العناية الملكية الموصولة بالشباب كفيلة بجعل هذه الفئة المجتمعية رافعة حقيقية للتنمية

العناية الملكية الموصولة بالشباب كفيلة بجعل هذه الفئة المجتمعية رافعة حقيقية للتنمية

الثلاثاء, 19 أغسطس, 2014 - 11:43

الرباط – تدل الجهود الدؤوبة التي ما فتئ جلالة الملك، حفظه الله، يبذلها من أجل الارتقاء بأوضاع الشباب وتحسين مستوى عيشهم، على العناية المولوية السامية بهذه الفئة الاجتماعية المحورية، وحرص جلالته الراسخ على المضي قدما في تنفيذ مختلف المشاريع الرامية إلى تطوير قدراتهم وانتشالهم من مختلف مظاهر التهميش والإقصاء الاجتماعي، إن في الوسطين الحضري أو القروي، بما يحفزهم على المساهمة الفاعلة والمتفاعلة في الدينامية التنموية التي تعيشها المملكة.وتشكل الذكرى ال 51 لميلاد جلالة الملك، مناسبة لاستحضار مظاهر العناية الملكية الموصولة بفئة الشباب، والتي تتجلى من خلال مختلف المشاريع والبنيات الخاصة بتقوية وتطوير قدرات هذه الفئة، لاسيما تلك التي رأت النور خلال السنة الجارية بعدد من المدن والمراكز على امتداد التراب الوطني، والرامية إلى إفساح المجال أمام هذه الشريحة الاجتماعية الفتية لتطوير مهاراتها وصقل مواهبها في شتى المجالات، بما من شأنه تهيئ الأرضية المواتية لاندماجها الفاعل في النسيج السوسيو- اقتصادي.
وتشكل هذه الجهود الميمونة خير تجسيد لمضامين الخطاب السامي الذي وجهه جلالة الملك للأمة بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب في غشت 2012، والذي أكد فيه جلالته أن “شبابنا يتطلع إلى إيجاد الظروف المثلى التي تساعده على تحقيق الذات وتحمل المسؤولية، ويحدوه الطموح المشروع إلى تحقيق اندماج أفضل على الصعيدين الاجتماعي والمهني، ولاسيما عبر خلق آفاق أوسع لفرص الشغل”.
وفي الواقع، تشهد الوتيرة المتسارعة التي يعرفها مسلسل إحداث البنيات الخاصة بتكوين وتأهيل وتأطير الشباب، مهنيا واجتماعيا وثقافيا، على الوعي العميق بالمكانة الجوهرية التي كانت ولا زالت تحتلها هذه الفئة ضمن النسيج المجتمعي ودورها الهام في الدفع بعجلة التنمية وتحفيز نمو الاقتصاد الوطني وتنشيط الحياة السوسيو- ثقافية، بما يؤكد مراهنة المملكة على شبابها، ذكورا وإناثا، في حمل مشعل مغرب الغد.
والأكيد أن الحرص المولوي السامي على تأهيل الشباب المغربي والارتقاء بقدراته وتطوير ملكاته، قد اتضح جليا من خلال مختلف المشاريع التي دشنها جلالة الملك خلال السنة الجارية، من قبيل كل من مركز التكوين والتنشيط الثقافي والفني بالصخيرات، وتقوية قدرات الشباب بأفورار، وتقوية قدرات الشباب بأزيلال، والمركز الاجتماعي الثقافي لتكوين وإدماج الشباب بجماعة الهراويين (إقليم مديونة)، وفضاء ملتقى الأجيال بالمدينة القديمة للدار البيضاء، أو تلك التي أعطى جلالته انطلاقة أشغال إنجازها، على غرار المركب الثقافي بحي “سعيد حجي” بمدينة سلا، ومركز تكوين وتنشيط النسيج الجمعوي بالعاصمة الاقتصادية للمملكة.
وتتجلى الأهمية البالغة لهذه البنيات المتمثلة، على الخصوص، في المراكز السوسيو-تربوية والسوسيو-ثقافية والسوسيو-مهنية والمراكز السوسيو-رياضية للقرب المندمج، إلى جانب دور الشباب والفضاءات الجمعوية، في كونها فضاءات مواتية لاكتشاف الذات وتطوير المهارات وتعزيز الخبرات، في أفق تكوين شباب مؤهل لولوج سوق الشغل والمساهمة بفعالية في التنمية المحلية، إلى جانب تنشيط الحياة السوسيو-ثقافية ومساعدة الشباب على تفتق ملكاتهم في شتى مجالات الممارسة الرياضية والإبداع الفني.
كما تبرز أهمية هذه البنيات الخاصة بتأهيل وتقوية قدرات الشباب من خلال مساهمتها الملموسة في الحيلولة دون وقوع الشباب والمراهقين في براثن الإدمان والانحراف بمختلف مظاهره، وتمكينها من تخفيف آثار التهميش والإقصاء التي عادة ما تطال هذه الفئة أكثر من غيرها، لاسيما بالأحياء الهامشية والمجالات شبه الحضرية، بما يتيح إفراز جيل صالح ومنتج جدير بالمسؤولية وقادر على الاندماج الإيجابي في محيطه الاجتماعي.
