آخر الأخبار
الفاعلة الجمعوية زهور تومي .. عندما تنبعث من رحم المعاناة حياة جديدة أمام ذوي الاحتياجات الخاصة (بورتريه)

الفاعلة الجمعوية زهور تومي .. عندما تنبعث من رحم المعاناة حياة جديدة أمام ذوي الاحتياجات الخاصة (بورتريه)

الجمعة, 4 مارس, 2016 - 12:51

بقلم : علي الحسني

الرشيدية – من رحم المعاناة ومخاض الولادة انبعثت حياة جديدة من قلب زهور تومي، الأم التي ذاقت مرارة إعاقة فلذة كبدها محمد الذي شاء القدر أن يكون واحدا ممن أصيبوا بالشلل الدماغي.

حكاية فاعلة جمعوية كرست زهرة شبابها رغم ارتباطاتها المهنية في قطاع التربية والتكوين للسهر على تربية ابنها المصاب الذي بدت عليه علامات التأخر في النمو والتطور وهي أعراض ناتجة عن إصابة وتدمير لأنسجة الدماغ وهو لا يزال في مرحلة التطور والتكوين مما ينتج عنه مشكلة في الاشارات العصبية بين الدماغ والعضلات.

بداية اهتمامها بالعمل الجمعوي كانت سنة 1998 بانخراطها في جمعية اتحاد العمل النسائي- فرع الرشيدية ثم كعضوة داخل المكتب سنة 2001 ،ثم كمرشدة اجتماعية بالجمعية من 2006 الى 2012 ، تقول زهور التي ولجت عالم الاعاقة سنة 2005 بعد أن اكتشفت أن ابنها محمد يعاني من تأخر في النمو بسبب المعاناة التي عاشتها أثناء المخاض تسببت في انقطاع الاكسجين عن وليدها مما أصابه بمرض الشلل الدماغي.

من هنا بدأت المعاناة ، تكشف زهور، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، حيث “لم أجد في ذلك الحين من يقف بجانبي كأم لا تعرف كيف تتعامل مع ابنها و لا مع المجتمع الذي أصبح ينظر اليها نظرة الشفقة و التأسف”. طرقت أبواب المستشفيات بالرشيدية ومكناس والرباط والدار البيضاء بحثا عن بلسم لعله يداوي الجراح.

“كل أطفال الشلل الدماغي أبنائي” تكشف زهور بنبرة لا تخلو من آهات، فبعدما “كنت أفكر في ابني محمد وكيفية التعامل معه وهو الحامل لإعاقة الشلل الدماغي أصبح كل طفل يحمل اعاقة ابني وانتقل اهتمامي لكل أنواع الاعاقة من الشلل الدماغي الثقيل والخفيف الى التوحد الثلاثي الصبغي 21 أبحث لهم في كل سبل الادماج الاجتماعي والمدرسي والمهني”.

عملها الجمعوي الذي لم تختره عن طواعية أثر على مسيرة زهور المهنية حيث كما تقول اختارت العمل بالإدارة بدل القسم حتى “أجد وقتا كافيا لاهتماماتي الجمعوية وهنا وجدت تفهم و مساعدة الاطر التربوية وخاصة مدير المدرسة التي اعمل بها ” وهو ما أثر على محاولتها للتوفيق بين العمل والاسرة . “أجد نفسي أعمل على حساب راحة ابنائي وزوجي الذين احبهم واحييهم و اطلب منهم ان يسامحوني فلا استطيع العودة الى الوراء فما دمت حية لن اتخلى عن الدفاع عن حقوق الاشخاص في وضعية اعاقة”.

فكرة العمل على تغيير نظرة المجتمع لذوي الاعاقة ، تؤكد الفاعلة الجمعوية التي شاركت في عدة لقاءات تواصلية للتعريف بدور الولوجيات في ادماج الاشخاص في وضعية اعاقة و حول التوحد وفي المنتدى العالمي لحقوق الانسان بمراكش والمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء ، جاءت بعد البحث عن جمعيات مهتمة بالموضوع من اجل المساعدة المعنوية واكتساب طرق و كيفيات التعامل مع ابني محمد ، حيث “لم اكن اجد الا النظرة الدونية للأسر ذوي الاطفال في وضعية اعاقة”.

