التواصل بين الناخب والمرشح وإن كان محدودا في الزمان فهو فرصة لتداول الخطاب السياسي الحزبي على نطاق واسع (خبير في التواصل)

 عبد العزيز حيون

تطوان- اعتبر مدير المركز المغربي للدراسات والأبحاث في وسائل الإعلام والاتصال عبد السلام أندلوسي أن التواصل بين الناخب والمرشح خلال الحملة برسم اقتراع السابع من أكتوبر، وإن كان محدودا في الزمان فهو فرصة لتداول الخطاب السياسي الحزبي على نطاق واسع.

   ورأى الخبير في مجال التواصل، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه لا تهم آليات التواصل بين الناخب والمرشح، التي قد تكون تقليدية صرفة أو حديثة مبتكرة، للحكم على قيمة التواصل بين طرفي الانتخابات، بقدر ما يكتسي التواصل في هذا الزمن السياسي اهمية كبرى، كونه يبقى أساسيا لاطلاع المواطنين على برامج الاحزاب والتعرف على مقترحات الفعاليات السياسية على اختلاف مرجعياتها وايديولوجياتها ومنطلقاتها لملامسة القضايا التي تستأثر باهتمام البلد ككل والمجتمع بشكل خاص.

  وأضاف السيد أندلوسي أن الحملة الانتخابية تتيح للخطاب السياسي فرصة تجديد نفسه، كما تتيح للأحزاب والفعاليات السياسية فرصة الاعلان عن نواياها السياسية ومواقفها المبدئية وتطلعاتها المؤسساتية، خاصة وأن الاحزاب السياسية المغربية في مجملها ليست لها القدرة  البشرية واللوجستية والمادية لإسماع صوتها في كل وقت وحين الى كل الشرائح المجتمعية وعلى مستوى كل الآفاق الجغرافية.

   كما أن من ميزات الحملة الانتخابية، حسب الخبير في مجال التواصل، أنها توفر فرصة للمتتبعين للشأن السياسي الوطني للتعرف على النخب الجهوية والمحلية، كما توفر الإمكانية للأحزاب للمساهمة الميدانية في تأطير المواطنين، وفقا لأدوارها الدستورية والمسؤولية الاخلاقية المنوطة بها، وفي المقابل الدفع بالمواطنين الى الاطلاع على تفاصيل الحياة السياسية المغربية.

  وأكد الباحث أن التواصل بين المرشح والناخب يعطي أيضا للحياة السياسية زخما جديدا، ويدفع الاحزاب الى الاجتهاد في طرح البرامج والمقترحات والبدائل عوض الاكتفاء بسرد المرجعيات الإيديولوجية وتوجيه الانتقادات الى المنافس، والتي لا تقوم في أحيان كثيرة على سند منطقي وجيه.     

  كما ان التواصل بين الناخب والمرشح هو مناسبة للترويج للخطاب السياسي في إطار  تمرين سياسي ميداني لتربية المجتمع، خاصة الاجيال الصاعدة على الاهتمام بقضايا الشأن العام والحد من تداول بعض الكليشيهات الجاهزة واحكام القيمة عن العمل السياسي، والتي ربما تكون غير صحيحة وتبخس هذا العمل الذي يعكس نضج المجتمع والتطور الديموقراطي الذي يحققه المغرب بثبات.

  وأبرز أندلوسي أن تداول الخطاب السياسي خلال الحملة الانتخابية، ورغم طابعه الموسمي، فإنه أيضا ممارسة  سياسية تساهم في تكريس قيم إنسانية ومبادئ ديموقراطية مثلى، تتمثل في التربية على التعبير الحر الناضج والموضوعي وتبادل الافكار واحترام الآخر والابتعاد عن بعض الممارسات، التي تعطي صورة غير صحيحة عن واقع التطور الديموقراطي في المغرب.

  وخلص الباحث في مجال الاتصال الى انه لا يتعين النظر الى الخطاب السياسي والتواصل بين الناخب والمرشح بعين نقدية صرفة، بقدر ما ينبغي التعاطي معه كمعطى واقع يستلزم التطوير والتنقيح والتجويد لبلوغ ما تتضمنه مقتضيات دستور  2011 وما يسعى اليه المجتمع المغربي لتعزيز البناء الديموقراطي.