آخر الأخبار
الذكرى 61 لانتفاضة 7 و8 دجنبر 1952 بالدار البيضاء .. محطة وازنة في الكفاح المغاربي المشترك من أجل الحرية والاستقلال

الذكرى 61 لانتفاضة 7 و8 دجنبر 1952 بالدار البيضاء .. محطة وازنة في الكفاح المغاربي المشترك من أجل الحرية والاستقلال

الخميس, 5 ديسمبر, 2013 - 11:20

الرباط – تحل يومي سابع وثامن دجنبر الجاري الذكرى ال61 لانتفاضة الدار البيضاء التي اندلعت تضامنا مع الشعب التونسي الشقيق، بعد أن امتدت أيدي الاستعمار الفرنسي لاغتيال الزعيم النقابي التونسي والمغاربي فرحات حشاد يوم 5 دجنبر 1952، وهي الانتفاضة التي جسدت عمق البعد المغاربي الذي خاضه العرش والشعب من أجل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية والوحدة ، والوفاء للمثل والمبادئ والمقومات التي تشكل الوجدان المغاربي .

وفي خضم هذه الأحداث حاصرت القوات الاستعمارية العمال المتجمعين بمقر المركزية النقابية بالدار البيضاء للتنديد باغتيال النقابي التونسي فرحات حشاد، وعرضتهم لشتى أنواع التنكيل والتعذيب ، واعتقلت المئات منهم وزجت بهم في غياهب السجون ، وسخرت عصاباتها المدججة بمختلف أنواع الأسلحة لمواجهة المتظاهرين العزل ، والبطش بهم ، ومهاجمة مواكب جنائز الشهداء وجثامينهم الطاهرة في تحد سافر وخرق لأبسط مقومات التمدن والمجردة من كل المثل الإنسانية والأخلاقية.

لقد مرت على هذه الأحداث البطولية 61 سنة، وكلما تم استحضارها عادت إلى الذاكرة صور ومظاهر التضامن القوي والتلاحم الوثيق بين الأشقاء بالمغرب العربي وتآزرهم واتحادهم في مواجهة الشدائد ومقارعة النوائب، إدراكا منهم لأهمية الكفاح المشترك كأداة لحماية مقدساتهم الدينية وثوابتهم الوطنية، وإيمانا من الشعوب المغاربية التواقة إلى التحرر والإنعتاق بوحدة المصير، واقتناعها الراسخ بان قوتها تكمن في تكتل مكوناتها والتنسيق بين أقطارها.

وقالت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في بلاغ بالمناسبة، إن القوى الوطنية والفعاليات النقابية لم تستكن أمام حجم الفاجعة أو تتقهقر بفعل هول المصاب، بل إن اغتيال المناضل فرحات حشاد كان بمثابة النقطة التي أفاضت كأس الاستياء في الأوساط الشعبية الناقمة جراء الفظاعات التي يرتكبها المحتل الأجنبي في حق الساكنة من اغتصاب للأراضي وهتك للأعراض وتشريد للأسر واعتقال للمناهضين لسياسته ومصادرة للحريات.

وأشارت إلى أن الجماهير دفعت ثمن انتفاضاتها واحتجاجاتها، فكانت الحصيلة كارثية بسقوط عشرات الضحايا الأبرياء برصاص “البوليس الاستعماري”، غير أن هذه الأحداث لم تكن إلا حافزا لتجذير الحس الوطني ودعم البعد النضالي في صفوف الجماهير الشعبية وترسيخ العمل النقابي وتنظيمه وتوسيع دائرة ممارسته كآلية لنشر الوعي السياسي والتحريض على مقاومة المستعمر، وقد تكلل هذا المسار التحرري بتولي عدد من الأقطاب المتمرسين بالحركة النقابية قيادة الكفاح المسلح ضد المستعمر عند اندلاع ثورة الملك والشعب.

وتجمع مختلف المصادر ان الزعيم النقابي التونسي والمغاربي فرحات حشاد نذر حياته للنضال في سبيل إرساء دعائم العدالة الاجتماعية وتثبيت الحقوق النقابية والسياسية وضمان ممارستها بالمنطقة المغاربية وتأسيس اتحادات وتكتلات نقابية شهيرة، وانفتاحه على العالم الخارجي ومد جسور التواصل مع التنظيمات النقابية الكبرى إلى الحد الذي أصبح معه مصدر إزعاج للسلطات الفرنسية التي قررت الحد من طموحات هذه الشخصية الفذة القوية بنضالها وديناميتها وإيمانها وإشعاعها ووزنها ومكانتها على الساحة النقابية محليا وجهويا وقاريا وعالميا.

وأبرزت المندوبية السامية ان الإرهاب الاستعماري ترصد لهذا الوطني الشهم صباح يوم 5 دجنبر 1952 في محاولة منه لإخماد أنفاسه متوهما خطأ، انه بجريمته النكراء تلك سيتمكن من وضع حد لروح الوطنية والأفكار التحررية بالمنطقة المغاربية التي اهتزت شعوبها لهذا الفعل الشنيع، فعمت المظاهرات والانتفاضات ومظاهر الاستنكار ربوع التراب المغاربي، واندفعت الجماهير غير مبالية بقوة المستعمر ووسائل ترهيبه وآليات قمعه ملتحمة على درب النضال ومسجلة أروع صور التضامن والتكافل والوفاء للأواصر الوطيدة والوشائج القوية التي تجمع بين الأشقاء والنابعة من قيم الدين واللغة والجغرافيا والتاريخ المشترك والمصير الواحد.

وتعد هذه الذكرى مناسبة لاستحضار الآمال التي ظلت الشعوب المغاربية تتطلع إليها منذ عدة عقود بتحقيق الوحدة والتكامل، والتي بقيت مجرد مشروع يتأجل باستمرار جراء نزاعات هامشية مفتعلة أو أطماع لفرض الهيمنة والتوسع.

وأشارت المندوبية الى أن المغرب الذي ظل دائما قلعة شامخة للجهاد وعرينا محصنا للمقاومة والنضال ليجدد استعداده على التعاضد والتضامن مع الأشقاء في أفق بناء الوحدة المغاربية ، والسعي لتدارك السنوات الضائعة والنزاعات المجانية التي ظلت تقف حجر عثرة في وجه إقلاع اقتصادي حقيقي بمنطقة المغرب العربي، مبرزة أهمية صيانة الذاكرة التاريخية المشتركة وتوسيع إشعاعها واستلهام قيمها وعبرها بما يشحذ الهمم ويقوي العزائم ويوطد العلاقات والمصالح بين بلدانها الشقيقة.

 

اقرأ أيضا

مجلس الوزراء السعودي يوافق على مذكرة تفاهم بين المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بالسعودية وصندوق الإيداع والتدبير

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 17:38

وافق مجلس الوزراء السعودي في جلسة ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، اليوم الثلاثاء في جدة، على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التأمين الاجتماعي بين المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بالسعودية وصندوق الإيداع والتدبير بالمغرب.

كأس العرش للغولف 2024 .. انطلاق منافسات الدورة التاسعة عشرة بالرباط

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 12:38

انطلقت، صباح اليوم الثلاثاء بمسالك النادي الملكي للغولف دار السلام بالرباط، منافسات الدورة التاسعة عشرة لكأس العرش للغولف للموسم الرياضي 2024، التي تستمر إلى غاية 27 يوليوز الجاري.

المملكة المتحدة.. حضور قوي للمغرب في معرض فارنبورو للطيران

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 11:27

يبصم المغرب على حضور قوي في معرض فارنبورو الدولي للطيران، الذي يقام بجنوب غرب لندن من 22 إلى 26 يوليوز الجاري، بهدف إبراز المؤهلات التي يزخر بها المغرب من حيث فرص الاستثمار وتوفير الموارد في قطاع الطيران.‏