الرباط .. الفنان كامل بوزوبع-جريفيل يقدم ضمن معرض “الأيام تطول” مجموعة من الرسومات والمنحوتات أحادية اللون

الرباط – افتتح، اليوم الأربعاء برواق “”هاوس أوف بو”” (House of Beau) بالرباط، معرض “الأيام تطول” للرسام الفرنسي-المغربي كامل بوزوبع-جريفيل.

ويعد هذا المعرض، الذي ميز افتتاح رواق “هاوس أوف بو”، فرصة للفنان متعدد التخصصات من أجل الكشف عن أحدث أعماله الفنية التي تُعرض كسلسلة من الرسومات أحادية اللون تم إنجازها بالحبر الزيتي على ورق مطلي.

وبفضل إلهامه المتعدد، طور الفنان في أعماله لغة بصرية مميزة مستوحاة من إطارات القصص المصورة والنسيج، وكذلك من فكر جان آرب، الذي يرى أنه في الفن التجريدي ينتمي الأبيض والأسود إلى الطباعة والرسم الخطي من أجل خلق غموض بين الرسم الرقمي والطباعة، والخط اليدوي.

وقال الفنان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “قضية تمثيل الحجم والعمق على الشاشة يشدني، وأحاول استخدامه وتعديله في رسوماتي”، مضيفا أنه طور تقنياته الخاصة التي تجمع بين الطباعة والرسم والتي تسمح له بالحصول على أسود عميق وسميك وذو ارتفاع قليل، مما يعكس الضوء بطريقة تذكر بإضاءة الشاشات، وهي عملية، بحسب تعبيره، تطمس الحدود بين البعد الثنائي والثلاثي، وبالتالي تقدم بعدا جديدا لفن الرسم.

وأشار إلى أنه “عند النظر إلى رسوماتي، نتساءل عما إذا كانت مطبوعة أو رسمت يدويا، فالنقوش والانعكاسات الطفيفة التي أحصل عليها تشكل مساحة تتارجح بين الشاشة والورق”، لافتا الانتباه إلى أنه يستخدم حبرا خاصا يرسم على ورق مطلي للتعبير عن عمق خطوطه.

وأضاف أن اهتمامه بالأشكال المختلفة للكتابة، مثل الرسم التخطيطي، والأنماط الأيقونية، دفعته إلى “التساؤل حول التمثيل البصري للعلامات والرموز والرغبة في دمجها في أعمالي”.

ويسعى رواق “هاوس أوف بو”، الذي يستضيف المعرض، ليشكل مساحة للفنانين المعاصرين الشباب للتعبير عن أنفسهم والالتقاء بالجمهور وعشاق الفن، وذلك بحسب ما أكده صاحب الرواق، عثمان بن لامين، الذي يسعى من خلال هذه المبادرة إلى تعميم الفن وإتاحته للجمهور العريض، ومن هذا المنطلق جاء اختيار موقع المعرض في مركز تجاري بالعاصمة.

وقال إن “اختيار كامل بوزوبع-جريفيل يتماشى تماما مع روح الرواق، بأعماله الفنية الخارجة نوعا ما عن المألوف وتمثل الفن الحديث والمعاصر”.

ويكشف الفنان متعدد التخصصات من خلال هذه المبادرة أيضا عن معرض للمنحوتات يتكون من أشكال مقطوعة من ألواح معدنية تم تلحيمها على هيكل داعم.

ويمزج كامل بوزوبع-جريفيل، الذي ولد في فرنسا، في أعماله بمهارة بين التقنيات الرقمية واليدوية ليستكشف العلاقة المعقدة بين السطح والعمق، كما أنه يستوحي أعماله من المانغا اليابانية، وبالتحديد من أعمال يويتشي يوكوياما، حيث يتنقل في مجال التجريد باستخدام لوحة أحادية اللون مستوحاة من الطباعة.

وبدأ الفنان دراسته في المدرسة الوطنية العليا للفنون الزخرفية بباريس، حيث تلقى تكوينا لمدة سنتين في التصميم الجرافيكي والطباعة.

ولأنه انجذب بالرسم التجريدي، فقد واصل تكوينه في مدرسة باريسية أخرى للفنون الجميلة.

وحصل كامل بوزوبع-جريفيل على العديد من الجوائز، منها جائزة الرسم من مؤسسة هوغو، وجائزة تاكيسادا ماتسوتاني سنة 2020.