الرسم على حيطان الارجنتين..منبر حر ورسائل مفتوحة لمن يهمه الأمر

الرسم على حيطان الارجنتين..منبر حر ورسائل مفتوحة لمن يهمه الأمر

الإثنين, 28 مايو, 2018 - 12:51

 

(بقلم: هشام الأكحل)

لابلاتا – لم يعد فن “الغرافيتي” أو ما يعرف بالرسم على الجدران وسيلة للتعبير فقط، بل أصبح منبرا حرا توجه من خلاله رسائل لمن يهمه الأمر، وكذلك الحال في مدينة لا بلاتا عاصمة اقليم بوينوس أيريس، حيث ينأى هذا الفن بنفسه عن الأعمال التخريبية، بعد أن بات المجتمع يقيم الفرق بين الغرافيتي كفن قائم بذاته، وبين الخربشات التي تضر أكثر مما تنفع.

في السابق، كان أصحاب هذا الفن وخاصة من الشباب يلعبون لعبة الكر والفر مع أصحاب المباني المستهدفة لانجاز رسومهم، فما أن يرخي الليل سدوله حتى تخرج زمر من الشباب محملة بسلاليم وبخاخات الطلاء من ألوان شتى، ليرسموا ما يحلو لهم من رسومات كانت في نظر البعض تلويثا للمشهد العام يتعين عدم التسامح معه، حتى ولو اضطر أصحاب المباني إلى إعادة صباغة الجدار المرسوم من جديد عشر مرات.

أما اليوم وقد تغيرت النظرة، فقد أصبحت المؤسسات التعليمية والمستشفيات وغيرها من المباني والمنشأت العمومية في مدينة لابلاتا مثلا، تعرض جدرانها طواعية من أجل أن يقوم فنانو الغرافيتيي بتزيينها، والأكثر من ذلك أضحى مالكو المحلات التجارية يتمنون أن يحظى الباب الحديدي لمتجرهم بلمسة فنية من هؤلاء يخفي الصدأ الذي قد يعلو الأبواب والنوافذ وتمنح المتجر جمالية حتى لا يظل نشازا بين أمثاله من متاجر المدينة.

وفي هذا الصدد، يقول فلوكسور، واحد من أبرز فناني الغرافيتيي في مدينة لابلاتا إن “انتاجاتنا تجد لها مكانا في الشوارع وعلى جدران المستشفيات والمدارس وفي الأحياء الشعبية ومختلف الأماكن لأن هذا الفن شعبي بطبعه، لذلك يتيعن أن يكون حاضرا في المقام الأول في الأماكن التي يقصدها أو يمر بجوارها عموم الناس”.

ويضيف أن الهدف يتمثل في أن تتمكن أعماله الفنية من أن تخلق ذلك التفاعل اليومي مع الناس، مشيرا إلى أنه وقبل أن يباشر الرسم على جدار ما، يقوم بداية، وانطلاقا من مرسمه الذي جعله فضاء للتفكير يبحث فيه بشكل دائم عن محاولة الامساك بتلابيب الأفكار التي يحولها لاحقا إلى صورة ولوحات جدارية، برسم لوحات متوسطة الحجم تدر عليه مداخيل يوجهها لشراء الطلاء ومواصلة دراسته لهذه الفن.

وفي تقديره، فإن الغرافيتي ليس توجها فرديا بل هو بناء جماعي حيث انه في كثير من الأحيان يلتئم مجموعة من الرسامين والفنانين ينضاف إليهم حتى من لا يتقن فن الرسم للمشاركة في متعة إبداع لوحة تجسد تقاسما لما بداخل الفنان والمتلقي من خلال هذه التجربة.

ويردف بالقول أن الشارع هو المكان الطبيعي لفن الغرافيتي، وهذا الأخير يجد صداه في هذا الفضاء وليس في أماكن أخرى قد تكون حصرا على نخبة معينة، مبرزا أن العمل في الشارع شكل من أشكال النضال بالنسبة لفنانين اختاروا الاصطفاف في صف المقاومة من أجل فنهم وإبداعاتهم، التي يطمحون إلى أن تراهن على ما هو أعمق وتنغمس في حياة الناس وتخترق وجدانهم وأن تشكل موضوع تفاعل بين الفنان والجمهور.

“فنان الغرافيتيي ليس فنانا يسكن برجا عاجيا يقدم من حين لآخر لوحة يثني عليها العالم، دون أن يفهم حتى المراد منها، بل يتمثل هدفنا في تقاسم التجربة مع المارة ومع كل الناس سواء من الزائرين للمدينة أو ساكنتها بما يعكس الواقع المعيش وما يحيط به” يقول فلوكسور، مشيرا إلى أن الرسم على جدران المدارس والمستشفيات، خطوة لاقت استحسان الجميع ، لكون اللوحة الجدارية تؤدي دورها وفي الوقت المناسب مادام فن الشوارع لا يبتغي الربح المادي بل يعتبر نتاج بناء مجتمعي.

وعن مشاريعه المستقبلية، يقول فلوكسور إنه يعتزم خلال الأيام المقبلة أن يرسم على حيطان لا بلاتا مجموعة من اللوحات التي سيكون موضوعها الأساسي التنديد ببشاعة الرأسمالية والسلوكات الذكورية والجرائم المرتكبة في حق النساء وأيضا للمطالبة بعدم تجريم الاجهاض وضد كل المشاكل التي يعانيها المجتمع.

بعد أن استطاع فن الشوارع أن يتخلص من نظرة سخط و دونية لازمته منذ انطلاقاته الأولى في سبعينيات القرن الماضي، يروم اليوم إلى تأكيد حضوره بشكل يومي كمجال خصب ضمن التعددية التي يضمنها الفن بشكل عام، لاسيما وأن الغرافيتي أصبح أكثر من مجرد “خربشات على الحيطان”

 

 

 

 

اقرأ أيضا

الرباط : السيد صديقي يجتمع مع المهنيين للحفاظ على سلسلتي اللحوم الحمراء والحليب وتعزيز السيادة الغذائية

الثلاثاء, 6 أغسطس, 2024 في 21:51

ترأس وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، اليوم الثلاثاء بالرباط، اجتماعي عمل، على التوالي، مع مهنيي سلسلتي اللحوم الحمراء والحليب بغرض مناقشة التدابير اللازمة للحفاظ على توازن هاتين السلسلتين وتعزيز السيادة الغذائية في ظل سياق صعب مطبوع بالجفاف.

التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا “جيد للغاية ومطرد” (مسؤول إسباني)

الثلاثاء, 6 أغسطس, 2024 في 19:42

قال مدير مركز الاستخبارات الإسبانية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، مانويل نافاريتي، إن التعاون بين إسبانيا والمغرب في المجال الأمني “جيد للغاية ومطرد”.

كرة القدم داخل القاعة..اختيار هشام الدكيك أحسن مدرب في العالم في سنة 2023 (موقع فوتسال بلانيت)

الثلاثاء, 6 أغسطس, 2024 في 17:27

اختار موقع “Futsalplanet.com”، المختص في كرة القدم داخل القاعة العالمية، الناخب الوطني، هشام الدكيك، أحسن مدرب في العالم في سنة 2023.