السيارات المفخخة .. شبح عابر للحدود يقض مضجع اللبنانيين

السيارات المفخخة .. شبح عابر للحدود يقض مضجع اللبنانيين

الأربعاء, 5 فبراير, 2014 - 14:14

بيروت – كالشبح، يتنقل الإرهاب بين الحدود، وينتقل معه منفذوه ووسائله بشتى الطرق ، ومنها السيارات المفخخة، التي أضحت كابوسا يجثم على بلدان عدة في الشرق الأوسط، ويقض مضجع اللبنانيين بالخصوص، بعد أن أصبح يدق بابهم بين الفينة والأخرى، حيث أن كل عملية تفجير تخلف وراء شظايا سيارة أو سيارات مفخخة وأشلاء بشرية لانتحاريين يوقعون ،كل مرة ، فصلا جديدا من فصول الرعب الذي بات يخيم على هذا البلد، إضافة إلى ما يتركه ذلك من جراح في أسر تترمل نساؤها وييتم أطفالها.

فلا غرابة إذن أن يكثر الحديث في لبنان عن هذا الكابوس ، منذ الانفجارات التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت وطرابلس في غشت الماضي، سواء في وسائل الإعلام أو في دراسات المهتمين أو تصريحات السياسيين، الذين أصبحت رسالتهم هي التحذير من خطر داهم اسمه “السيارات المفخخة التي تدخل غالبيتها من سورية”، والتي تكون في الغالب سيارات مسروقة.

وفي هذا السياق بالذات يأتي تصريح وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل ، بعد التفجير الذي استهدف السبت الماضي محطة للوقود بمدينة الهرمل شرق البلاد، والذي مفاده أن نحو 400 سيارة سرقت بلبنان خلال الأشهر الستة الماضية، ليغذي تخوفات اللبنانيين من وجود سيارات مفخخة تتربص بهم أينما حلوا ، لكن دون أن يعرفوا بالضبط متى وأين وكيف سيقع ذلك¿.

كما أن جل التقارير الإعلامية تجمع على أن “الانفلات الأمني” الذي تعرفه المنطقة الحدودية بين لبنان وسورية ، يلعب دورا كبيرا في ارتفاع نسبة السيارات المسروقة، وبالتالي ارتفاع الحاجة والطلب على السيارات المسروقة من قبل المجموعات الإرهابية ، باعتبار هذه السيارات الوسيلة المثلى لتنفيذ عملياتهم .

وأوضح وزير الداخلية في تصريح صحفي أن السيارات رباعية الدفع ، التي غالبا ما تستعمل في التفجيرات الإرهابية ، يكون مصدرها سورية ، وذلك بالنظر إلى قدرة هذا النوع من السيارات على عبور المناطق والمسالك الوعرة بين البلدين، لهذا فإنه يتوقع أن “تنتهي مشكلة التفجيرات في لبنان مع انتهاء الأزمة السورية” ، إلا أنه شدد على ضرورة “العمل على ألا تبقى ذيولها موجودة بلبنان “.

ويزكي تصريحات المسؤولين وقراءات الخبراء الجيو – سياسيين والإعلاميين ما أكده بيان للجيش عن اعتراف أحد الموقوفين الشهر الماضي ، متهم بارتباطه بإرهابيين داخل سورية وتأليف خلية إرهابية، بأنه نقل سيارات مفخخة إلى بيروت، بعد استلامها من سورية.

وفعلا فإن هذه السيارات أضحت هاجسا مؤرقا ، بل ومرعبا ، يقيد تحركات المواطنين ويكاد يشلها لولا متطلبات الحياة ، كما ينمي داخلهم الإحساس بعدم الاطمئنان، ولعل هذا ما يعكسه بجلاء مقال لرئيس تحرير جريدة “السفير” طلال سلمان أول مس الاثنين تحت عنوان “كم تحتاج حكومتنا من دمائنا¿ “، جاء فيه بالخصوص ” نكاد نكتب بالدم. تكاد شاشات التلفزيون وصفحات الصحف أن تتحول إلى معرضò للضحايا والركام والأحلام المحطمة. لا يتحرك واحدنا إلا وهاتفه في يده، يرن بين دقيقة وأخرى ليبلغه بانفجار سيارة مفخخة أو عبوة ناسفة..لا يغادر الخوف العيون، وتغرق الأحلام البسيطة جدا في دوامة القلق على البيت، على الأطفال، على الأهل، على الوطن الذي لا ملجأ له…نكتب بدماء ضحايا التفجيرات المتنقلة: من طرابلس إلى الضاحية، من الضاحية إلى صيدا، من عكار إلى الهرمل، من الهرمل إلى طرابلس، من الضاحية إلى عرسال وما خلفها..”.

والحقيقة أن ما يزكي ذلك أن لبنان عرف، في ظرف أقل من شهر ، خمسة انفجارات بكل من الضاحية الجنوبية والهرمل وآخرها يوم الاثنين الماضي بمنطقة الشويفات جنوب بيروت، وإن كان توقيع الأخير وملابساته مختلفا عن سابقيه حيث لجأ الإرهابيين الى أسلوب، قد يكون جديدا ،ألا وهو استخدام حافلات عمومية في عملياتهم الانتحارية ..ربما لتختلط دمائهم بدماء الأبرياء.

مراسل الوكالة ببيروت: عبد الله البشواري

اقرأ أيضا

التوقيع على محضر اتفاق بين وزارة الصحة ونقابات القطاع

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 21:56

وقع وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت طالب، بتفويض من رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الثلاثاء، محضر اتفاق بين الوزارة والنقابات الممثلة في قطاع الصحة.

السيد لقجع يؤكد على أهمية إصلاح قانون المالية لجعله إطار رائدا لتدبير الميزانية

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 21:40

أكد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، على أهمية إصلاح القانون التنظيمي لقانون المالية لجعله إطارا تنظيميا رائدا لتدبير الميزانية العامة للدولة.

مجلس المستشارين يختتم بعد غد الخميس دورة أبريل من السنة التشريعية 2023-2024

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 19:54

يعقد مجلس المستشارين، بعد غد الخميس، جلسة عامة تخصص لاختتام دورة أبريل من السنة التشريعية 2023-2024.