وفي الواقع، يستطيع الشباب من خلال هذه البنيات ممارسة باقة متنوعة من الأنشطة ذات الطابع الثقافي والتربوي، إلى جانب الحصول على تكوينات مهنية متنوعة تمكنهم من الحصول على شواهد تؤهلهم لولوج سوق الشغل أو إحداث مقاولات خاصة، صغرى ومتوسطة تحظى بدعم عدد من المتدخلين، وفي مقدمتهم مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وذلك من خلال إعانتهم على تخطي مراحل إرساء الوحدات الإنتاجية وتوفير أدوات التدبير والتسويق، إلى جانب منح الدعم التقني والمالي بمساعدة المهنيين.
كما أن هذه الفضاءات التي ما فتئت تتعزز بفضل الرعاية الملكية الموصولة لهذه الفئة، تمكن من إفساح المجال أمام الشباب لممارسة باقة متنوعة من الأنشطة ذات الطابع الفني، لاسيما في مجالات الموسيقى والمسرح والكتابة والفنون التشكيلية، فضلا عن الحصول على تكوينات وحصص للدعم في الإعلاميات والمكتبيات والرسم الموجه بالحاسوب والأنفوغرافيا التطبيقية واللغات الحية، فضلا عن الدعم المقدم للفاعلين الجمعويين الشباب والتأطير والمصاحبة في مجال إحداث وتدبير المشاريع الصغرى.
من جهة أخرى، تمكن هذه البنيات التي شهدت وتيرة إنجاز غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، من تكوين شبان وشابات ذوي كفاءة وخبرة تؤهلهم للمساهمة الفعلية في مختلف الأوراش المهيكلة الكبرى التي انخرطت فيها المملكة خلال السنوات الأخيرة، من قبيل مخطط “المغرب الأخضر”، ومخطط “الإقلاع الصناعي”، وأوراش السكن الاجتماعي وتأهيل البنيات التحتية، التي تحتاج إلى طاقات فتية تتيح إنجازها على الوجه الأمثل.
ولعل ما يميز برامج تكوين وتقوية قدرات الشباب المعتمدة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي توجد تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إيلاء أهمية خاصة للشباب ذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما من خلال رصد برنامج خاص لفائدتهم يهم الإنجاز التدريجي لعشرة مراكز يتولى مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل تدبيرها عبر جميع أنحاء المملكة، والتي ستوفر تكوينات تستجيب لمختلف أشكال الإعاقة مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية ولوج سوق الشغل.
والأكيد أن الحرص على إنشاء هذه البنيات المخصصة لفئة الشباب وتزويدها بجميع الإمكانيات المادية والبشرية الكفيلة بجعلها تضطلع بأدوارها على الوجه الأمثل، يعكس مراهنة المملكة على شبابها في بناء مغرب الغد ورفع مشعل التنمية الشاملة والمستدامة.

اقرأ أيضا

السياحة المغربية.. إطار تحفيزي وإشارات قوية للمستثمرين (وزارة)

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 15:58

أفادت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بأن المغرب وضع عدة تدابير تحفيزية جذابة للرفع من جاذبية الاستثمار في الإيواء والترفيه السياحيين، مما يوفر فرصا استثمارية لا مثيل لها.

مجلس النواب يختتم الدورة الثانية من السنة التشريعية 2023-2024

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 14:45

اختتم مجلس النواب، اليوم الخميس، الدورة الثانية من السنة التشريعية 2023-2024 للولاية التشريعية الحادية عشرة (2021-2026).

التغيرات المناخية.. المغرب قادر على تقديم أجوبة مبتكرة (السيدة بنعلي)

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 14:40

أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، اليوم الخميس بالرباط، أن المغرب قادر على تقديم أجوبة مبتكرة في إطار الجهود العالمية لمواجهة التحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية.