الصناعة التقليدية.. التكوين المؤهل رافعة حقيقة للنهوض بالقطاع وتعزيز قدراته التنافسية

تطوان –  يشكل التكوين المهني المؤهل رافعة حقيقة للنهوض بقطاع الصناعة التقليدية، ودعم طاقاته البشرية في أفق تعزيز قدرته التنافسية، لاسيما في ظل المنافسة القوية التي أضحت تشهدها السوق العالمية لمنتوجات الصناعة التقليدية.وبالفعل، فإن المغرب يبذل جهودا حثيثة للارتقاء بمنظومة التكوين المهني في مجال الصناعة التقليدية، بما يمكن من تخرج جيل جديد من الصناع التقليديين قادرين على المزاوجة بين أساليب وأنماط الإنتاج التقليدية والتقنيات الحديثة الكفيلة بتعزيز تنافسية المنتوج الوطني.
وفي هذا السياق بالذات ، يندرج تدشين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الخميس بتطوان ، لمركز للتكوين بالتدرج في حرف الصناعة التقليدية، مما يعكس الحرص  الملكي الدائم على إعطاء دفعة قوية لهذا القطاع، والعناية المولوية الموصولة التي ما فتئ جلالة الملك يحيط بها فئة الشباب وتمكينهم من التكوين الملائم والناجع في شتى المجالات، بما يتيح انخراطهم الفاعل في الدينامية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.
كما يتماشى تدشين جلالة الملك لهذا المركز مع مضامين الرسالة الملكية التي وجهها جلالته في شتنبر 2001 إلى المشاركين في الندوة الوطنية لإعداد الكتاب الأبيض للصناعة الحرفية والمهن بفاس، والتي أكد فيها جلالته العناية الملكية الموصولة لهذا القطاع الحيوي “الذي نكن له ولحرفييه عطفا خاصا وتقديرا فائقا لدوره المركزي في الحفاظ على الهوية المغربية التليدة”.
وسيمكن المركز الجديد من تعزيز العرض التكويني في مجال الصناعة التقليدية بمدينة تطوان التي تعد مدينة للصناعة التقليدية بامتياز وأهم مركز لهذا القطاع بالشمال، على اعتبار أنها تحتضن عدة مواقع متميزة بالمدينة العتيقة كالمدابغ كما يوجد بها مركب كبير للصناعة التقليدية.
وسيساهم هذا المركز ، أيضا ، في تنزيل مضامين الاستراتيجية الوطنية في مجال النهوض بالصناعة التقليدية (رؤية 2015)، والتي ترتكز على تحقيق أهداف مرقمة تتمثل في تنمية رقم المعاملات بالقطاع ليرتفع إلى 24 مليار درهم، وإبراز نسيج مقاولاتي دينامي (الانتقال من 100 مقاولة إلى 300 مقاولة)، وتطوير والرفع من جودة التكوين المهني (60 ألف خريج في أفق 2015).
وقد تم في إطار هذه الاستراتيجية، خلال سنتي 2012 و2013 ، دعم التكوين في مجال الصناعة التقليدية بحيث تم تكوين 4053 شاب في إطار التدرج المهني برسم سنة 2013 ، و517 في إطار التكوين النظامي، إضافة إلى رصد 4ر54  مليون درهم لبناء مراكز للتدرج المهني من الجيل الجديد بكل من تطوان، وتاوريرت، وأزمور، ووجدة، ورصد مبلغ 56ر6 مليون درهم من أجل تشغيل وتأهيل العديد من البنيات ومن ضمنها قرى الصناعة التقليدية.
وحسب تقرير لوزارة الاتصال حول حصيلة العمل الحكومي للسنتين المنصرمتين، فقد تم أيضا تفعيل 14 اتفاقية شراكة تهم توسيع الولوج للتأهيلات والكفايات، يستهدف اربعة آلاف مستفيد بصفة مباشرة، و100 ألف مستفيد بصفة غير مباشرة، وذلك لفائدة الصانعات والصناع التقليديين المستهدفين من برنامج محو الأمية الوظيفي، وكذا خريجي مراكز التكوين المهني.
وحسب المصدر ذاته، فقد تم تخصيص أزيد من 30 مليون درهم لتكوين جيل جديد من الصناع التقليدين في إطار برنامج التدرج المهني استفاد منه سبعة آلاف شاب وشابة، وتم الشروع في إحداث 11 مركزا للتدرج المهني، كما تم تخصيص أزيد من 26 مليون درهم برسم سنة 2013 لتأهيل غرف الصناعة التقليدية لتصبح فاعلا أساسيا في التنمية المحلية.
يشار إلى أن منظومة التكوين المعتمد في مجال الصناعة التقليدية بالمغرب تتضمن مسارات عدة للتكوين من أجل تأهيل الشباب في مختلف حرف الصناعة التقليدية، تتوج بالحصول على ديبلومات وشواهد في أربع مستويات للتكوين، هي شهادة التدرج المهني، وديبلوم التخصص، وديبلوم التأهيل وديبلوم التقني.
وتتوفر هذه المنظومة على شبكة من مؤسسات التكوين تغطي مجموع التراب الوطني وتسمح بولوج تكوينات في مختلف مهن الصناعة التقليدية الفنية والإنتاجية والتي تهم شعب الخشب والجلد والمعادن والنسيج والحجر والطين. كما يسعى التكوين المستمر الخاص بالصناع التقليديين، إلى تأهيل مستواهم المهني وتقوية كفاءات الموارد البشرية التابعة للقطاع عن طريق تنمية إنتاجيتهم و تنافسيتهم.