الدار البيضاء.. مائدة مستديرة حول البعد العملي في مقاربة الحد من المخاطر

الدار البيضاء –  شكل البعد العملي في مقاربة الحد من المخاطر عبر العالم موضوع مائدة مستديرة، نظمت أمس الأربعاء بالدار البيضاء، بمناسبة الإطلاق الرسمي للمؤلف الجماعي “بيان الحد من المخاطر” (Harm Reduction : The Manifesto).

وتم إطلاق هذا الكتاب، الذي أصدرته منشورات أوريون (Éditions Orion) تحت إشراف الكاتب الصحفي عبد الحق نجيب والدكتورة إيمان قنديلي والبروفيسور جلال توفيق، بفي اليوم نفسه الذي أطلق فيه بالولايات المتحدة بتعاون مع واشنطن تايمز، وذلك خلال ندوة عن بعد.

وتم اختيار المشاركين في هذه المائدة المستديرة، التي حملت عنوان “عملي وليس سحري: الحد من المخاطر والصحة العامة” (Practical not Magical: Harm Reduction and Public Health) وأطرها المدير التنفيذي لـ (Collaborate up)، ريتشارد جي.كريسبين، من طرف (Aphorisme) و”أوريون ميديا” و”واشنطن تايمز”.

وضمت هذه التظاهرة كل من الدكتورة إيمان قنديلي، طبيبة مختصة في الأمراض النفسية ومعالجة الإدمان ورئيسية جمعية طب الإدمان والأمراض ذات الصلة، وديان غولدستين، المديرة التنفيذية لشراكة تطبيق القانون بالولايات المتحدة الأمريكية، وكي يونغ، نائب رئيس الشراكات والتنمية بالمؤسسة الأمريكية من أجل استعادة المناخ، ومازن صالح، مدير سياسات دمج التقليص من المخاطر في معهد آر ستريت (R. Street Institute).

وبهذه المناسبة، أكدت الدكتورة قنديلي، التي مثلت المغرب، أن السلطات المغربية أدركت خطورة هذه الأزمة من خلال اتخاذ عدد من الإجراءات للحد من المخاطر، وإرساء أسس سياسة صحية تتطلع نحو المستقبل، مع كل ما يقتضيه ذلك من إجراءات وتوقعات بهدف خلق قاعدة متنقلة لإدارة مختلف الأزمات المستقبلية لكي يتم التعامل معها بفاعلية ونجاعة.

ويتناول هذا الكتاب، الذي يجمع أكثر من 26 خبيرا من أطباء ومحللين وعلماء السياسية ومفكرين وعلماء اجتماع وأنثروبولوجيا، موضوع الحد من المخاطر في هذه الفترة المتسمة بجائحة عالمية خطيرة هزت العالم منذ يناير 2020، وأصابت أكثر من 320 مليون شخص، وقتلت ما لا يقل عن 5,5 مليون ضحية في جميع أنحاء العالم.

وأفاد بلاغ للمنظمين أن هذا المؤلف، المكتوب باللغات الفرنسية والإنجليزية والعربية والإسبانية، والذي سيتم ترجمته قريبا إلى اللغتين الألمانية والإيطالية، يعتبره جميع المراقبين “الكتاب الحدث في هذه الأزمة الصحية”.

ويتعلق الأمر بكتاب موثق، تمت كتابته بدقة وبعمق، ويطرح الأسئلة المناسبة التي تهم المجتمع بمختلف أطيافه، والمجتمع المدني، والهيئة الطبية، والسلطات الصحية في مختلف حكومات العالم، التي تواجه وضعا صحيا صعبا مع فيروس غير متوقع يجتاح العالم منذ أكثر من عامين.

ويجمع المؤلف الجماعي “بيان الحد من المخاطر” (Harm Reduction : The Manifesto) وجهات نظر العديد من الشخصيات الطبية البارزة، والعديد من المفكرين من قبيل: بيتر هاربر، وفارس ميلي، وإيمان قنديلي، وجلال توفيق، وجان فرانسوا كليمون، وجان ماري هيت، وعبد الحق نجيب، وزينة المكرزل ، وجبرييل مالكا، وسعاد تاوجني، وأنس الدكالي، ورجاء أغزادي، ونجيب بنسبية، وديفيس غروسون، وديفيد خياط، ومارك دوغان، وعبد العزيز العلوي، وفابيان بريسارد، ومارتن دي دوف، وشكيب جسوس، ومصطفى السويح ، ومحمد الإبراهيمي، وأنايس فوسير، وأمحدو مهاتير با، ويوسف موحي، ومريم بحري.

وأضاف البلاغ أن الكتاب يجمع “حساسيات مختلفة من القارات الخمس، كل حسب تجربته وخبرته، وكل حسب خلفيته ومجاله”، مما يعطي قراءة واضحة للعالم الذي نعيش فيه اليوم، والذي هو ضحية الأزمات المتتالية والمخاطر الكبرى، ليس فقط على المستوى الصحي ولكن على جميع مستويات المجتمع”.

ويتناول مفهوم الحد من المخاطر بمعناه الواسع، حيث يتجاوز الأزمات الصحية ليشمل جميع جوانب الحياة البشرية، من السياسة إلى البيئة والمجتمع، من خلال الثقافة والقيم المدنية، وبالتالي يشرك المريض والمواطن باعتباره الفاعل الرئيسي في مقاربة الحد من المخاطر هاته.