الفنانة جولييت بينوش أيقونة السينما الفرنسية: “التمثيل ليس وظيفة بل حياة”
سعيد الرفاعي
مراكش- بصمت النجمة الفرنسية جولييت بينوش، التي كرمتها الدورة 13 لمهرجان مراكش، تاريخ السينما العالمية، ومنحتها بعضا من أجمل إبداعاتها، وذلك على مدى ثلاثين سنة (1983-2013) من العطاء الثر والتألق الفني الجميل.
وتسابق كبار المخرجين العالميين، من أمثال فيليب كوفمان وهسياو هسيان وجان لوك غودار وعباس كياروستامي وبرونو ديمون، لمنح أدوار البطولة المطلقة وغيرها لهذه الممثلة الفرنسية الرقيقة التي تجسدها بحب وعمق وبطريقتها الخاصة.
وتقديرا لمسارها الإبداعي المتميز واعترافا من السينما وصناعها بما أسدته جولييت بينوش من أياد بيضاء، تربعت على عرش السينما بمنحها جوائز عالمية مرموقة من قبيل جائزة الدب الفضي بمهرجان برلين، وأوسكار أحسن دور ثانوي عن أدائها دور الممرضة “آن” في فيلم (المريض الإنجليزي) لأنطوني مينكيلا، وأحسن دور نسائي في مهرجان كان (فرنسا)، عن فيلم (نسخة طبق الأصل) للإيراني عباس كياروستامي.
كما حازت بينوش جائزة التمثيل في مهرجان البندقية (إيطاليا) جائزة سيزار أحسن ممثلة. وقبل هذا وذاك، لم يخب توقعات النقاد في اعتبارها أمل السينما الفرنسية ، في مستهل مسارها السينمائي الحافل، حين منحها جائزة رومي شنايدر عام 1986.
وعلى غرار الخزانة السينمائية الفرنسية التي خصت جولييت بينوش بالتكريم عام 2008، ووصفها مدير الخزانة سيرج توبيان ب “جولييت البهيجة”، يأتي تكريم الدورة الثالثة عشرة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش (29 نونبر-7 دجنبر) ليحتفي بالتجربة السينمائية الثرية لبينوش التي كشفت باعتزاز أن أباها ازداد ودرس بالمغرب، وأن تربة هذا البلد الجميل تحتضن رفات جدها.
هي موهبة فنية عملاقة، إذن، غذاها اجتهاد وكد ومواظبة، ولكن كانت من ورائها أيضا مورثات ومحفزات من أمها الممثلة ومدرسة الآداب، ومن أبيها النحات، ومن جدها الذي مارس فن التمثيل هواية له إبان إقامته في تزنيت وأكادير.
ولأنه “ليس هناك من فن آخر غير السينما يمكنه أن يخترق وعينا في واضحة النهار ليلج أعماق أرواحنا ويخترق أحاسيسنا مباشرة”، كما قال المخرج السويدي العبقري إنغمار برغمان، توجهت جولييت بينوش في صباها إلى باريس لتدرس الموسيقى، وتتقمص شخصيات الروسي تشيخوف والإيطالي بيرانديللو على خشبة المسرح، قبل أن يختارها الفن السابع لتصبح أيقونة السينما الفرنسية والعالمية.
وغير بعيد عن الترتيب الكرونولوجي، تتوزع فيلموغرافيا جولييت بينوش بين أفلام ذات طابع سياسي وأفلام تاريخية ، تعدها الأقرب إلى قلبيها، وأخرى تندرج في باب سينما المؤلف من جهة، وبين المرحلة الفرنسية والمرحلة التي حلقت فيها عاليا في أجواء عالمية من جهة ثانية.
فالتزامها الإنساني العميق والدقة المعهودة فيها في اختيار الشخصيات التي تجسدها دفعا بها إلى اختيار أفلام تعالج مواضيع ذات طابع سياسي من قبيل الصراع العربي الاسرائيلي على أرض فلسطين في فيلم (الانفصال)، ومحنة اللاجئين في فيلم (كسر الحواجز)، والميز العنصري في فيلم (في بلدي).
