الرشيدية.. ثانوية معركة البطحاء الإعدادية تجربة نموذجية في التربية الإيكولوجية

إعداد علي الحسني

 الرشيدية  –  تعتبر ثانوية معركة البطحاء الإعدادية بالجماعة الترابية فزنا بإقليم الرشيدية مؤسسة ايكولوجية بامتياز راكمت تجربة في مجال التربية البيئية منذ عدة سنوات.

 انخراطها بشكل أساسي في جهود تنمية وحماية الواحة مكنها من عقد شراكة مع برنامج واحات تافيلالت الذي مول مشروعا مندمجا لتأهيل المؤسسة ودعمها في مجال التربية البيئية منذ 2010 بلغت تكلفته 32 مليون سنتيم.

 وحسب مدير المؤسسة السيد عمر عبد الخالق، يرجع اهتمام المؤسسة بالتربية البيئة و الانفتاح على المحيط البيئي إلى الموسم الدراسي 2007/2008، سنة بناء المؤسسة، في منطقة جرداء بعيدة عن التجمعات السكنية وغير مشجعة على التمدرس، مما فرض على العاملين بالمؤسسة تحدي تحويل هذا الفضاء إلى منطقة خضراء ملائمة للتمدرس والعمل. فتم إعداد وتنزيل مشروع ”شجرة لكل تلميذ” بتنسيق مع جمعية محاربة التصحر بالجرف حيث تم غرس أزيد من 500 شجرة بفضاءات المؤسسة ومحيطها. كما تم إنشاء مزرعة للتربية البيئية لدراسة تأثير التقلبات المناخية على الأنشطة الزراعية بالواحة تحت شعار “جميعا من اجل مؤسسات تعليمية ايكولوجية منفتحة ومتفاعلة مع المحيط البيئي”. 

 بالموازاة  مع ذلك، يضيف السيد عبد الخالق، تم الإشتغال على محورين أساسيين يهمان الاعتناء بالفضاءات الخضراء وهي مسؤولية جماعية وفردية بعد أداء قسم الشجرة والتربية على حماية البيئة والصحة المدرسية حيث تم إنشاء القضاء التربوي وشرطة لحماية البيئة والصحة المدرسية خلال شهر مارس 2010 وإعلان المؤسسة ”مؤسسة بدون تدخين” يوم 15 مارس من نفس السنة.

   لقيت تجربة الفضاء التربوي نجاحا كبيرا بفضل انخراط الجميع في هذه التجربة الفريدة من نوعها في المؤسسات التعليمية بعد عرضها في المنتدى المحلي الذي نظم بالمؤسسة في إطار أنشطة المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية و التكوين المهني لبلورة الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة. وكانت مناسبة أيضا للمصادقة على ميثاق البيئة و قواعد التربية على حماية البيئة بالمؤسسة. ولتقاسم هذه التجربة شاركت المؤسسة  في مختلف المنتديات الذي نظمت سنة 2010 (المنتدى المحلي والجهوي للبيئة، والمنتدى الجهوي  “اعداديات بدون تدخين” بمدينة مكناس، والدورة الخامسة لتظاهرة الشباب والعلم تحت شعار “التنوع البيولوجي غنى ومسؤولية”.

  واضاف أن توقيع اتفاقية شراكة مع برنامج واحات تافيلالت سنة 2010 تحت إشراف ودعم المديرية الإقليمية للرشيدية شكل دعما قويا لجهود المؤسسة في مجال التربية البيئية ونقلة نوعية في اهتمامات المؤسسة التي أصبحت بشكل رسمي شريكا أساسيا في جهود البرنامج لحماية وتنمية الواحة، حيث تم تجهيز المؤسسة بمحطة للطاقة الشمسية في إطار النجاعة الطاقية بالمؤسسات التعليمية وتجهيز المزرعة بتقنيات التقطير الموضعي للتعريف بالتقنيات الجديدة المتأقلمة مع التغيرات المناخية بالواحة.

  وتم أيضا تأهيل فضاءات المؤسسة لتصبح أكثر جاذبية للتمدرس والعمل وتجهيز المكاتب الإدارية والمكتبة المدرسية بالمعدات الضرورية للعمل. مما كان له الأثر الإيجابي والواضح على المواظبة والنتائج الدراسية ونسبة التمدرس خاصة في صفوف الفتيات، حيث انخفضت النسبة العامة إلى 2.13 في المائة.

 وسجل أن كل الشركاء انخرطوا لتحقيق الشعار الذي رفعته المؤسسة منذ سنة  2010 “جميعا من أجل مؤسسة تعليمية ايكولوجية منفتحة ومتفاعلة مع محيطها البيئي” جعل من  المزرعة التقليدية والعصرية فضاء للتكوين التطبيقي يمارس فيه التلاميذ مختلف الأنشطة الزراعية تحت إشراف نادي التربية على حماية البيئة والصحة المدرسية والشركاء (برنامج واحات تافيلالت، جمعية محاربة التصحر…) إضافة إلى تكوينات نظرية في مجال التربية البيئية والتأقلم مع التغيرات المناخية وتدوير النفايات.

وفي أفق نقل التجارب المكتسبة للمحيط إما عبر التلاميذ أو من خلال الأنشطة الإشعاعية التي تنظمها المؤسسة لفائدة الفلاحين والحرفين بالواحة، شاركت هذه المؤسسة التربوية حسب مديريها، في المؤتمر العالمي للتربية البيئية بمراكش سنة 2013  ضمن وفد برنامج واحات تافيلالت لتسويق هذه التجربة دوليا كما سبق عرضها في المؤتمر العالمي للتغيرات المناخية بريو دي جانيرو بالبرازيل 2012 .

  وخلص السيد عبد الخالق إلى أن مسؤولي هذه المؤسسة، التي احتصنت عدة ندوات ولقاءات حول موضوع البيئة والتقلبات المناخية، لن يدخروا أي جهد لالتعريف بمؤهلات الواحة وتراثها المادي واللامادي ومعيقات التنمية واقتراح مشاريع تنموية مندمجة تعود بالنفع على الساكنة والواحة بشكل عام.