البيرو .. عشرة حالمين بكرسي الرئاسة في نقاش تلفزيوني مفتوح لإقناع الناخبين المترددين

(مبعوث الوكالة إلى ليما : هشام الأكحل)

ليما – بعد أن غادر تسعة مرشحين السباق الرئاسي في البيرو أو أجبروا على المغادرة، التأم العشرة المتبقون، مساء أمس الأحد، في نقاش انتخابي تلفزيوني مفتوح تم خلاله طرح مختلف وجهات النظر والبرامج التي يعتزمون تنفيذها في حال الوصول إلى القصر الرئاسي، لعلها تقنع الناخبين المترددين.

وخلال هذه المبادرة، المنظمة من قبل المحكمة الوطنية الانتخابية، بسط المشاركون تصوراتهم بخصوص مستقبل البيرو مع التطرق إلى محاور همت الاقتصاد والأمن ومحاربة الفساد، إضافة إلى تقديم أجوبة مباشرة لأسئلة طرحها مواطنون.

واستهل الرئيس الأسبق أليخاندرو طوليدو عن حزب “البيرو الممكن” النقاش، معتبرا أنه في “البيرو لا يوجد مواطنون من الدرجة الثانية .. بل الجميع على قدم المساواة من حيث العدالة وتكافؤ الفرص، والبيرو قادرة على تحقيق التنمية بالاعتماد على الاستثمارات الخارجية والداخلية”.

أما مرشح حزب “بيروفيون من أجل التغيير”، بابلو بيدرو بيتشنتسكي، الذي تمنحه استطلاعات الرأي إمكانية الحصول على المرتبة الثانية، فاعتبر أنه “يؤمن بالتغيير الذي يقطع مع سياسات تم اعتمادها سابقا في البيرو وأثبتت اليوم فشلها في بلدان مجاورة”، مشيرا إلى أنه على البلاد أن “تلملم جراح الماضي ولا يمكن الاستمرار في الانقسام بل يتعين تعزيز بلد قوي وحداثي لا مكان فيه للفساد”.

وشدد على أنه ينوي إحداث ثلاثة ملايين منصب شغل جديد في الخمس سنوات المقبلة، مع تحسين جودة التربية والعمل لفائدة الشباب، وإصلاح النظام القضائي، وتوفير الخدمات الصحية الجيدة، مع تعزيز أكبر للأمن في البلاد.

ومن جهتها، قالت المرشحة فيرونيكا ميندوسا عن حزب “الجبهة الموسعة”، “علينا أن نعيد النظر في مقومات الاقتصاد البيروفي الذي يظل رهينا بشكل وثيق بالمواد الأولية، وكلما تراجعت أسعارها في الأسواق إلا وينعكس ذلك على الأسر البيروفية”.

وفي تقدير هذه المرشحة التي باتت تقترب من المرتبة الثانية، بحسب آخر استطلاعات الرأي، فقد آن الأوان لإنجاز تغيير حقيقي والاستثمار في القطاعات المرتبطة بخدمات الماء والكهرباء والمدارس والمستشفيات دون إغفال الفلاحة والصناعة والسياحة.
وفي السياق ذاته، قال ألفريدو بارنتشيا عن حزب “الحركة الشعبية”، وهو المرشح الذي تبوؤه استطلاعات الرأي الحصول على المرتبة الرابعة، إنه ينوي في حال اختياره رئيسا للبيرو توفير صحة وتعليم عموميين بجودة عالية ومعاشات حقيقية لا تتبخر مع مرور الوقت، كما أنه سيحرص على أن تكون العدالة فوق الجميع.

ولعل الحدث الذي استأثر باهتمام المتتبعين تمثل في المواجهة التي تمت بين المرشح آلان غارسيا، الذي سبق له أن تولى قيادة البيرو في ولايتين غير متتاليتين، وخصمه فيرناندو أوليفيرا الذي اتهم غارسيا بالتورط في الفساد لكن الأخير قال إنه جاء لتقديم ما يجب أن يسمعه البيروفيون ولن يعقب على هكذا اتهامات.

كما أن هناك مشاركة نالت نصيبها من الاهتمام الإعلامي، ويتعلق الأمر بالمرشح والحاكم السابق لجهة “كاخاماركا” (شمال) غريغوريو سانتوس الذي يوجد منذ سنة 2014 رهن الاعتقال بأحد سجون العاصمة ليما على خلفية التحقيق في تهم بالفساد، وقد سمح له بالمشاركة في النقاش التلفزيوني بعد حصوله على ترخيص لمدة 10 ساعات وذلك على اعتبار أنه لم تصدر في حقه لحد الآن أية عقوبة.

وتبقى كلمة المرشحة الأوفر حظا كيكو فوجيموري أبرز خطاب لافت في هذا النقاشº إذ اعتبرت أنها تنوي تحقيق المصالحة الوطنية لأنها “تعرف كيف تقرأ التاريخ” ولن تكرر أخطاء حكومة والدها ألبيرتو فوجيموري (1990-2000) الذي يقضي عقوبة حبسية من 25 عاما لإدانته باتهامات تتعلق بالفساد وانتهاك حقوق الإنسان.

بل وأكدت كيكو، التي تتوفر على أزيد من 30 في المائة من نوايا التصويت، أنها لن تستخدم السلطة السياسية لصالح أي من أفراد عائلتها، وستكون قاسية ضد الفساد وستعمل على تحقيق استقلالية القضاء والاحترام التام لحقوق الإنسان والديمقراطية.

وحسب المراقبين، فإن هذا النقاش التلفزيوني، الذي بات تقليدا ديمقراطيا دأبت عليه البيرو، قد يكون ساهم، إلى حد ما، في تبديد ضبابية الصورة لدى نحو 23 مليون ناخب، سيكونون مدعوين يوم الأحد المقبل لاختيار رئيس جديد للبيرو واثنين من نائبيه و130 عضوا بالبرلمان وخمسة ممثلين للبلاد في برلمان الأنديز.