آخر الأخبار
الصحفي عبد القادر الإدريسي .. شاهد على المسيرة الخضراء من الإعلان إلى العنفوان

الصحفي عبد القادر الإدريسي .. شاهد على المسيرة الخضراء من الإعلان إلى العنفوان

الخميس, 5 نوفمبر, 2015 - 13:44

الرباط- كثيرون هم الصحفيون والإعلاميون الذين شاركوا في المسيرة الخضراء ،الحدث التاريخي الكبير والفاصل في تاريخ المغرب المعاصر .
والصحفي والكاتب عبد القادر الإدريسي، واحد ممن كان لهم نصيب من المشاركة في الملحمة العظمى،التي أطلقها المغفور له الملك الحسن الثاني سنة 1975، بالإعلان عن المسيرة الخضراء، “القرار التاريخي الفريد من نوعه الذي هز العالم وعد نقلة نوعية في السياسة الوطنية للمملكة المغربية “.
يقول الصحفي والكاتب عبد القادر الإدريسي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ، ” أحسب أنني كنت قريبـا من الأجواء التي صاحبت انطلاق المسيرة الخضراء ، بحكم وجودي آنذاك في إذاعة طرفاية، منتدبـا من وزارة الأوقاف ، محررا صحفيا ، ومعلقا سياسيا أعمل مع الزميل المذيع محمد جاد وزملاء آخرين في القسم التقني، تابعنا الخطاب الملكي بكل الاهتمام، فأدركنا السر وراء ما كنا نشاهده في أطراف طرفاية، من وصول الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية وزجاجات المياه، والتي كانت تفرغ حمولاتها في العراء على بعد ثلاثة كيلومترات من المدينة، دون أن نكون على علم بما كان يجري من استعدادات وترتيبات “.
ويضيف ” لما استمعنا إلى الخطاب الملكي الذي أعلن فيه الملك الحسن الثاني عن تنظيم المسيرة الخضراء السلمية التي سيشارك فيها ثلاثمائة وخمسون ألف مواطن ومواطنة ، وسيعبرون الحدود المصطنعة في اتجاه الإقليمين المحتلين من التراب الوطني المغربي، الساقية الحمراء ووادي الذهب الواقعين تحت الاحتلال الاسباني منذ أواخر القرن التاسع عشر، عرفنا لماذا كانت تلك الشاحنات الضخمة تتردد على المنطقة طيلة ثلاثة اسابيع ، وفهمنا أن الأمر كان يتعلق بتأمين التموين اللازم لوفود المسيرة الخضراء التي وصلت طلائعها الأولى إلى ضواحي طرفاية يوم 27 أكتوبر، وكانت من إقليمي الرشيدية وورززات ، ثم تواصل قدوم الوفود من مختلف الأقاليم ، واتخذت مقرا لها في قلب الصحراء في مخيمات أقيمت وفق خطة مدروسة بدقة راعت توزيع الوفود القادمة من المدن والجهات “.

ويسترسل الصحفي عبد القادر الإدريسي، ” كنا نحن في طرفاية قبل يوم 17 أكتوبر، في منأى عما يجري في قلب الوطن، إذ لم تكن السيارات تصل من طنطان ، إلا شاحنة واحدة تأتي يوما واحدا في الاسبوع تحمل الخضروات وبعض المواد الغذائية للتجار المعدودين في تلك المدينة الهادئة ، وكانت الطريق بين طنطان وطرفاية وقتها غير معبدة بالكامل، والرحلة التي مسافتها أربعمائة كيلومتر أو أقل من ذلك تستغرق يوما كاملا ، وكانت الوسيلة الوحيدة المتاحة لنا لمعرفة ما يجري ، هي إذاعة الرباط ، إذ لم يكن في طرفاية تليفونات إلا آلة عتيقة للاتصال البدائي توجد في مكتب البريد ، فكان علينا أن نتابع إذاعة الرباط ونسجل نشرات الأخبار منها ، ومن بعض الإذاعات العالمية التي كانت تلتقط بوضوح كامل ، فنقوم بإعداد النشرات الإخبارية ، وكانت إذاعة طرفاية موجهة إلى الصحراء المغربية وإلى جنوب الجزائر وتصل في بعض الفترات إلى موريتانيا ” .
وأضاف “من يوم الإعلان عن قرار المسيرة الخضراء ، إلى يوم إعطاء المغفور له الملك الحسن الثاني الإشارة من مقر إذاعة أكادير للوزير الأول أنذاك أحمد عصمان لانطلاق المسيرة في السادس من نوفمبر، عشنا في طرفاية أجواء من التعبئة الشاملة لم يكن لنا عهد بها ، فقد تحولت المدينة الصغيرة التي تغفو في حضن شاطئ المحيط الأطلسي، إلى مدينة عامرة مزدحمة ازدحاما شديدا بحيث كانت بعض الوفود لا تقيم في المخيمات بل تنزل في البيوت الصغيرة المتواضعة المنتشرة في المدينة ، وفي مدرستها وفي مسجدها ، وحتى مقاهيها القليلة” .