الإصرار على التحدي وكسب الرهان انبثق عنه تأسيس “جمعية شمس لأسر وأصدقاء الاطفال في وضعية اعاقة ” تقول الفاعلة الجمعوية، حيث بدأت أبحث في مجال الاعاقة و أدرس واستفدت من مجموعة من الدورات التكوينية في مجال الاعاقة في مجالات مبادئ اتفاقية حقوق الاشخاص في وضعية اعاقة و كيفية التعامل مع الاطفال في وضعية اعاقة و التواصل ودينامية الجماعة و التخطيط الاستراتيجي و الترافع و بناء المشاريع ومعايير الولوجيات.
سطرت الجمعية منذ ولادتها سنة 2007 والتي تنشط في لجنة تكافؤ الفرص التابعة للمجلس الجماعي واللجنة الاقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية و ومشروع “الشبكة 31 الحق في الصحة لصالح الفئة الهشة”، رغم الاكراهات والتحديات من بين أهدافها، تقول أم محمد، نشر ثقافة حقوق الاشخاص في وضعية اعاقة وتقديم الدعم المعنوي للأسر و خاصة الامهات وتشجيع تمدرس الاطفال في وضعية اعاقة والترافع من أجل تفعيل بنود الاتفاقية الدولية للأشخاص في وضعية اعاقة.

غوصها في مجال الاعاقة ونضالها وايمانها بأهمية نشر ثقافة حقوق الاشخاص في وضعية اعاقة وادراج موضوع الاعاقة في المخططات الاستراتيجية دفع الفاعلة الجمعوية الى الاسهام في تاسيس جمعيات مماثلة من قبيل ” شبكة حقوق الاشخاص في وضعية اعاقة بالجنوب الشرقي” و”نسيج الجمعيات العاملة في مجال الاعاقة بإقليم الرشيدية” و” الاتحاد المغربي لمنظمة حقوق الاشخاص في وضعية اعاقة بالمغرب ” و” فدرالية الجمعيات العاملة في مجال الاعاقة بجهة درعة- تافيلالت”.

وعلى الرغم من تعدد مهام ورهانات واتساع صلاحيات الفاعل الجمعوي بالمغرب، وعلى الرغم من كل المكتسبات القانونية والدستورية، إلا انه لا تزال هناك إكراهات ونقط ضعف تحد من طموحاته في جميع الميادين و خاصة مجال الاعاقة ، وتؤثر سلبا على مردوديته وأدواره المجتمعية بسبب صعوبات وعراقيل ذات طبيعة ثقافية واجتماعية وقانونية وإدارية.

ولا يخلو العمل الجمعوي في مجال الاعاقة من تحديات تصر على التأكيد زهور فمن “بين الصعوبات الكبيرة التي تواجهنا هي ادماج الاطفال في المؤسسات التعلميمية. لذا سهرت الجمعية على اكتشاف قدرات ومهارات هؤلاء الاطفال وتأهيلهم للاندماج في الحياة المدرسية و الاجتماعية و المهنية ” حيث تم ادماج 13 طفلا في المدرسة بين سنتي 2014 و2016 “.

ولتعزيز حضور الطفل المعاق بالوسط المدرسي تعمل الجمعية توفير اقسام مدمجة بالاقليم بكل المؤسسات التعليمية في افق سنة 2020 وفتح مراكز للانصات لأمهات الاطفال في وضعية اعاقة بالمستشفيات وتوفير الولوجيات بجميع المؤسسات التربوية.

ولئن كانت “جمعية شمس” تكافح من أجل نشر ثقافة حقوق الاشخاص في وضعية اعاقة في المجتمع و توعية و تحسيس آباء و أمهات الاطفال في وضعية اعاقة بحقوق اطفالهم فإنها تعمل أيضا من خلال “قسم الانصات” التابع لها على التضامن الامهات في ملفات طلاق أو التعنيف بسبب إعاقة الاطفال.

اقرأ أيضا

انعقاد الدورة العادية الـ 159 للجمعية العامة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي

الإثنين, 1 يوليو, 2024 في 16:05

عقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، الدورة العادية التاسعة والخمسين بعد المائة لجمعيته العامة برئاسة أحمد رضى شامي، رئيس المجلس.

قدرة مشاريع الطاقات المتجددة التي توجد في طور الاستغلال تبلغ 4600 ميغاواط (وزيرة)

الإثنين, 1 يوليو, 2024 في 16:01

أفادت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، اليوم الاثنين بمجلس النواب، أن قدرة المشاريع المنجزة للطاقات النظيفة، والتي توجد في طور الاستغلال، تصل حاليا إلى حوالي 4600 ميغاواط.

المغرب يفرض نفسه كوجهة رائدة لشركة “ستيلانتيس” لصناعة السيارات (مجلة إسبانية)

الإثنين, 1 يوليو, 2024 في 12:31

أفادت مجلة “إيبريدوس إي إلكتريكوس” الإسبانية المتخصصة في صناعة السيارات، اليوم الاثنين، بأن المغرب يفرض نفسه كوجهة رائدة لشركة “ستيلانتيس” لصناعة السيارات.