آخر الأخبار
الرئيس البيروفي الجديد في مواجهة تحديات اقتصادية وأمنية لعصرنة البلاد

الرئيس البيروفي الجديد في مواجهة تحديات اقتصادية وأمنية لعصرنة البلاد

الجمعة, 29 يوليو, 2016 - 12:17

    ( هشام الأكحل)

   ليما – بعد تنصيبه، يوم الخميس، رئيسا جديدا للبيرو، وهو في سن ال77 عاما، لن يكون طريق بيدرو بابلو كوتشينسكي مفروشا بالورود ولكنه سيكون أمام تحديات وإكراهات تواجهها البلاد، لاسيما على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.

   وحسب الأكاديمي البيروفي والخبير في العلاقات الدولية، إدواردو أرويو، فإن أول تحد يواجه الرئيس كوتشينسكي يتمثل في العمل على انعاش الاقتصادي وتنويع الانتاج وعدم المراهنة على قطاع المعادن الذي تنخفض أسهمه كلما تراجعت أسعار المواد الأولية في الأسواق العالمية مما ينعكس على الاقتصاد المحلي ويتسبب في تراجع عائدات البلاد من العملة الصعبة، وبالتالي هناك ضرورة لاعطاء أهمية أكبر لقطاعات الصناعات والفلاحة والصيد البحري والسياحة.

   واعتبر الأكاديمي البيروفي إدواردو أرويو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تحقيق معدل نمو سنوي في حدود 5 بالمائة يعد رهانا أساسيا يتعين على حكومة الرئيس كوتشينسكي، التي يترأسها فيرناندو زافالا، أن تكسبه، مبرزا أهمية فتح الأبواب أمام الاستثمارات الأجنبية والنهوض بقطاعات التعليم والصحة وتوفير مزيد من فرص الشغل وخاصة لفائدة الشباب.

   من ناحية اخرى، شدد الأستاد بجامعة “ريكاردو بالما” بالعاصمة ليما، على أن الرئيس الجديد للبيرو مطالب بالعمل على إيجاد حلول لتنامي ظاهرة العنف والاجرام التي تقض مضجع البيروفيين، مشيرا إلى أن الاجرام في هذا البلد الجنوب أمريكي أخذ أبعادا غير مسبوقة، فمن تجارة المخدرات مرورا بالاتجار بالبشر إلى عنف النوع الذي يصل في كثير من الأحيان إلى ارتكاب جرائم القتل.

   وقال أرويو إن الخبرة الاقتصادية التي راكمها كوتشينسكي وعلاقاته المتشعبة مع عدد من الفاعلين الاقتصاديين الدوليين من شأنها المساهمة في جلب استثمارات مهمة للبلاد وإعطاء نفس جديد للاقتصاد المحلي، محذرا، في الوقت ذاته، من المشاكل البيئية التي يتسبب فيها الاستغلال غير المناسب لمناجم الذهب والمعادن الأخرى.

   وإلى هذه التحديات، يقول المحلل السياسي، تنضاف إشكالية أخرى تتمثل في كون كوتشينسكي سيحكم البلاد لمدة خمس سنوات وهي منقسمة على نفسها إلى قسمين متساويين تقريبا، وهو المعطى الذي تفسره نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي منحت كوتشنسكي فوزا ضئيلا جدا على حساب منافسته كيكو فوجيموري.

   ثم إن الرئيس الجديد سيكون، برأي أرويو، مضطرا إلى الجنوح إلى السلم والدفع بالتي هي أحسن في علاقته مع البرلمان الذي يسيطر عليه حزب “القوة الشعبية” المعارض الذي تتزعمه كيكو فوجيموري، مشيرا إلى أن توفر المعارضة على الأغلبية المطلقة (73 مقعدا من أصل 130) داخل المؤسسة التشريعية يجعلها في موقف قوة وبالتالي ستتولى رئاسة أهم اللجان البرلمانية وفي مقدمتها لجنة المالية.

   وخلال خطابه أمام البرلمان أمس، جدد الرئيس البيروفي التأكيد على أن أولوياته تتمثل في إطلاق “ثورة اجتماعية” والنهوض بالاقتصاد المحلي وتعزيز القدرة الشرائية للمواطنين كما وعد بالقضاء على الجريمة والعنف والتصدي لمختلف أشكال الفساد، بالاضافة إلى العمل على وحدة صف البيروفيين.

   وجعل نصب عينه تحسين جودة التربية وإصلاح النظام القضائي، وتوفير الخدمات الصحية الجيدة، والماء الصالح للشرب لنحو عشرة ملايين شخص.

    وشدد كوتشينسكيي على أهمية إحداث تغيير يقطع مع سياسات تم اعتمادها سابقا في البيرو وأثبتت اليوم فشلها في بلدان مجاورة، كما أن البلاد، برأيه، “مطالبة بأن تلملم جراح الماضي وتتجنب الاستمرار في الانقسام لتعزيز أسس بلد قوي وحداثي لا مكان فيه للفساد”.

 ويشكل الاقتصاد المجال الذي برع فيه كوتشينسكيي بامتياز فهو خريج جامعة أوكسفرد بإنجلترا وبرانسينتون بالولايات المتحدة الأمريكية كما سبق له أن شغل منصب رئيس البنك المركزي البيروفي ووزير الطاقة والمعادن سنة 1980 في عهد الرئيس الأسبق فيرناندو بلاهوندي. واستعان الرئيس الأسبق أليخاندرو طوليطو سنة 2001 بخدماته وخبرته وعينه في منصب وزير الاقتصاد والمالية قبل أن يصبح وزيرا أولا في حكومته.

    لقد تمكن كوتشينسكي، المتسلح بالطموح والخبرة، والموهوب في العزف على الناي، من الوصول إلى القصر الرئاسي غير مكترث بعامل سنه المتقدمة (77 عاما) ليتولى قيادة البلاد نحو التقدم والانفتاح خلال السنوات الخمس المقبلة.

اقرأ أيضا

لحظة تاريخية للصويرة “التي يمكن أن تتحدث أخيرا بمليارات الدراهم” (السيد أزولاي)

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 21:29

أكد أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك، في كلمة ألقاها، أمس الثلاثاء بالصويرة، بصفته الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة-موكادور، أن “مدينة الرياح تخطت عتبة تاريخية في 23 يوليوز 2024، مع يومها للمستثمر، الذي يعد محطة فارقة في المسار الطويل الذي استهله الصويريون سنة 1991”.

الرباط.. تقديم المنصة الإلكترونية لتلقي وتدبير طلبات الحصول بطاقة شخص في وضعية إعاقة

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 18:42

تم اليوم الأربعاء بالرباط، تقديم المنصة الإلكترونية لتلقي وتدبير طلبات الحصول بطاقة شخص في وضعية إعاقة.

وزارة العدل والمديرية العامة الأمن الوطني.. نحو إدارة قضائية إلكترونية مندمجة ومتكاملة

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 18:13

وقعت وزارة العدل والمديرية العامة للأمن الوطني، اليوم الأربعاء بالرباط، بروتوكول اتفاق لتأطير وتيسير التعاون بشأن التبادل الإلكتروني للبيانات يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون والشراكة لإرساء إدارة قضائية إلكترونية مندمجة ومتكاملة، تتيح الولوج المشترك للمعلومات بين الطرفين.