وقال الصحفي عبد القادر الإدريسي” كانت تتقاطر على الإذاعة شخصيات مختلفة الحيثيات ، من رجال الدولة والصحافيين والإعلاميين والعلماء واساتذة الجامعة ، كانت تشارك بأحاديثها أو من خلال الحوارات التي كنا نجريها معها في إغناء برامج الإذاعة التي كانت في حالة تعبئة وطنية وفوران إعلامي” ، مسترسلا ” لم نكن نعلم متى ستنطلق المسيرة ، وكان هذا يقلقنا كثيرا ، كانت الأخبار شحيحة ، والشائعات رائجة ، والحملات العدائية على أشدها…”.
وتابع ” إلى غاية يوم 5 نوفمبر لم نكن ندري إلى أين تتجه الرياح حتى فاجأنا الخطاب الملكي في ذلك المساء الذي حمل إلينا البشرى بانطلاق المسيرة الخضراء غدا سادس نوفمبر ، وعلمنا أنه سيكون في مقدمة العابرين للحدود المزيفة ، المواطنون من الرشيدية وورززات الذين أدهشوا العالم بصمودهم وشدة بأسهم واختراقهم للأسلاك الشائكة واجتيازهم للحدود المزيفة ثم تبعتهم وفود الأقاليم الأخرى “.
ويضيف “كنا في الإذاعة نتابع بدقة الأخبار الواردة إلينا من مقدمة المسيرة ، وكنا نتوقع أن تواصل المسيرة زحفها في اتجاه العيون حيث مقر سلطات الاحتلال ، وهنا راجت إشاعات كثيرة واختلطت الأوراق ، ولم نكن نعلم الحقيقة ، إلى أن وجه جلالة الملك خطابا إلى الشعب أعلن فيه أن المسيرة حققت أهدافها ، وأن الرسالة قد وصلت إلى العالم ، وأن المحادثات تجري في مدريد بين المغرب وموريتانيا وإسبانيا لإنهاء الاحتلال الاسباني للصحراء المغربية “.
وبذلك بدأت وفود المسيرة تعود من حيث أتت وعاد السكون إلى مدينة طرفاية واسترجعت هدوءها ،” واستمرت التعبئة الوطنية بل زادت وصرنا نواكب التطورات التي حدثت إلى أن أعلن عن اتفاقية مدريد في 16 ديسمبر من السنة نفسها التي بموجبها دخل المغرب إلى صحرائه المسترجعة في يوم مشهود هو الرابع والعشرون من شهر ديسمبر بوفد كان على رأسه السيد أحمد بن سودة الذي عينه صاحب الجلالة عاملا على الصحراء المغربية ، وكان الزميل محمد جاد الذي رافق الوفد هو الذي دشن إذاعة العيون يوم 25 ديسمبر حينما صدع بصوته القوي الجميل (هنا عيون الساقية الحمراء إذاعة المملكة المغربية) ، بينما بقيت في إذاعة طرفاية أياما قليلة إلى أن التحقت بالعيون وانضممت إلى الإذاعة واستمررت في العمل بها إلى شهر يوليوز 1976 “.
يشار إلى أن الصحفي والكاتب عبد القادر الإدريسي ، جمع بعضا من التعاليق السياسية التي كتبها وأذيعت من إذاعتي طرفاية والعيون ونشرها في كتاب بعنوان “ودخل الحسن الثاني العيون” صدر عام 1985.

(إعداد ..فاطنة خراز)

اقرأ أيضا

بورصة الدار البيضاء.. تداولات الافتتاح على وقع الانخفاض

الأربعاء, 2 أكتوبر, 2024 في 11:21

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها، اليوم الأربعاء، على وقع الانخفاض، حيث سجل المؤشر الرئيسي “مازي” تراجعا بنسبة 1,3 في المائة ليستقر عند 14.017,24 نقطة.

“إل بايس” تسلط الضوء على مؤهلات الصويرة السياحية

الأربعاء, 2 أكتوبر, 2024 في 10:39

سلطت اليومية الإسبانية “إل بايس”، أمس الثلاثاء، الضوء على سحر وجاذبية الصويرة، المدينة التي تتجاوز كونها مجرد وجهة سياحية لتجسد نمط حياة حقيقي يجذب كل من عشاق التاريخ ومحبي الطبيعة.

حوار بين الثقافات: ألمانيا تشيد بالروابط “الاستثنائية” مع المغرب

الأربعاء, 2 أكتوبر, 2024 في 10:32

أشاد سفير ألمانيا بالمغرب، روبرت دولغر، أمس الثلاثاء بفاس، ب”العلاقات الاستثنائية” بين بلده والمملكة المغربية.