الرئاسيات الأمريكية.. الميز العنصري يفرض نفسه موضوعا على المرشحين الديموقراطيين والجمهوريين

الرئاسيات الأمريكية.. الميز العنصري يفرض نفسه موضوعا على المرشحين الديموقراطيين والجمهوريين

الأربعاء, 18 مايو, 2016 - 19:46

بقلم .. كريم اعويفية

   واشنطن – “ولا واحد من السياسيين، المحليين أو الولائيين أو الفدراليين، قدم لي ولو قليلا من الدعم” بهذه العبارات تأسفت ساماريا رايس عن مآل قضية ابنها تامر رايس، طفل أمريكي من أصل إفريقي قتل عام 2014 على يد شرطيين في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو (وسط غرب)، وهو لم يكمل عامه ال 12.

   وأماطت تصريحات رايس اللثام عن “مأساة” اتسع نطاقها خلال السنوات الأخيرة بالولايات المتحدة، لكنها أيضا تذكير لاذع بكون أن أي منتخب أو مرشح للرئاسة لم يتمكن بعد، وفق العديد من المراقبين، ببدء التغيير على النحو المأمول من قبل الأمريكيين من أصول إفريقية، الذين يشعرون، أكثر فأكثر، بأنهم مستهدفين بأعمال ميز عرقي وعنصرية توصف بأنها “بنيوية ومؤسساتية”.

   وقالت رايس، في بيان، إنه “لم يتم تحميل المسؤولية لأي أحد، ولم يكن سوى طرف وحيد في هذه التجربة المؤلمة”، مشيرة إلى أنه “لهذا السبب لم أدعم أي مرشح” في السباق إلى الرئاسيات الأمريكية.

   بالنسبة لجميل سميث، محرر بـ” نيو ربوبليكان”، فإن أي لقاء مع الشرطة يمكن أن يكون مؤذيا، مذلا وفي كثير من الأحيان مميتا بالنسبة لشخص أسود.

   وأضاف سميث، بنبرة لا تخلو من السخرية، “إذا كان الشخص محظوظا، فإن شخص آخر معه كاميرا سيقوم بتصوير المشهد”.

   وأمام تزايد الحوادث المرتبطة بالميز العنصري، في العديد من الولايات كفلوريدا وميسوري ونيويورك، فقد قرر أفراد من المجتمع الأمريكي من أصول إفريقية، في سنة 2012، بعد مقتل ترايفون مارتن، الانتظام في حركة تدعى “بلاك لايفز ماتر”(حياة السود لها اعتبار) للدفاع وحماية حقوق الأقلية الأمريكية من أصل إفريقي أمام “الاعتداءات المؤسساتية” التي قد يكونوا ضحية لها.

   وتعتمد هذه الحركة، التي تضم في صفوفها شخصيات من مختلف الحساسيات، في طريقة عملها على “القوة الجماعية”، بهدف الامتناع عن تقديم الدعم السياسي للمرشحين في السباق الرئاسي في نونبر المقبل.

   وأبرز دارنيل مور، كاتب وناشط أمريكي في هذه الحركة، في مقابلة نشرت مؤخرا بصحيفة (نيويورك تايمز)، إن ” حرمان المرشحين من الدعم السياسي هو وسيلة للضغط عليهم من أجل وضع سياسات وأساليب للتدبير الحكومي من شأنها أن تمهد الطريق نحو التغيير”.

   وأمام هذا الواقع الذي أضحى غير قابل للجدال على مر السنوات، أقر المرشحون الديمقراطيون بيرني ساندرز وهيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب بحدة العنصرية المؤسساتية في المجتمع الأمريكي، ولكن هذا “الاعتراف” لا يبدو أنه يرضي رغبة أولئك الذين يدعون إلى تغيير حقيقي في السياسة.

   بدوره، أكد ميشال دينزل سميث، في مقال نشر في (دو نايشن)، أن “التغيير في الخطاب الذي لا يصاحبه تحول في التحليل والإيديولوجية لن يقدم حلولا مناسبة”.

