الصويرة: الإحصاء العام للسكان والسكنى 2014.. عمل تواصلي هائل على محك الخصوصيات السوسيو- ثقافية

بقلم: علي رفوح

الصويرة – “السلام عليكم، كما تعلمون، نحن الباحثون المكلفون بالإحصاء، جئنا لنسألكم حول عدد من المواضيع مثل …”، بهذه الكلمات ، تقريبا ، انطلق الإحصاء العام للسكان والسكان 2014 بجماعة سيدي حامد أو حامد الناطقة بالأمازيغية بإقليم الصويرة (حاحا) ، وهي العملية الوطنية التي يتطلب نجاحها تواصلا فعالا يتماشى والخصوصيات السوسيو- ثقافية للأسر التي تشملها عملية الإحصاء.
وفضلا عن الوسائل التقنية واللوجيستية التي تمت تعبئتها لضمان نجاح عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى ، الهامة والمعقدة في الوقت نفسه ، يتعين على الباحثين المكلفين بالإحصاء ، الذي سيكونون على اتصال مباشر بالسكان ، أن يكسبوا ثقة هؤلاء حتى يحصلوا على أجوبة دقيقة ويسهلوا بالتالي عمليات التجميع والإرسال والتخزين والتحليل التي ستليها.
وفي هذا السياق، أوضح خالد لعويدي، المشرف على عملية الإحصاء بمركز سيدي حامد أوحامد ، التي تغطي جماعات أكرد وسيدي كاوكي وسيدي حامد أوحامد وسيدي السايح وسيدي الجزولي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه ” تم خلال عمليات التكوين التي أجريت إطلاع الباحثين المكلفين بعملية الإحصاء على كيفية التواصل مع الأشخاص المستجوبين”، مضيفا أن خصوصية كل منطقة وكل عائلة ستؤخذ بعين الاعتبار وبشكل جدي .

وأوضح السيد لعويدي أنه “يتعين على كل باحث مكلف بالإحصاء حمل الشارة التي تبين هويته ووظيفته وتقديم نفسه بشكل لبق واحترام عادات وتقاليد المنطقة التي يشتغل بها وأن يعمل على تحسيس الأسر التي يزورها بأهمية هذه العملية الوطنية”.
وأضاف أنه “بالنظر إلى الخصوصية السوسيو- ثقافية لمنطقة حاحا التي تقع جنوب إقليم الصويرة فإن غالبية الأشخاص الذين تمت تعبئتهم للقيام بعملية الإحصاء بهذه المنطقة هم من سكانها “، مضيفا أن من شأن هذا الاختيار تسهيل عمل الباحثين لكونهم يتقنون اللهجة المحلية وعلى دراية تامة بعادات وخصوصيات المنطقة.
وقد تمت تعبئة حوالي 863 شخصا على مستوى إقليم الصويرة، للسهر على حسن سير عملية الإحصاء، وذلك بمكوني الإقليم الثقافيين الكبيرين حاحا الأمازيغية والشياظمة العربية، كما تمت تعبئة وسائل لوجيستية هامة لهذا الغرض ، تتمثل بالخصوص في تعبئة 224 سيارة لتأمين تنقل المراقبين والباحثين المكلفين بعملية الإحصاء.
وتم على مستوى الإقليم إحداث 573 منطقة للإحصاء، 395 منها بالعالم القروي. وتتوزع هذه المناطق على 211 منطقة للمراقبة و 16 منطقة للإشراف.
وتوجد كل هذه الأجهزة تحت رقابة خلية إقليمية تسهر على التنسيق من أجل ضمان سلاسة العملية وتجنب أي عرقلة لحسن سيرها، وإرسال معلومات حول تقدم عملية الإحصاء بشكل يومي . وأشار السيد لعويدي إلى أن “منطقة الإشراف سيدي حامد أوحامد تتوزع على العديد من مناطق المراقبة يوجد على رأس كل واحدة منها مراقب يتولى متابعة عمل ثلاثة باحثين ويسهر على تذليل كل الصعوبات التي قد تنجم، بتنسيق، في حالة الضرورة، مع المشرف الجماعي وإذا اقتضى الأمر مع المسئول الإقليمي عن عملية الإحصاء”.

وأكد السيد لعويدي أن تبادل المعلومات يتم من خلال قناتين، موضحا أن المراقبين سيرسلون يوميا عبر رسائل نصية تقارير حول عدد الأسر التي تم إحصاؤها والأسر الغائبة والأسر التي لم يشملها الإحصاء بعد، للخلية التي تم إحداثها على مستوى عمالة إقليم الصويرة، مضيفا أن “المشرف سيتولى ، على الفور ، إرسال هذه المعطيات مباشرة للمشرفين المركزيين بالرباط”.
وعلى المستوى العملي، ذكر السيد لعويدي بأنه تم إجراء العديد من التكوينات على الصعيد الوطني والجهوي والإقليمي لفائدة المشرفين الجماعيين والمراقبين المكونين والمراقبين والباحثين تم خلالها التركيز على أهداف ومرامي هذه العملية والمهام الموكلة إليهم في هذا الإطار. وأضاف أنه “من أجل تجنب أي مشاكل طارئة وضمان الانطلاقة الجيدة للعملية، تم تخصيص يومي 30 و 31 غشت الماضي للتعرف على الميدان وهو تمرين مهم مكن من التعرف على العوائق التي يمكن أن تظهر يوم فاتح شتنبر والعمل على تذليلها”. من جهته، قال نور الدين أزهري، مراقب بسيدي كاوكي التي توجد بها ثلاث مناطق للإحصاء،”بصفتنا مراقبين فإننا نراقب عمل الباحثين مشيرا إلى وجود باحثين احتياطيين يعينهم المشرف في حالة الضرورة ، لاسيما بالنسبة لعمليات الإحصاء الخاصة كما هو الشأن بالنسبة للسكان العابرين في الفنادق أو لتعويض باحث رئيسي في حالة الضرورة القصوى” .
وأضاف أنه ” عند نهاية كل يوم عمل، نعمل على مراجعة أوراق الإجابة بهدف ضمان الملء الجيد للاستمارات وتدارك أي تناقض أو خطأ قد يحصل ، مشيرا إلى أنه بإمكاننا خلال فترة الإحصاء استخراج ورقة للإجابة، بشكل عشوائي، والتأكد من مدى تطابق المعطيات التي تتضمنها”. يذكر أن الباحثين الإحصائيين شرعوا اليوم في الانتشار على الصعيد الوطني لملء استمارات الإحصاء العام للسكان والسكنى 2014 التي ستحدد ملامح الصورة الجديدة لساكنة المغرب، من خلال رصد التغيرات التي طرأت على خصائصها الديمغرافية والسوسيو- اقتصادية منذ الإحصاء العام لسنة 2004.
وعرفت استمارة الإحصاء الجديدة عدة مستجدات عبر إدراج أسئلة جديدة حول التكوين واكتساب الكفاءة من خلال التدرج والتمرس المهني، في إطار مقاربة تتيح تقييم جودة الموارد البشرية بالبلاد، وحول الصعوبات الجسدية والذهنية ودرجة حدتها، وفق المقاربة الجديدة التي أوصت بها لجنة الإحصاء التابعة للأمم المتحدة والتي تعتمد التصنيف الدولي للأداء والإعاقة والصحة الصادر عن منظمة الصحة العالمية.