وأبدعت جولييت بينوش أيضا في أدائها أدوارا تاريخية مثل (أطفال القرن) 1991، و(أرملة سان بيار) 2000، و(الشوكولا) 2001، وكذا في الفيلم الكوميدي (فارق التوقيت) 2002، دون أن يخونها تألقها في أداء أدوار في سينما المؤلف التي عرفها عليها أستاذها ليوس كراكس، لما أدت الدور الرئيس في فيلميه (دم فاسد) و(عشاق الجسر) 1991.
فقد عادت الفنانة إلى سينما المؤلف، بعد نضجها الفني، خاصة في (أليس ومارتن) لأندري تيشيني، و(رمز غير معروف) 2000، و(مخفي) 2005 لمايكل هانيكي، و(ماري) لأبيل فيرارا 2005، و(كامي كلوديل، 1915) لبرينو دومون ….وغيرها.
وشكل فيلم (ليبرتي بيل) لباسكال كاني عام 1983 شهادة ميلاد الممثلة جولييت بينوش، قبل أن تؤدي عام 1984 أدوارا ثانوية في أفلام فرنسية أخرى مع أندري تيشيني (الموعد) وآنيك أنوي (الفتيات) وروني فيكتور (الحياة الأفضل) وجان لوك غودار (أحييك يا مريم) وبوب ديكو (وداعا فريد).
ثم دخلت بينوش السينما العالمية فشدت الأنظار إليها، خاصة بعد أدائها دورا رئيسا إلى جانب الممثل دانيال داي لويس في فيلم (خفة الكائن التي لا تحتمل) التي اقتبسها فيليب كوفمان عن رواية ذائعة الصيت للروائي ميلان كانديرا، لتتوالى نجاحات الفنانة الفرنسية على مستوى العالم.
ولأنه “ليس هناك من فن آخر غير السينما يمكنه أن يخترق وعينا في واضحة النهار ليلج أعماق أرواحنا ويخترق أحاسيسنا مباشرة”، تبقى جولييت بينوش، أيقونة السينما الفرنسية والعالمية بامتياز، تجسد أدوارها بحب واستغراق وتفان، ولا ترى في التمثيل وظيفة على غرار باقي الوظائف، بل حياة تعيشها لحظة بلحظة.
اقرأ أيضا
وزير الصحة والحماية الاجتماعية يستعرض بمجلس النواب الخطوط العريضة لبرنامج عمل القطاع لسنة 2025
استعرض وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، اليوم الثلاثاء بمجلس النواب، الخطوط العريضة لبرنامج عمل القطاع لسنة 2025.
قضية الصحراء المغربية تحقق مكاسب نوعية بفضل الدبلوماسية الاستباقية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك (ندوة)
أكد المتدخلون خلال ندوة نظمت، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن مسلسل الدفاع عن قضية الصحراء المغربية بات يحقق خلال مكاسب نوعية بفضل الدبلوماسية الاستباقية والجبهة الداخلية الموحدة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
الكويت تحتضن المؤتمر الرفيع المستوى الرابع حول تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود بمشاركة المغرب
احتضنت دولة الكويت يومي 4 و 5 نونبر الجاري المؤتمر الرفيع المستوى الرابع حول ” تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود – مرحلة الكويت من عملية دوشانبيه”، بمشاركة وفود عدة بلدان من بينها المغرب.
أخبار آخر الساعة
-
وزير الصحة والحماية الاجتماعية يستعرض بمجلس النواب الخطوط العريضة لبرنامج عمل القطاع لسنة 2025
-
قضية الصحراء المغربية تحقق مكاسب نوعية بفضل الدبلوماسية الاستباقية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك (ندوة)
-
الكويت تحتضن المؤتمر الرفيع المستوى الرابع حول تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود بمشاركة المغرب
-
الولايات المتحدة.. معطيات لفهم النظام الانتخابي
-
التحول الرقمي.. المغرب قطع أشواطا كبيرة في ظل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك (السيدة الفلاح السغروشني)
-
المغرب، محرك للنمو في إفريقيا بفضل التكامل الإقليمي (الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية)
-
المغرب يعمل بشكل حثيث على تحقيق أهداف منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (السيد حجيرة)
-
السيدة بنعلي.. الوزارة ستواصل خلال سنة 2025 العمل على تسريع وتطوير مشاريع الطاقات المتجددة