التعليم بالعالم القروي .. رافعات متعددة لدعم حق طفل القرية في الولوج إلى المعرفة

الرباط – تسابق السلطات المعنية بالشأن التعليمي الزمن من أجل تدليل المعيقات السوسيو-اقتصادية التي تحول دون ولوج طفل القرية إلى التعليم، معبئة من أجل ذلك موارد مهمة وموظفة رافعات متعددة.

ومن بين أهم هذه الرافعات يبرز دعم التلاميذ المنحدرين من أسر فقيرة، وتوفير النقل المدرسي لهؤلاء التلاميذ، وتوسيع عرض الداخليات من أجل استيعاب أكبر عدد من التلاميذ المعوزين في مختلف جهات البلاد.

ففي ما يخص برنامج “تيسير”، الذي يروم دعم مواصلة التلاميذ المنحدرين من الأسر الفقيرة والمعوزة، لاسيما في الوسط القروي، تعليمهم الأساسي، من المرتقب أن يصل عدد التلاميذ المستفيدين من هذا البرنامج خلال الموسم الدراسي الحالي إلى 828 ألف و400 تلميذ منحدرين من حوالي 524 ألف و400 أسرة، وهو ما يمثل زيادة بأكثر من 9 مرات بالنسبة لعدد التلاميذ وبأكثر من 11 مرة بالنسبة لعدد الأسر.

وبحسب معطيات وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، فإن ميزانية البرنامج انتقلت من حوالي 61,4 مليون درهم خلال الموسم الدراسي 2008-2009 إلى حوالي 827 مليون درهم متوقعة خلال السنة الدراسية الحالية، أي بزيادة فاقت 13 مرة.

وتعمل الوزارة حاليا وبتنسيق مع القطاعات الحكومية المعنية على تدارس إمكانية مراجعة معايير الاستهداف الحالية، وإعداد وإرساء خطة عمل على المدى القريب والمتوسط تمكن من تلبية حاجيات السكان وتأخذ بعين الاعتبار الإمكانيات المادية المتاحة وشروط الحكامة الجيدة لاستمرارية هذا البرنامج.

ويشكل النقل المدرسي رافعة أخرى من أجل دعم فرص الطفل القروي في الحصول على حقه في التعليم، حيث تواصلت الجهود على هذا المستوى، ورصد غلاف مالي بقيمة 34 مليون درهم من أجل تنزيله.

وتبين معطيات الوزارة أن هذا البرنامج مكن من توفير النقل المدرسي لـ 122 ألف و 636 تلميذا برسم الموسم الدراسي الحالي، منهم 92 ألف و185 مستفيد من الحافلات و30 ألف و451 مستفيد من الدراجات الهوائية.

أما على مستوى الداخليات، فيعد العمل على الرفع من عرضها من أولويات الوزارة لمحاربة ظاهرة عدم الالتحاق، خاصة لدى تلميذات وتلاميذ الوسط القروي، ويتضح ذلك من خلال التطور الذي عرفه عدد الداخليات في السنوات الأخيرة.

وفي هذا الصدد، انتقل عدد الداخليات على المستوى الوطني من 574 في الموسم الدراسي 2013-2012 إلى 832 داخلية (منها 57 في المائة بالوسط القروي) خلال الموسم الدراسي الحالي، مسجلا بذلك تطورا مهما بلغ 258 خلال 3 مواسم فقط.

ويستفيد من خدمات الداخليات حوالي 149 ألف و737 تلميذا خلال الموسم الدراسي الحالي 2015-2016، مقابل 103 آلاف و871 قبل ثلاثة مواسم.

كما أعلنت الوزارة برسم ميزانيتها لسنة 2016 أنها ستعمل على استكمال الأوراش المفتوحة برسم السنوات السابقة ومنها على الخصوص استكمال بناء الداخليات في طور الإنجاز، حيث يبلغ عددها 27 داخلية من المرتقب أن يتم اعتمادها في الدخول المدرسي المقبل.

وبالرغم من المجهودات المبذولة، لاتزال المنظومة تعاني من مجموعة الاختلالات التي يجب مواصلة العمل على معالجتها، ومنها تنامي ظاهرة الهدر المدرسي (ارتفاع نسب الانقطاع والتكرار وعدم استكمال الدراسة)، وحالة البنية التحتية.

وفي هذا الإطار، وضعت الوزارة مجموعة من التدابير ذات الأولوية، من ضمنها محور خاص بتحسين العرض المدرسي وذلك عبر عدة إجراءات مهمة، منها توسيع العرض المدرسي الذي سيشمل توسيع العرض من الداخليات خصوصا بالوسط القروي، بالإضافة إلى تأهيل الداخليات المتوفرة.