السيد التوفيق يؤكد الحاجة الملحة للنهوض بالدور التنموي للوقف ليضطلع بدوره في التنمية البشرية بالبلدان الإسلامية

الرباط – أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق، يوم الاثنين بالرباط، الحاجة الملحة للنهوض بالدور التنموي للوقف، ليضطلع بدوره في مختلف مناحي التنمية البشرية في البلدان الإسلامية، وفاء لميراث الأجداد، وقياما بواجب الأمانة الملقاة على عاتق الأجيال الحاضرة.

وأوضح السيد التوفيق، في كلمة خلال افتتاح أشغال الندوة الدولية الثالثة لمجلة “أوقاف” الكويتية، المنظمة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس على مدى يومين تحت شعار “الاستثمارات الوقفية.. بين المردود الاجتماعي والضوابط الشرعية والقانونية”، أن تنظيم هذه الندوة يشكل مناسبة من شأنها بحث سبل تعبيد الطريق أمام هذه التنمية، لكونها ستناقش مختلف الضوابط الاقتصادية والاجتماعية والقانونية للاستثمار الوقفي وتشمل عرض تجارب مختلفة في هذا الميدان.

واستعرض الوزير مستجدات الظهير الشريف الصادر في 8 ربيع الأول 1431 (23 فبراير 2010) المتعلق بمدونة الأوقاف، الذي جاء في ديباجته تأكيد جلالة الملك على استقلالية الوقف والمحافظة على خصوصيته مع تزويده، من خلال مقتضيات المدونة، بوسائل قانونية حديثة، تضمن له الحماية الناجعة، وبنظم تدبيرية تيسر حسن استغلاله، والاستفادة منه، وبطرق استثمارية تمكنه من المساهمة في مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعيد له دوره الريادي الذي نهض به عبر تاريخ المغرب.

كما أبرز أهمية الندوة في دعم العاملين في إدارة الأوقاف وتأهيلهم والرفع من كفاءاتهم، عبر تطوير جسور التواصل بينهم وبين الباحثين في قضايا الوقف، لمواجهة التحديات التي باتت تواجه المؤسسات الوقفية، وتفرض تطوير العمل المؤسسي الوقفي، وفق أسس ومعايير تضمن استمرار قيام الوقف بدوره في تلبية الاحتياجات الاجتماعية المتجددة.

وتطرق الوزير إلى العناية الفائقة التي حظي بها الوقف لدى المسلمين منذ عهد الرسول الكريم، حيث حرصوا على تحبيس شيء من ممتلكاتهم في سبيل الله، من أجل الصرف من ريعها ومدخولها المالي على مختلف وجوه البر والإحسان، مشيرا إلى أن المغرب، كسائر الدول الإسلامية، ومنذ عرف الوقف مع الفتوحات الإسلامية، أولى أهمية خاصة للحفاظ على استمراريته وتطوير استثماره.

من جهته، أبرز الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف بالكويت السيد عبد المحسن الجار الله الخرافي أهمية الوقف باعتباره مشروعا لنهضة الأمة، وبالنظر للإمكانات التي تتيح له المساهمة الفعالة في إدارة حاضر المجتمعات الإسلامية، والدفع بالأمة إلى منزلة “خير أمة أخرجت للناس”، وذلك من خلال إحياء ثقافة الوقف.

وأشار إلى إسهام مجلة “أوقاف” على الخصوص في تعزيز الجسور بين فكر الوقف وموضوعات العمل التطوعي والمنظمات الأهلية، فضلا عن إثراء المكتبة العربية، مسجلا تعدد أوجه التعاون في مجال الوقف.

وفي هذا السياق، استعرض السيد الخرافي نماذج متعددة من الوقف بالمملكة المغربية باعتبارها “نموذجا للوقف يقتدى به في العالم الإسلامي”، في مدن متعددة وكذا بالقدس المحتلة، داعيا إلى “حماية الموروث الإبداعي المغربي في مجال الوقف”.