العديد من البلدان الإفريقية والعربية ترغب في الاستفادة من التجربة المغربية في مجال تدبير الحقل الديني (السيد العبادي)

لندن – أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، السيد أحمد العبادي، أن العديد من البلدان الإفريقية والعربية ترغب في الاستفادة من التجربة المغربية في مجال تدبير الحقل الديني.

وفي هذا الصدد، قدم السيد العبادي خلال لقاء-مناقشة نظم يوم  الجمعة بمقر كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية (لندن سكول أف إيكنومكس آند بوليتكك ساينس”، لمحة عامة عن الإصلاحات التي طالت المجال الديني وفقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين.

وقال المحاضر إن تجديد الحقل الديني، الذي يرتكز على مقاربة مندمجة تشمل جميع الجوانب، بما فيها المؤسساتي والتكويني والتربية الإسلامية الأصيلة، أتاح تأهيل المؤسسات الدينية وتحديث تكوين الأئمة وترسيخ الثوابت العقائدية للمغرب.

وأضاف الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن إعادة هيكلة الحقل الديني تمت وفق نهج يقوي ويعزز المرجعية الدينية في المغرب التي تقوم على أساس المذهب المالكي، الذي يحث على إسلام الوسطية والاعتدال.

وأشار إلى أن نجاح التجربة المغربية، التي تستجيب لتطلعات المجتمع وتأخذ بعين الاعتبار التحديات الجديدة التي تطرحها التغيرات السياسية في العالم، دفع بالعديد من البلدان الصديقة في اتجاه استلهام النموذج المغربي، مذكرا في هذا الصدد بتكفل المملكة بتكوين 500 إمام مالي لمواجهة الأفكار المتطرفة والظلامية.

وأبرزت السيدة لمياء الراضي، رئيسة مؤسسة “ذكرى من أجل المستقبل”، من جانبها، الانخراط المتنامي والبناء للمجتمع المدني في تنفيذ “مشروع مجتمعي متعدد” طبقا لما تم التنصيص عليه في الدستور الجديد.

وقالت السيدة الراضي، بهذا الخصوص ، إن المغرب “يتميز بتعبئة مجتمعه المدني ودينامية مؤسساته التي تقدم بدائل وإصلاحات شاملة، بدأ تنفيذها يعطي نتائج إيجابية، ما جعلها تحظى باستحسان المجتمع الدولي”.

واستعرض المستشار المالي، عبد الله العلوي، بدوره، النمو المضطرد الذي يعرف الاقتصاد المغربي وفرص الأعمال التي تتيحها المملكة، خاصة في مجالات الطاقة والصناعة والاتصالات السلكية واللاسلكية والفلاحة والصيد والسياحة.

وتطرق السيد العلوي إلى الآليات التنافسية التي تتوفر عليها المملكة، التي تتمتع باستقرار سياسي وموقع جيوستراتيجي متميز، وتتيح للمستثمرين أرضية صناعية متكاملة التميز وموجهة نحو التصدير.

يشار إلى أن هذا اللقاء، الذي قام بتنشيطه الأستاذ الجامعي ألبير ساسون، نظم بمبادرة من مؤسسة “ذكرى من أجل المستقبل” وبشراكة مع المركز اللندني الحسنية للنساء المغربيات.