   في السياق ذاته، يعتبر المحرر بـ”نيو ربوبليكان”، جميل سميث، أن غالبية المرشحين إلى البيت الأبيض قاموا على الأقل بمجهود على مستوى “الخطاب” لتقديم أنفسهم كحلفاء في النضال من أجل تحرر السود، مشيرا إلى أن هذه المعركة ما فتئت تتسع.

   وأشار إلى أن “العنصرية البنيوية يجب أن تكون جزء من الحملة الانتخابية. إذ بعد وفاة إريك غارنر وساندرا بلاند، وآخرين، لا يمكن لمرشحينا إلى الرئاسة نكران الحقائق العرقية لأمريكا”.

   في ظل الوضع الحالي يبدو أن الحلم بأمريكا حيث تسود المساواة والسلام الاجتماعي، يمر بمرحلة “مؤلمة”، ومن الصعب أن يتجسد نظرا لتزايد الحوادث  المرتبطة بالتمييز العنصري.

   فبعد أزيد من 50 سنة على الخطاب التاريخي لمارتن لوثر كينغ، فإن الجراح لم تلتئم تماما. ويبدو أيضا أن آثار ماض مضطرب لا تزال بادية وتلقي بظلالها على الروح الأمريكية في كل مرة يتم فيها الحديث عن عمل من أعمال العنف يكون ضحيتها مواطن من أصل إفريقي.

   خلال الفترة الماضية، تورط عدد من عناصر الشرطة البيض في مقتل أكثر من أمريكي من أصل إفريقي، وهو ما يشير إلى ارتفاع في مثل هذا النوع من الجرائم التي استهدفت الأشخاص من أصول إفريقية في عهد الرئيس باراك أوباما.

   ووفقا لإحصاءات رسمية نشرت في واشنطن، فإن عدد ضحايا تدخل الشرطة بلغ سنة 2014 ما مجموعه ألف شخص.

   وقد أخذت القضية أبعاد كبيرة عندما ألقت القناة الإخبارية (آي بي سي) المزيد من الحطب على النار في يناير الماضي بعد كشفها عن ان عناصر الشرطة في ميامي (فلوريدا) يستخدمون صورا لأمريكيين من أصل إفريقي في تدريباتهم على إطلاق النار .

   وأكد مدير الشرطة في ميامي صحة المعلومات التي أوردتها (آي بي سي)، مشددا على أن الأمر لا يتعلق باتجاه أو سلوك عنصري، ولكن مجرد تدريب لاستهداف أفضل للأفراد المبحوث عنهم.

   ولكي يجد الحلم الأمريكي طريقه الصحيح نحو التحقق فإن الكفاح ضد التمييز العنصري بنظر المراقبين يتعين أن يتحول إلى أولوية بالنسبة للسياسيين.

   وخلص جميل سميث إلى أنه “إذا تقدمت للترشح إلى الرئاسة، فلا يمكنك التظاهر بالجهل. سيكون عليك المواجهة”.

 

   د/

اقرأ أيضا

المغرب/ السلفادور.. التأكيد على محورية تبادل التجارب واستدامة التنسيق البرلماني

الإثنين, 22 يوليو, 2024 في 17:03

تم التأكيد خلال مباحثات أجراها رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، اليوم الإثنين بالرباط، مع وفد برلماني عن الجمعية التشريعية لجمهورية السلفادور، على محورية تبادل الخبرات والتجارب واستدامة التواصل والتشاور والتنسيق البرلماني خدمة للمصالح المشتركة للبلدين.

انعقاد مجلس الحكومة بعد غد الأربعاء

الإثنين, 22 يوليو, 2024 في 13:52

ينعقد، بعد غد الأربعاء، مجلس للحكومة برئاسة عزيز أخنوش، رئيس الحكومة.

الصندوق المغربي للتقاعد يطلق بوابته الإلكترونية الجديدة

الإثنين, 22 يوليو, 2024 في 12:20

أطلق الصندوق المغربي للتقاعد النسخة الجديدة لبوابته الإلكترونية www.cmr.gov.ma.