجل خلق فضاء لمناقشة مختلف القضايا الراهنة المحلية والإقليمية وكذا تلك المرتبطة بالعلاقات المغربية الأرجنتينية.

   ويعمل قطب الوكالة بأمريكا الجنوبية، الذي يتخذ من العاصمة بوينس آيريس مقرا له، على تنظيم لقاءات شهرية، بحضور مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية، تستضيف فاعلين وشخصيات من مشارب مختلفة، لا سيما من عوالم السياسة والثقافة والاقتصاد والإعلام والرياضة، لتسليط الضوء على قضايا راهنة وأخرى تهم العلاقات المغربية الأمريكية اللاتينية.

 

اقرأ أيضا

الاحصاء العام للسكان والسكنى.. انطلاق المرحلة الثانية من التكوين الحضوري للمشرفين الجماعيين والمراقبين المكونين بجهة الرباط -سلا – القنيطرة

الإثنين, 29 يوليو, 2024 في 14:58

انطلقت، اليوم الإثنين بالرباط، المرحلة الثانية من التكوين الحضوري الخاصة بتكوين المشرفين الجماعيين والمراقبين المكونين المشاركين في عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 بجهة الرباط – سلا – القنيطرة.

أولمبياد باريس 2024.. راكب الأمواج المغربي رمزي بوخيام يتأهل إلى الدور الثالث

الإثنين, 29 يوليو, 2024 في 10:49

تأهل راكب الأمواج المغربي، رمزي بوخيام ، ليلة الأحد – الاثنين، بتيهوبو في تاهيتي، إلى الدور الثالث لمسابقة ركوب الأمواج، ضمن دورة الألعاب الأولمبية (باريس 2024).

بورصة الدار البيضاء : أداء إيجابي في تداولات الافتتاح

الإثنين, 29 يوليو, 2024 في 10:23

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها اليوم الإثنين بأداء إيجابي، حيث سجل مؤشرها الرئيسي “مازي” نموا بنسبة 0,38 في المائة ليستقر عند 13.824,97 نقطة.

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية