الدورة الثانية لمؤتمر “حوار ريسينا” بالهند .. منصة تفكير مهمة في عدد من القضايا والإشكاليات الجيو-استراتيجية

                            (سعد أبو الدهاج)

   نيودلهي –  تفتتح، غدا الثلاثاء بالعاصمة نيودلهي، أعمال الدورة الثانية لـ “حوار ريسينا”، وهو مؤتمر جيو-سياسي بدأ يتلمس خطواته الأولى باعتباره منصة تفكير مهمة تروم تسليط الضوء على عدد من القضايا والإشكاليات ذات الأبعاد الجيو-استراتيجية.

   وتعد النسخة الثانية من “حوار ريسينا”، الذي تنظمه وزارة الشؤون الخارجية الهندية بشراكة مع مؤسسة أبحاث المراقبين، خلال الفترة الممتدة من 17 إلى 19 يناير الجاري، لبنة أخرى في مسار دعم وتعزيز أسس الحوار السياسي الدولي، من خلال العمل على مستويات أكاديمية وعلمية.

   ويتناول الموضوع الرئيسي لدورة هذه السنة، الجوانب المحيطة بمفهوم “التعددية وتعدد الأقطاب”، في سياق التحولات السياسية والاقتصادية الجديدة التي يشهدها العالم، وبروز عدد من القوى والأقطاب التي تسعى إلى إبراز قوتها وفرض نفسها على المشهد السياسي الدولي. 

   كما ستناقش الدورة الثانية من “حوار ريسينا” عددا من المواضيع المرتبطة بتعزيز العلاقات والروابط السياسية والدبلوماسية بين الهيئات الحكومية ومختلف الفاعلين السياسيين الدوليين، وعدد من الشخصيات السياسية وعدد من الأساتذة والباحثين في المجال، بهدف تبادل الأفكار والرؤى بخصوص النزاعات والخلافات السياسية التي تعترض مسار العلاقات بين دول العالم.

   وسيبحث المشاركون في أعمال هذا المؤتمر السبل الكفيلة بمحاربة الإرهاب العابر للقارات والتصدي للأفكار المتطرفة، واستعراض مختلف الأفكار وإيجاد حلول تساعد على إرساء دعائم الأمن والسلام والاستقرار في عدد من مناطق التوتر في العالم.

   وفي هذا الصدد، سيحتضن المؤتمر عددا من اللقاءات الثنائية ومتعددة الأطراف من أجل تدارس الانعكاسات الخطيرة التي تهدد الأمن والاستقرار في منطقة شبه القارة الهندية وجنوب آسيا ككل، لاسيما مع تزايد حدة التوتر بين الهند وباكستان بشأن عدد من الخلافات العالقة بينهما، لعل أبرزها ملفا الإرهاب والوضع المضطرب في إقليم كشمير، وتواصل حدة العنف في أفغانستان.

   كما سيعرف “حوار ريسينا” مشاركة فعالة لأبرز الوزراء وكبار المسؤولين والخبراء السياسيين والاستراتيجيين وثلة من صانعي القرار والمفكرين وممثلي مراكز الأبحاث في مجال السياسة الدولية من سائر أنحاء العالم، كما سيتخلله بث شريط فيديو مسجل لكلمة الأمين العام الجديد لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتريس.

    وستتميز الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر بحضور الوزير الأول الهندي ناريندرا مودي ووزير الدولة للشؤون الخارجية مبشر جواد أكبر، ووزير الخارجية النيبالي براكاش ساران ماهات والرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، ورئيس الوزراء الأسترالي السابق كيفين رود ومستشار الشؤون الدولية لرئيسة وزراء بنغلاديش غوهر رضوي.

  كما ستلقي ثلة من الشخصيات الأجنبية مداخلات بشأن أبرز المواضيع والإشكاليات السياسية والاستراتيجية، من بينها على الخصوص، وزير الدولة للشؤون الخارجية وشؤون الكومنولث للمملكة المتحدة بوريس جونسون وقائد قيادة المحيط الهادي لقوات البحرية الأمريكية الأدميرال ميشال هوارد والمستشار الدبلوماسي لرئيس فرنسا شونسوكي تاكي ورئيس الوزراء السابق لكندا جاك آديبرت.

   وتعرف الدورة الثانية لمؤتمر “حوار ريسينا” مشاركة أزيد من 65 بلدا وأكثر من 250 مشاركا أجنبيا، سيتوزعون على عشرات الموائد المستديرة والجلسات الموضوعاتية التي تجرى بشكل متزامن طيلة فترات انعقاد المؤتمر.

   تجدر الإشارة إلى أن الدورة الأولى من “حوار ريسينا” نظمت في مارس 2016 بالعاصمة الهندية نيودلهي بمشاركة نحو 40 دولة وحوالي 120 مشاركا أجنبيا.