الدخول المدرسي ..هاجس يشغل بال الأسر الخريبكية

(بقلم المصطفى الناصري)

خريبكة – مع حلول موعد الدخول المدرسي، يتجدد الحديث بين الأسر الخريبكية عن كيفية تأمين مصاريف مستلزمات التمدرس، التي تثقل كاهلهم في توفير المتطلبات الدراسية من كتب ولوازم مدرسية وواجبات التسجيل وألبسة لفلذات أكبادهم.ويعرف موضوع تدبير مصاريف الدخول المدرسي خلال هذه الفترة نقاشا بين هذه الأسر، إذ تفكر في البحث عن طرق للتخفيف من مصاريف الكتب واللوازم خاصة أن الدخول المدرسي لهذه السنة  جاء بعد شهر رمضان الأبرك وتزامنه أيضا مع العطلة الصيفية، مما صعب توفير المتطلبات الدراسية الشيء الذي دفع الأسر إلى البحث عن وسائل تخفف عنها عبء تكاليف المحفظة المدرسية.
ولعل من أبرز مظاهر التخفيف من تكلفة الدخول المدرسي، استفادة التلاميذ المنتمين إلى الفئات المعوزة بالوسطين الحضري والقروي من المبادرة الملكية “مليون محفظة” التي تعكس إرادة ملكية راسخة للنهوض بأداء المدرسة المغربية، وتخفيف أعباء الفئات الأكثر احتياجا من خلال التكفل بأبنائها المتمدرسين وتمكينهم من ولوج مقاعد الدراسة بكل يسر والإسهام بالتالي في تكريس تعميم التعليم الأساسي وإلزاميته.
وتأتي هذه المبادرة الملكية النموذجية لمساعدة آباء وأولياء التلاميذ عبر التخفيف من الأعباء المالية المترتبة عن اقتناء المقررات والكتب وباقي اللوازم المدرسية، لاسيما بالنسبة لأولئك الذين تعوزهم الإمكانيات المادية الكافية لتوفير مختلف هذه الحاجيات، كما أنها تعكس عمق ثقافة التضامن وحس التعاون وقيم التآزر السائدة لدى المجتمع المغربي.
كما مكنت المبادرة من إعطاء دفعة قوية لتعميم التمدرس ودعم الجهود المبذولة من أجل محاربة ظاهرة الهدر المدرسي، إلى جانب تشجيع الفئات الاجتماعية المعوزة وذات الدخل المحدود على تمكين أبنائها وبناتها من الولوج إلى الفضاء التعليمي ، وبالتالي تفادي الانقطاع المبكر عن الدراسة، خاصة بالوسطين القروي والشبه حضري.
ويستفيد من هذه العملية ، التي تندرج في إطار تعزيز آليات الدعم الاجتماعي للمساهمة في دعم التمدرس والحد من ظاهرتي الهدر والانقطاع عن الدراسة وتسهيل الوصول إلى المؤسسات التعليمية، على مستوى إقليم خريبكة لهذه السنة ما مجموعه 59 ألف و169 تلميذا وتلميذة، منهم  51 ألف و118 تلميذا بسلك التعليم الابتدائي وثمانية آلاف و51 تلميذا بسلك التعليم الإعدادي (الوسط القروي).
كما تتجلى بعض مظاهر التخفيف من أعباء الدخول المدرسي، في إقبال الأسر بخريبكة على عملية تبادل الكتب والمقررات المدرسية واقتناء الكتب المستعملة، التي تزدهر وتنتعش تجارتها بمختلف ساحات وشوارع المدينة التي تتحول في هذه الفترة من السنة إلى مكتبات مفتوحة تقصدها الأسر للبحث عن مقررات دراسية مستعملة لسعرها المنخفض مقارنة مع تلك الجديدة.
وتشكل تجارة الكتب المدرسية المستعملة، التي دأبت الأسر على اقتناءها، إحدى وجوه التخفيف من تكاليف مستلزمات الدخول المدرسي باعتبارها عملية تخدم مصلحة البائع والمشتري وتساعد الأسر على تلبية حاجيات ومتطلبات أبنائهم الدراسية.
وإلى جانب هذه المهنة الموسمية، تشهد جل المكتبات في هذه الفترة من السنة رواجا تجاريا وتوافدا كبيرا للأسر من أجل اقتناء الكتب والمستلزمات الدراسية المتوفرة بجل مكتبات المدينة بعرض يلبي حاجيات الأسر باستثناء قلة بعض المقررات الدراسية خاصة بالنسبة لتلاميذ التعليم الخصوصي، مما يدفع هذه الأسر إلى البحث عنها في مكتبات مدن مجاورة أو التنقل إلى مكتبات مدن كالدارالبيضاء والرباط.
ويؤكد عدد من أصحاب المكتبات توفرهم على غالبية المقررات الدراسية التي يتم ترويجها بأثمنة محددة مقارنة مع أسعار الأدوات المدرسية التي تعرف تقلبات نتيجة الاختلاف في الجودة.
يذكر أن عدد التلاميذ الذين سيلتحقون بالمؤسسات التعليمة على مستوى إقليم خريبكة  بلغ خلال الموسم الدراسي الحالي 51 ألف و118 تلميذا بسلك الابتدائي (عمومي)، و29 ألف و486 تلميذا بالثانوي الإعدادي (عمومي)، فيما يبلغ عدد التلاميذ بالنسبة لسلك الثانوي التأهيلي (عمومي) 19 ألف و942 تلميذا .