الزيارة الملكية للولايات المتحدة: توطيد محور الرباط – واشنطن لتعزيز الاستقرار والتنمية بإفريقيا

الزيارة الملكية للولايات المتحدة: توطيد محور الرباط – واشنطن لتعزيز الاستقرار والتنمية بإفريقيا

الأحد, 22 ديسمبر, 2013 - 10:54

واشنطن – شكلت الزيارة الملكية التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى الولايات المتحدة، في 22 نونبر الماضي، بدعوة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مناسبة لتوطيد محور الرباط – واشنطن من أجل تنمية وتعزيز الاستقرار في المنطقة وخاصة بالقارة الافريقية.
وتواجه الولايات المتحدة والمغرب، اللذين جعلا من السلم الدولي والاستقرار والتنمية خيارا استراتيجيا، عدة تحديات مشتركة في المنطقة، بما في ذلك محاربة الإرهاب، والتحرك معا من أجل مصلحة الأمتين.
ويرى مساعد وزير التجارة الأمريكي السابق، ستيوارت أيزينستات، أنه أمام هذه “التحديات الخطيرة والفرص التاريخية”، آن الأوان لكي يتحرك البلدان “بهدف مشترك، ووفقا لمؤهلات كل منهما”. وعملت المملكة المغربية، التي تعتبر مخاطبا مسموعا وذا مصداقية وحليفا مهما لواشنطن، في سبيل تعزيز العلاقات المغربية الأمريكية مع مختلف الإدارات التي تعاقبت على البيت الأبيض.
ويعتبر لقاء القمة ،إشارة على رغبة البلدين الراسخة من أجل مواصلة هذه الشراكة الاستثنائية والعريقة، التي انطلقت قبل أزيد من قرنين، إذ يعتبر المغرب أول بلد اعترف بالأمة الأمريكية الفتية. ومنذئذ لم تكن هذه العلاقات المتميزة محط تشكيك لا على أرض الواقع ولا ضمن المحافل الكبرى والهيئات الدولية، لان البلدين على “وعي بالمصالح العليا التي توحد بينهما”.
وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار، في إحدى الندوات بواشنطن على هامش الزيارة الملكية، أن “هناك إرادة راسخة لإنجاز أشياء متينة من أجل تمكين العلاقات الاستثنائية من المضي قدما”.وشدد الوزير، خلال لقاء حول “الشراكة الجديدة بين المغرب والولايات المتحدة”، نظمها مركز التفكير الأمريكي أطلانتيك كاونسيل، على أنه “بعيدا عن المشاعر الصادقة المتبادلة بين البلدين والروابط التي نضجت واتسقت في سياق تطور العالم وتغير الرهانات، تقوم علاقاتنا على القناعة المشتركة والمصالح المشتركة ورؤية إستراتيجية مشتركة مقارنة مع متغيرات المنطقة”.
ولاحظ الوزير أن المغرب قام “بخياراته كما أن طريقه واضحة وسنسعى إلى أن نكون فاعلين في عالم متحرك فاعلين إقليميين يعتمدون على حلفاء أوفياء يتقاسمون معهم القيم ذاتها والولايات المتحدة من بينهم”.
من جانبه، سجل ستيوارت أيزينستات، الذي كان وراء المبادرة التي أطلق عليها (1999) والرامية إلى إطلاق دينامية اقتصادية جديدة بين بلدان شمال إفريقيا والولايات المتحدة، أنه يمكن للبلدين أن”يضطلعا بدور استراتيجي من خلال تعبئة التزاماتهما والتفاهم بشأن إيجاد حلول مستدامة لمختلف تحديات” المنطقة.وقال أن”الولايات المتحدة والمغرب يعتبران شريكين متميزين في هذه الظرفية المعقدة” معتبرا أن لقاء القمة “يعكس الأهمية الإستراتيجية الجديدة لهذه الشراكة ومؤهلات تطورها”.
وفي الواقع، سواء خلال أيام الحرب الباردة أو في مسلسل السلام بالشرق الأوسط ،حيث اضطلع المغرب وما زال بدور أساسي، وكذا في حرب الخليج سنة 1991، وأخيرا ضمن مجلس الأمن حيث ساند “الربيع العربي”، أو في الحرب على الإرهاب، أبانت المملكة عن وفاء للمبادئ وثبات في علاقاتها مع الحليف الأمريكي، والتي عزز منها، إلى حد كبير، الحوار الاستراتيجي المنعقد في 13 شتنبر 2012.
واليوم، باحترام وثقة متبادلين، يلتقي البلدان بطبيعة الحال في مرحلة تمتين التعاون، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب.وبالإعلان عن الزيارة الملكية، تكون العاصمتان، الرباط وواشنطن، قد أبرزتا ضرورة “اتخاذ مبادرات مشتركة” من أجل “رفع التحديات الإقليمية، بما في ذلك مواجهة التطرف، ودعم الانتقالات الديمقراطية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء”.
وكان البيت الأبيض قد أشار إلى أن زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للولايات المتحدة تهدف إلى “تعزيز التعاون بين الرباط وواشنطن بهدف رفع التحديات الإقليمية، خصوصا محاربة التطرف العنيف، ودعم تجارب الانتقال الديمقراطي، وتعزيز التنمية الاقتصادية بالشرق الأوسط وإفريقيا”.
من جهته، فالمغرب، كأمة جذورها بإفريقيا، يضطلع بكل تضامن ووفاء لعلاقاته التاريخية، بدور استراتيجي وأكثر فعالية بالقارة، عبر مساهماته في جهود حفظ الوحدة الترابية وعدم المساس بحدود الدول والاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي والاجتماعي للشعوب الإفريقية.
وجعلت شجاعته في الميدان والمشاركة بقوة في مختلف عمليات حفظ السلام والاستقرار التي تشرف عليها الأمم المتحدة بإفريقيا وقدرته الاستباقية في ما يتعلق بالأزمات ،خاصة بمنطقة الساحل وخلال “الربيع العربي” وريادته الإنسانية والدبلوماسية التي تجمع بين المبادئ والبراغماتية، بعيدا عن أية “إيديولوجية جامدة” من المغرب شريكا أكيدا وموثوقا به في محافل الأمم المتحدة.ويقدم المغرب، “الحليف الجيو استراتيجي الرئيسي” لواشنطن والبلدان الإفريقية، “رؤية لإفريقيا والعالم العربي” تؤهله بشكل كامل لخوض، بمعية حليفه التاريخي، الولايات المتحدة، نقاشا مثمرا حول المبادئ المستقبلية والسبل الكفيلة برفع التحديات التي تتربص بالمنطقة.

بشرى بنيوسف

اقرأ أيضا

التوقيع على محضر اتفاق بين وزارة الصحة ونقابات القطاع

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 21:56

وقع وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت طالب، بتفويض من رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الثلاثاء، محضر اتفاق بين الوزارة والنقابات الممثلة في قطاع الصحة.

السيد لقجع يؤكد على أهمية إصلاح قانون المالية لجعله إطار رائدا لتدبير الميزانية

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 21:40

أكد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، على أهمية إصلاح القانون التنظيمي لقانون المالية لجعله إطارا تنظيميا رائدا لتدبير الميزانية العامة للدولة.

مجلس المستشارين يختتم بعد غد الخميس دورة أبريل من السنة التشريعية 2023-2024

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 19:54

يعقد مجلس المستشارين، بعد غد الخميس، جلسة عامة تخصص لاختتام دورة أبريل من السنة التشريعية 2023-2024.